هو أحد أشهر الأدباء في العالم في القرن العشرين، وهو أيضًا أشهر من رفض جائزة نوبل حين قدمت له، وقال: «إن هذا طوق نجاة يلقى به إلى رجل وصل فعلًا إلى بر الأمان، ولم يعد عليه من خطر»، وهو صاحب مسرحيته الأكثر شهرة وأكثر تقديمًا في العالم «سيدتي الجميلة»، وهي إحدى أيقونات المسرح المصري،لفؤاد المهندس وشويكار ومخرجها المبدع حسن عبد السلام، ونال مبدعها ومؤلفا عنها «نوبل» إنه المفكر والأديب والمسرحي جورج برنارد شو.
وعاش «برناردشو» حياة فقيرة وبائسة أيام شبابه وعندما أصبح غنيًا لم يكن بحاجة لتلك الجائزة التي تُمنح أحياناً لمن لا يستحقها.. ولأن حياته كانت في بدايتها نضالا ضد الفقر، فقد جعل من مكافحة الفقر هدفا رئيسيا لكل ما يكتب، وكان يرى أن الفقر مصدر لكل الآثام والشرور كالسرقة والإدمان والانحراف، وأن الفقر معناه الضّعف والجهل والمرض والقمع والنفاق، ويظهر ذلك بوضوح كبير في مسرحيته «الرائد باربرا» التي يتناول فيها موضوع الفقر والرأسمالية ونفاق الجمعيات الخيرية.
الميلاد والنشأة
ولد الأديب الأيرلندي جورج برنارد شو، في 26 يوليو 1856م في دبلن، من طبقة متوسطة، واضطر لترك المدرسة وهو في الخامسة عشرة من عمره ليعمل موظفًا، ورغم تركه للمدرسة مبكرا إلا أنه استمر بالقراءة وتعلّم اللاتينية والاغريقية والفرنسية وكان بذلك مثل «شكسبير» الذي غادر المدرسة وهو طفل ليساعد والده ومع ذلك لم يثنه عدم التعلم في المدارس عن اكتساب المعرفة والتعلّم الذاتي.
وكان «شو» نباتيا لا يقرب اللحم الأمر الذي كان له أثرًا في طول عمره وصحته الدائمة، تركت أمه المنزل مغادرة إلى لندن مع ابنتيها ولحق بهم «شو» سنة 1876م وهو في العشرينات من عمره، وهناك بدأ يتردد على المتحف البريطاني لتثقيف نفسه، وكان ذاك الأمر له الفضل الكبير في أصالة فكره واستقلاليته.
البداية روائيًا
بدأت مسيرته الأدبية في لندن حيث كتب خمس روايات لم تلق نجاحا كبيرًا حينذاك وهي: «عدم النضج» و«العقدة اللاعقلانية» و«الحب بين الفنانين» و«مهنة كاشل بايرون» و«الاشتراكي واللااشتراكي»
واشتُهِر «برنارد شو» بعد ذلك كناقد موسيقي في أحد الصحف، ثم انخرط في العمل السياسي وبدأ نشاطه في مجال الحركة الاشتراكية وانضم للجمعية الفابيّة، وهي جمعية إنجليزية سعى أعضاؤها إلى نشر المبادئ الاشتراكية بالوسائل السلمية.
تأثير هنريك إبسن
كان «شو» معجبا بالشاعر والكاتب المسرحي النروجي هنريك إبسن الذي يعتبر من أعظم الكتاب المسرحيين في كل العصور، وكان السبّاق في استخدام المسرح لمعالجة القضايا الاجتماعية، فكان تأثير إبسن واضحا على «شو» في بداياته، وكانت المدارس برأي جورج برناردشو «ليست سوى سجون ومعتقلات»، كان مناهضاً لحقوق المرأة ومناديا بالمساواة في الدخل.
أول نجاحات «شو» كانت في النقد الموسيقي والأدبي، ولكنه انتقل إلى المسرح، وألّف ما يزيد عن ستين مسرحية خلال رحلته الأدبية، أعماله تحتوي على كوميديا، لكنها كانت تحمل رسائل اتهامات أمِل برنارد شو أن يحتضنها جمهوره.
ويعد «برنارد شو» أحد مفكري ومؤسسي الاشتراكية الفابية، كانت تشغله نظرية التطور والوصول إلى السوبرمان وفكريا كان من اللادينيين المتسامحين مع الأديان.
