الأحد 19 يناير 2025

ثقافة

بواسطة تقنية ليدر.. اكتشاف مدينة كاملة داخل غابات الأمازون

  • 27-10-2024 | 19:00

غابات الأمازون

طباعة
  • إسلام علي

اكتشف علماء الآثار مدينة استعمارية مفقودة في داخل غابات الأمازون المطيرة يعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر.

ووفقا لما نقله موقع newsweek، كانت هذه المستوطنة البرتغالية معروفة سابقًا على بعض الخرائط، لكن موقعها الدقيق ظل غير معروف، ووفقًا لمدير متحف الآثار والإثنوغرافيا في جامعة ساو باولو، فإن اكتشاف الموقع تم بعد سنوات من البحث والاعتماد على تقنيات حديثة للكشف عن التضاريس المخفية تحت الغطاء النباتي الكثيف.
وأضاف أن المدينة تم التخلي عنها منذ فترة طويلة وسيطرت عليها الغابة، مضيفًا أنهم تمكنوا من تحديد تخطيط الشوارع بشكل كامل، مما يعد إنجازًا مذهلًا في حد ذاته.
يعود الاستعمار البرتغالي للبرازيل  في بداية القرن السادس عشر، حين أبحر المستكشف بيدرو ألفاريس كابرال إلى الأراضي الجديدة وأعلنها ملكية للبرتغال. 
وعلى مدى ثلاثة قرون، أقامت البرتغال نظامًا استعماريًا واسعًا في البرازيل لاستغلال ثرواتها الطبيعية، بما في ذلك السكر والذهب والقهوة، وذلك باستخدام عمالة العبيد التي تم استجلابها من أفريقيا.
كانت البرازيل تمثل أهمية اقتصادية هائلة للبرتغال، لكن حركة الاستقلال بقيادة الأمير دوم بيدرو الأول في أوائل القرن التاسع عشر أنهت الحكم الاستعماري البرتغالي، لتعلن البرازيل استقلالها وتدخل عصرًا جديدًا.
وعلى الجانب الأخر، اعلن عن اكتشاف المدينة الاستعمارية في حدث نظمه متحف الأمازون في ماناوس ضمن مشروع "أمازونيا ريفيلادا" الذي يسعى إلى الكشف عن المواقع الأثرية في مختلف أنحاء الأمازون باستخدام أحدث التقنيات وتطبيق المعرفة التقليدية لسكان الغابات الأصليين. 
ووفقًا لأحد منسقي المشروع، فإن الهدف هو توثيق هذه المواقع وجعلها جزءًا من التراث البرازيلي، مضيفًا أن "إدراج هذه المواقع ضمن التراث يعزز من حماية هذه الأراضي ويعطيها أهمية جديدة كجزء من تاريخ البلاد العريق".

ويعتمد المشروع على استراتيجيتين متكاملتين: الأولى هي استخدام تقنية "LIDAR" لمسح الغابات المطيرة بدقة، حيث تُستخدم نبضات الليزر لرسم نماذج ثلاثية الأبعاد للتضاريس، مما يسمح بكشف الهياكل المخفية تحت الغطاء النباتي الكثيف. 

تعتبر هذه التقنية مثالية لمثل هذه الظروف، حيث تمنح العلماء "رؤية" لما وراء الغابة، مما يتيح لهم تحديد الأنماط الأرضية والبناءات التي قد تكون غير مرئية بالعين المجردة.

أما الاستراتيجية الثانية، فتشمل مسح المواقع ميدانيًا بواسطة باحثين محليين من الشعوب الأصلية والمجتمعات التقليدية التي تعيش في هذه الأراضي، فيقوم هؤلاء الباحثون بتوثيق المواقع الأثرية مما يضفي بعدًا اجتماعيًا وإنسانيًا على المشروع.

وتشير الدراسات إلى أن منطقة الأمازون كانت مأهولة بالسكان منذ حوالي 11 إلى 12 ألف عام، ويعتقد بعض الباحثين أن الأدلة الحديثة قد تدفع الجدول الزمني للوجود البشري هناك إلى 13 ألف عام أو أكثر. 

وقد شهدت هذه الأراضي وجود مجتمعات كبيرة ومستقرة طورت تقنيات زراعية وأنظمة إدارة أرضية معقدة، لتشكل حضارات ذات بنية اجتماعية وثقافية غنية قبل وصول الأوروبيين بفترة طويلة.

استخدام تقنية "LIDAR" في هذا المشروع ليس الأول من نوعه، فقد ساهمت سابقًا في اكتشاف العديد من المواقع الأثرية المخفية في غابات الأمازون، ومنها على سبيل المثال، كشفت دراسة نُشرت في مجلة "science" في العام الماضي عن عشرين مبنى قديمًا تم بناؤه في عصر ما قبل الاستعمار الأوروبي، وقد تضمنت هذه المباني قرى محصنة وهياكل دفاعية واحتفالية تُعرف بالجيوجليفات، بالإضافة إلى مواقع على ضفاف الأنهار كانت تستخدم لجمع الموارد الغذائية.

الاكثر قراءة