أعلنت السلطات الأثرية عن اكتشاف نقش استثنائي يُكرم المصارع القديم كايكيليانوس في مدينة أنيموريوم الساحلية التركية القديمة.
ووفقا لمانقله موقع Artnet، يعتبر هذا النقش الأول من نوعه الذي يُكتشف في المنطقة، ما يعكس أهمية هذا الاكتشاف في تسليط الضوء على تاريخ الرياضة وثقافة المصارعة في العصور القديمة.
يُظهر النقش حالة ممتازة، حيث يتكون من 13 سطرًا ويبلغ قياسه 120 سم "47 بوصة" في 50 سم "19 بوصة"، ويزن حوالي نصف طن، مما يجعل منه اكتشافًا فريدًا يعود تاريخه إلى نحو 2000 عام.
تفاصيل اللوحة
يتضمن النقش معلومات دقيقة حول مسابقة المصارعة التي أقيمت في المدينة، حيث يُشير إلى فوز كايكيليانوس في النسخة الثانية من هذه المسابقة، التي كانت تُعقد كل خمس سنوات.
كتب النقش بخط يوناني قديم، يُعد بمثابة شهادة على أهمية الرياضة والمصارعة في الثقافة اليونانية القديمة، يُعتقد أن النقش كان يُستخدم كقاعدة تمثال للرياضي، تكريمًا له على إنجازاته في الحلبة.
تاريخ أنيموريوم
تقع مدينة أنيموريوم في منطقة أثرية تمتد على 600 فدان، بالقرب من مدينة أنامور الحديثة، تأسست المدينة في القرن الأول قبل الميلاد على يد الفينيقيين، واحتفظت بوجود مستمر حتى القرن السابع الميلادي، حيث كانت جزءًا من الإمبراطوريتين الرومانية والبيزنطية.
كانت المدينة تمثل مركزًا رئيسيًا للتجارة والثقافة، مُعززةً بتوفر البنية التحتية مثل الحمامات العامة الفاخرة والكنائس والمسارح، وبفضل موقعها الاستراتيجي على الساحل الجنوبي لتركيا، أصبحت أنيموريوم نقطة التقاء بين التجارة الآسيوية والأوروبية، ما جعلها ذات أهمية اقتصادية كبيرة.
منذ عام 2018، تُجرى أعمال الحفر في أنيموريوم بإشراف الأستاذ محمد تيكوجاك، الذي يقود المشروع بالتعاون مع وزارة الثقافة والسياحة وجامعة سلجوق.
وقد ساهمت جهود التنقيب في كشف النقاب عن عدد من المواقع الأثرية المهمة في مرسين بتركيا، ما أدى إلى إدراج أربعة اكتشافات حديثة في قائمة التراث العالمي لليونسكو.
يُعبر تيكوجاك عن أهمية هذا الاكتشاف، مشيرًا إلى أن النقش يُقدم رؤى جديدة حول الثقافة الرياضية في أنيموريوم، مُعتبرًا أن المدينة كانت مركزًا رئيسيًا للرياضة، مع وجود مدرسة مصارعة قديمة كانت تقدم التدريب للرياضيين.
أهمية الرياضة في الثقافة القديمة
يُبرز النقش الذي تم العثور عليه أهمية الرياضة في العصور القديمة، حيث كان يُعتبر المصارعون أبطالًا في المجتمع. تكشف الكتابة الموجهة إلى كايكيليانوس عن القيمة العالية التي كانت تُعطى للرياضيين الناجحين، وتعكس روح المنافسة والتنافسية التي كانت تُعتبر جزءًا لا يتجزأ من الثقافة اليونانية القديمة. يشير تيكوجاك إلى أن مثل هذه المسابقات ربما كانت تُعقد على مستوى أوليمبي، مما يدل على عمق الثقافة الرياضية في تلك الفترة.
الاكتشافات الأثرية الكبرى
يأتي هذا الاكتشاف بعد سلسلة من الاكتشافات الأثرية الهامة في تركيا خلال الصيف، بما في ذلك الصخور الضخمة، ألواح زجاجية فريدة، وقائمة تسوق من العصر البرونزي.
تُعزز هذه الاكتشافات من قيمة أنيموريوم كموقع سياحي وتاريخي، مما يجعلها وجهة مثيرة للزوار والباحثين في مجال الآثار والتاريخ.
نظرة مستقبلية
تستمر أعمال التنقيب في أنيموريوم بلا انقطاع، مع توقعات بالكشف عن المزيد من الأسرار والكنوز الأثرية التي قد تعطي لمحات جديدة عن الحياة في العصور القديمة. مع وضع أنيموريوم على قائمة التراث العالمي، يُتوقع أن تساهم هذه الاكتشافات في تعزيز السياحة الثقافية في المنطقة، مما يسهم في فهم أعمق للتراث الثقافي والتاريخي الذي يعود إلى آلاف السنين.