دار الأوبرا الخديوية، أو كما تسمى «دار الأوبرا الملكية»، هي أول دار أوبرا في إفريقيا والشرق الأوسط، ونشهد اليوم ذكرى افتتاحها في القاهرة حيث تم ذلك في أول نوفمبر عام 1869م.
بنيت دار الأوبرا الخديوية بأمر من الخديوي إسماعيل، للاحتفال بافتتاح قناة السويس، وقام المعماريان «بيترو أفوسكاني» من ليفورنو، و«روتسيي» بتصميم مبني الأوبرا، صنعت من الخشب، وكانت تسع 850 مقعدًا، وكانت تقع بين منطقتي الأزبكية والإسماعيلية «ميدان التحرير حاليًا» في «القاهرة» عاصمة مصر.
« أوبرا عايدة» .. العرض الأول
وتم اختيار معزوفة «ريجوليتو» للمؤلف الموسيقي الإيطالي «جوزيبي فيردي» لكي تكون أول عزف في حفل الافتتاح، لكن الخديوي إسماعيل كان يخطط لإقامة احتفال أكثر فخامة لافتتاح الأوبرا، هذا الصرح الفني الجديد، لكن بعد أشهر من التأجيل، بسبب اندلاع الحرب الفرنسية البروسية «الحرب الألمانية الفرنسية»، والتي استمرت في الفترة «19 يوليو 1870م، واستمرت حتى 10 مايو 1871»، تم الانتهاء إلى القرار بتقديم عمل فيردي الأوبرالي «عايدة» في افتتاح عالمي واستقبلته دار الأوبرا الخديوية وكانت التي تدور أحداث الأوبرا عايدة في المملكة القديمة في مصر وكان العرض العالمي الأول «أوبرا عايدة» في دار الأوبرا الخديوية في 24 ديسمبر 1871م.
حريق دار الأوبرا
واحترقت دار الأوبرا عن آخرها في ساعات الصباح الباكر من يوم 28 أكتوبر 1971م، ودمر المبني المصمم من الخشب، في حين لم ينجَ من الحريق سوى تمثالان من تصميم محمد حسن، وسرق بعض من مقتنياتها.
وبعد أن دمرت دار الأوبرا الأصلية، ظلت القاهرة بدون دار للأوبرا قرابة العقدين من الزمن، إلى أن تم افتتاح دار أوبرا القاهرة في 1988.م
وتم بناء مكان دار الأوبرا الخديوية مرآب متعدد الطوابق للسيارات ذا شكل عادي، على العكس من الشكل المميز الذي كان يميز دار الأوبرا، ولم يتغير اسم الميدان الذي كانت الأوبرا تطل عليه واحتفظ باسمه القديم «ميدان الأوبرا».