المؤلف والمخرج المسرحي
قام «جورج برنارد شو» بالكتابة للمسرح لفترة ست وأربعين سنة، كتب ما يزيد على الخمسين «50» مسرحية، وأخرج عددًا كبيرًا من هذه المسرحيات أثناء حياته في عواصم بلدان أوروبا وأمريكا وترجم حازم قاسم حسن أعماله كاملة إلى اللغة العربية وصدرت على أجزاء وصدرت أيضا كل مسرحية على حدة، وأصبح أحد أشهر الكتاب المسرحيين في العالم ومن مسرحياته:
«رجل القدر»، «لا يمكنك معرفة ذلك»، «تلميذ الشيطان»، «قيصر وكليوباترا»، «تحويل الكابتن براسباوند»، «رجل وسوبرمان»، «جزيرة جون بول الأخرى»، «الرائد باربرا»، «الزواج»، «قصاصات الصحافة»،« زواج غير موفق» «سيدة السوناتات المظلمة»،« فاني الأولى»، «أندروكليس والأسد»، «بجماليون»، «كاترين العظيمة»، «مأساة رجل كبير السن»، «عربة التفاح» «على الصخور»«ستة من كاليا»، «بيوت الأرامل»، «السلاح والرجل »، «جان أوف أرك»، «الإنسان والسوبرمان»، «كانديدا»، «بيت القلب الكسير، «سيدتي الجميلة»، وهي المسرحية التي نال عنها جائزة نوبل.
القصص القصيرة
وكتب«شو» القصص القصيرة منها« الفتاة السوداء التي تبحث عن الله»، «لانتقام المعجزة»، ومن الروايات «عدم النضج، مهنة كاشيل بايرون» «الاشتراكي غير الاجتماعي»، «العقدة اللاعقلانية»،« الحب بين الفنانين.»
وكتب «شو» الكثير من المقالات منها «جوهر الإبنية»، «أقوال للثوار»، «مقدمة للرائد بارابارا»، «كيف تكتب مسرحية شعبية»، «رسالة في الآباء والأطفال»، «الفطرة السليمة حول الحرب»،« دليل المرأة الذكية للاشتراكية والرأسمالية»، «الحكام الدكتاتوريون - دعونا نمتلك المزيد منهم»،«موسيقى شو: النقد الموسيقي الكامل لبرنارد شو في ثلاثة مجلدات»، «شو عن شكسبير: مختارات من كتابات برنارد شو».
لماذا رفض «برنارد شو» نوبل ؟
حصل «برنارد شو» على جائزة نوبل في الأدب للعام 1925 م، وكان « شو» من أشهر من رفض جائزة نوبل حين قدمت له وقال: «إن هذا طوق نجاة يلقى به إلى رجل وصل فعلا إلى بر الأمان، ولم يعد عليه من خطر».
وعاش «برناردشو» حياة فقيرة وبائسة أيام شبابه وعندما أصبح غنيًا لم يكن بحاجة لتلك الجائزة التي تُمنح أحياناً لمن لا يستحقها.. ولأن حياته كانت في بدايتها نضالا ضد الفقر، فقد جعل من مكافحة الفقر هدفا رئيسيا لكل ما يكتب، وكان يرى أن الفقر مصدر لكل الآثام والشرور كالسرقة والإدمان والانحراف، وأن الفقر معناه الضّعف والجهل والمرض والقمع والنفاق، ويظهر ذلك بوضح كبير في مسرحيته «الرائد باربرا» التي يتناول فيها موضوع الفقر والرأسمالية ونفاق الجمعيات الخيرية.
ويعتبر «برناردشو» الوحيد الفائز بجائزة نوبل وجائزة الأوسكار لأحسن سيناريو عن سيناريو «بيجماليون» المستوحاة من أسطورة إغريقية في العام 1938م، كما حاز على جائزة New York Drama Critics' Circle Special Citation عام 1952م.
أشهر أقوال برنارد شو
ومن أشهر أقوال الكاتب العالمي جورج برنارد شو: «عندما يكون الشيء مثيرا للضحك.. فابحث جيدا حتى تصل إلى الحقيقة الكامنة وراءه»، «إنني أغفر لنوبل إنه اخترع الديناميت لكنني لا أغفر له أنه اخترع جائزة نوبل»، «كثيرًا ما يلوم الناس ظروفهم لما هم فيه.. أنا لا أؤمن بالظروف»، «الناجح في الحياة هو من يسعى للبحث عن الظروف التي يريدها، وإن لم يجدها يصنعها بنفسه»، «كن حذرًا من الرجل الذي لا يرد لك الصفعة فهو بذلك لا يسامحك ولن يسمح لك بمسامحة نفسك».
ورحل عن عالمنا المبدع المتفرد الأديب والمسرحي الشهير «جورج برنارد شو» في مثل هذا اليوم 2 نوفمبر سنة 1950م، لكنه باق بثره في الإبداع وخاصة في المسرح في العالم بأسره.