وصف سفير الاتحاد الأوروبي لدى السعودية كريستوف فارنو الوضع الراهن في قطاع غزة بأنه "مروع للغاية"، مشددا على أهمية العودة إلى المسار السياسي لإنهاء الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية، واستعادة الاستقرار والسلام للمنطقة.
وقال السفير فارنو "إن موقف الاتحاد الأوروبي واضح بشأن ضرورة وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع"، مشيرا إلى أن المنطقة ليست بحاجة لمزيد من الأزمات والتوترات، في إشارة إلى التصعيد الإسرائيلي على لبنان.
وأضاف: أن "الحل الدائم للأزمة الراهنة في القطاع يجب أن يكون سياسيا، وحل الدولتين يظل هو المسار الوحيد لإنهاء أزمة غزة وتحقيق أمن واستقرار المنطقة"، مثمنا جميع الجهود العربية المبذولة في إطار حل الدولتين والمتقاربة مع مطالب المجتمع الدولي بالدفع من أجل تحقيق هذا الحل لإنهاء هذه الازمة بين الفلسطينيين والإسرائيلييين.
وحول الانتقادات الموجهة إلى بعض الدول الأوروبية التي لازالت تدعم وتمول إسرائيل بالسلاح، قال سفير الاتحاد الأوروبي لدى السعودية "لدينا موقف واضح بشأن ضرورة وقف إطلاق النار بشكل فوري في لبنان وغزة"، مشيرا إلى الجهود الأوروبية التي بذلت منذ بداية الأزمة في لبنان، ومنها مؤتمر باريس للدفع بتطبيق قرار مجلس الأمن التابع للامم المتحدة رقم 1701 الداعي إلى وقف كامل للعمليات القتالية في بيروت.
وأضاف أن الدول الاوروبية حشدت منذ بداية الأزمة في بيروت أكثر من 100 مليون يورو لمساعدة الشعب اللبناني، مؤكدا عدم وجود أي انقسام بين الأوروبيين بشأن الأحداث الراهنة في غزة ولبنان.
وردا على سؤال حول التصريحات التي تحمل أوروبا الأوضاع الراهنة في المنطقة جراء عدم اتخاذها أي مواقف جادة للضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف هذا التصعيد، قال فارنو "إن الدول الأوروبية تتابع عن كثب كل ما يحدث في المنطقة بشكل عام وتتخذ كافة الإجراءات اللازمة ضمن إطار القانون الدولي فيما يتعلق بالوضع في غزة ولبنان"، معربا عن استعداد الاتحاد التواصل مع كافة الشركاء لاستعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة مرة أخرى.
وحول مطالبات البعض بأهمية مراجعة الدول الأوروبية لاتفاقية الشراكة مع إسرائيل طبقا لما حدث إزاء الحرب الروسية الأوكرانية، قال فارنو إن "موقف الاتحاد واضح إزاء الأزمة في غزة ولبنان ضمن إطار واحترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة لكي يبقى العالم في حالة استقرار وسلام، والدول الاوروبية تحترم سيادة الدول التي تواجه أي اعتداء مثل أوكرانيا، ويجب أن تحارب من أجل سيادتها طبقا للقانون الدولي"، لافتا إلى ضرورة احترام حق الدفاع عن النفس والقانون الدولي والإنساني الدولي والقرارات الأممية.
وشدد الدبلوماسي الأوروبي على عدم وجود أي معايير مزدوجة لدى الدول الأوروبية بشأن الشرق الأوسط وأوكرانيا.