أكد خبراء وأكاديميون ضرورة غرس ثقافة الإبداع والابتكار لدى دارسي الإعلام بما يمكّن من خلق جيل إعلامي جديد قادر على تقديم كل ما هو مميز ومتفرد في مجال الإعلام وبما لا يخل بالقيم المهنية والأخلاقية للمهنة والمجتمع.
جاء ذلك في جلسة بعنوان "الإعلام والابتكار.. مستقبل الشباب العربي في العصر الذكي"، وذلك ضمن فعاليات النسخة الأولى من قمة الإبداع الإعلامي للشباب العربي والتي انطلقت اليوم /الأحد/ تحت رعاية مجلس الوزراء وجامعة الدول العربية.
وقالت أستاذ الصحافة بجامعة القاهرة وعميد كلية الإعلام الأسبق الدكتورة ليلى عبدالمجيد إن كليات الاعلام تقوم على فكرة الابتكار والإبداع، حيث نسعى باستمرار إلى انتقاء الطلبة الذين يمتكلون الشغف والرغبة في دراسة الإعلام وتقديم كل ما هو جديد.
وأكدت أن العصر الحالي يشهد تطورات تكنولوجية حديثة في وسائل الاتصال وصولًا للذكاء الاصطناعي بكل تطبيقاته وكل إيجابياته وسلبياته، لذلك فلا بد من خلق جيل إعلامي قادر على التعامل مع متطلبات العصر الحديث في ظل الثورة التكنولوجية الهائلة.
وأضافت أن عملية التدريس في كليات الإعلام تسعى لإيصال وغرس ثقافة الابتكار للطلاب من خلال أعضاء هيئه التدريس، إلى جانب ترسيخ استراتيجية للتعليم والتعلم، حيث يقوم التعليم بكليات الإعلام على أساس التعلم الذاتي والتعلم التجريبي وليس التلقين، فالتعلم يكون من خلال المحاكاة بما يسهم في خلق جيل مبدع قادر على تقييم محتوى فريد.
ونوهت بأن فكرة مشروعات التخرج في كليات الإعلام والتي يقوم خلالها الطلاب بتقديم مشروعات تخرج مطبوعة أو مسموعة أو مرئية تكون سبيلًا لتعزيز مناخ الإبداع لدى الطلاب، كذلك فإن الأوراق تعد أمرًا مهمًا بكليات الإعلام؛ لتقديم كل ما هو جديد وكل ما يمكن إضافته في المجال.
من جانبه..أكد عميد كلية الإعلام بالجامعة المصرية الحديثة الدكتور سامي الشريف ضرورة أن يمتلك الإعلامي المهارات اللازمة التي تساعده على أداء مهام عمله بكفاءة، داعيًا إلى ضرورة انتقاء الكلاب الملتحقين بكليات الإعلام من خلال اختبارات القدرات بما يمنع وجود طلبة إعلام لا يمتلكون مهارات اساسية للعمل الإعلامي.
وقال إن كليات الإعلام مسؤولة عن ترسيخ ثقافة الإبداع والابتكار بكليات الإعلام بما يمكن من وجود إعلامي يكون مبدعًا ومبتكرًا؛ لتقديم حلول في إطار ما لديه من إمكانيات، لافتًا إلى ضرورة تنمية مهارات طلاب الإعلام من خلال تقديم جرعة من الفنون مثل التذوق الموسيق لخلق مساحة من الابتكار وتقديم محتوى متميز ومتفرد.
وأضاف أن الإعلام الذكي هو الإعلام الذي دخلت فيه التكنولوجيا الحديثة، وأصبح الإعلامي محاصرًا ليس فقط من المنافسين له من خريجي كليات الإعلام ولكن أيضًا يكون محاصرًا من الآلة التي دخلت بديلة عن الأفراد الأمر الذي يعد كارثة كبيرة تهدد مجال الإعلام.
وبدوره..أكد عميد كلية إعلام جامعة السويس الدكتور أشرف جلال أهمية الإبداع كوسيلة للحياة والتفكير المتقدم، معتبرا أن الإبداع ليس مجرد مفهوم فني، بل هو رؤية جديدة تُعتبر حجر الزاوية في تطوير العملية التعليمية والإعلامية في الكلية.
وأشار إلى التحديات الكبيرة التي تواجه المجتمع المصري خاصة ما يتعلق بمعدل الأمية الاقتصادية الذي لا يزال يشكل عائقًا أمام التنمية، قائلًا "إن 64% من المواطنين لا يزالون يعانون من هذه المشكلة، مما يتطلب جهودًا مضاعفة للتوعية والتثقيف"، مؤكدًا ضرورة تناول القضايا الاقتصادية والاجتماعية من زوايا جديدة، بما في ذلك تأثير الأغاني الدينية والفنون التكنولوجية والسياسية على المجتمع.
ولفت إلى انتشار الشائعات وتأثيرها السلبي على الرأي العام، مشيرًا إلى أن أكثر من 55 ألف إشاعة قد انتشرت في الربع الأول من 2022، منوهًا بأن هذه الشائعات تؤثر على سلوكيات الأفراد وتقديراتهم، مما يستدعي تدخلًا عاجلًا من وسائل الإعلام لتوعية الجمهور بالمعلومات الصحيحة.. قائلًا "إذا لم نقم بنشر المعلومات الدقيقة، فقد نساهم في نشر معلومات مضللة تؤثر سلبًا على المجتمع".
وطالب بتحديث المناهج الدراسية في الكليات لتشمل مواد من دول مختلفة؛ لرفع مستوى التعليم ويعزز من الخبرات العملية للطلاب، مضيفًا "نحن نعمل على توسيع آفاق التعليم من خلال استقطاب طلاب من دول خليجية، مما يسهم في إثراء التجربة التعليمية".
ومن ناحيته..أكد أستاذ الإذاعة والتلفزيون وعميد كلية الإعلام الأسبق الدكتور حسن عماد مكاوي وجود تحديات كبيرة تواجه كليات الإعلام في مصر والعالم العربي، مشيرا إلى أنه تم البدء في تحديث اللوائح الأكاديمية وتطوير المناهج وتعميمها على جميع الجامعات المصرية لتواكب التطورات التكنولوجية الحديثة.
وأشار إلى أهمية أن تكون اللوائح مرنة وقابلة للتحديث بشكل دوري لمواكبة التطورات السريعة بمجال الإعلام، مشددًا على ضرورة التعاون المستمر بين الجامعات والهيئات الأكاديمية؛ لضمان تقديم تعليم عالي الجودة.
ودعا إلى ضرورة توفير الاستثمارات اللازمة لتحديث البنية التحتية في كليات الإعلام، بما في ذلك تجهيز المعامل والمختبرات بأحدث التقنيات والأدوات الإعلامية، مؤكدًا أهمية توفير برامج تدريبية مستمرة لأعضاء هيئة التدريس والطلاب؛ لضمان اكتسابهم المهارات اللازمة لاستخدام التكنولوجيا الحديثة في الإعلام.