الإثنين 3 يونيو 2024

"مذبحة" جديدة فى الجامعات التركية

1-3-2017 | 21:31

وكالات:

وقفت المحاضرة سيفيلاى جيلينك أمام سبورة فى أحد متنزهات أنقرة لتلقى محاضرتها وعنوانها "المقاومة بالقصص". وتجمع أمامها بضع مئات من الطلاب وارتدوا معاطف ثقيلة وسط جو بارد للاستماع إليها وهى تصف المخاوف والصراعات التى تشهدها البلاد.
وأصبح هذا المدرج الصغير حجرتها الدراسية غير الرسمية منذ إقالتها من وظيفتها كمحاضرة فى الإعلام والاتصالات بجامعة أنقرة وهى واحدة من حوالى 5000 أكاديمى عزلوا من وظائفهم فى أعقاب الانقلاب الفاشل للجيش فى يوليو تموز الماضي.
وأثرت "المذبحة الفكرية" -كما يصفها بعض الأكاديميين- على كليات متعددة من الفيزياء والأحياء إلى الدراما والعلوم السياسية فى بعض من أفضل جامعات تركيا، ما أثار شعورا بالقلق لدى المعلمين والطلاب على حد سواء.
وقالت جيلينك (50 عامًا) إن المحاضرات غير الرسمية التى تلقيها فى بعض الأحيان والأحداث المماثلة من جانب أكاديميين آخرين ما هى إلا محاولة رمزية للحفاظ على الاتصال مع الطلاب حيث أنه أمر "محزن تماما ألا يتمكنوا من رؤيتنا فى الجامعة."
وأضافت قائلة "اعتبرنا هذه الإقالات فرصة لتخطى القيود ونقل الجامعة إلى الشوارع. طاقم التدريس والبحث الذى أقيل كان مستقبل هذه الجامعة.. التأثير سيستمر لعدة أجيال".
ولم تكن الإقالات الجماعية للأكاديميين سوى جانب واحد من حملة تطهير واسعة شملت الشرطة والجيش والقضاء وأقيل فيها أكثر من 125 ألف شخص فضلا عن القبض على 40 ألفا فى أعقاب محاولة الانقلاب التى شهدت مقتل نحو 250 شخصا.
وتتهم منظمات حقوقية الرئيس التركى طيب إردوغان -الذى يسعى حاليا لكسب تأييد شعبى لصلاحيات أوسع- باستغلال حالة الطوارئ التى أعلنت بعد محاولة الانقلاب لسحق المعارضة السياسية.