الأربعاء 20 نوفمبر 2024

ثقافة

بداخل أهم مواقع التراث العالمي.. اكتشاف تماثيل حجرية تعود للقرن الـ11 الميلادي

  • 3-11-2024 | 18:55

جانب من الاكتشاف

طباعة
  • إسلام علي

اكتشف علماء الآثار يوم الأربعاء الماضي، في كمبوديا اثني عشر تمثالاً من الحجر الرملي، وذلك بموقع أنغكور للتراث العالمي بالقرب من مدينة سيام ريب يعود تاريخها إلى قرون ماضية.

وبحسب موقع  apnews الاخباري، وعثر على تلك التماثيل والتي تمثل "حراس البوابة" الأسبوع الماضي قرب البوابة الشمالية المؤدية إلى القصر الملكي الذي يعود للقرن الحادي عشر في أنغكور ثوم، العاصمة الأخيرة لإمبراطورية الخمير، حسبما أفاد المتحدث باسم سلطة أبسارا الوطنية، وهي الهيئة الحكومية المسؤولة عن الحديقة الأثرية.
وازدهرت إمبراطورية الخمير في جنوب شرق آسيا، خصوصًا في المنطقة التي تُعرف اليوم بكمبوديا وأجزاء من لاوس وتايلاند وفيتنام، وامتدت من القرن التاسع إلى القرن الخامس عشر الميلادي، وكان تأسيسها على يد الملك جايافارمان الثاني في القرن التاسع، واستمرت لأكثر من ستة قرون.
تميزت الإمبراطورية الخميرية بنظام حكم قوي، وهيمنة سياسية على معظم المنطقة المحيطة، وكانت العاصمة الأولى للإمبراطورية هي أنغكور، التي تُعرف اليوم بـ"أنغكور وات" – وهي موقع أثري يضم سلسلة من المعابد الضخمة وتعد واحدة من أكبر المنشآت الدينية في العالم.
تشتهر هذه الإمبراطورية بفنها المعماري المذهل، حيث قامت ببناء معابد وجسور وقنوات ضخمة تعتبر من روائع الهندسة المعمارية في ذلك الوقت.

ثقافة الخمير والدين
كانت الديانة الهندوسية هي السائدة في أوائل حكم الخمير، وتأثرت الثقافة الخميرية بالديانات الهندوسية والبوذية، حيث تزايد تأثير البوذية تدريجيًا خلال العصور اللاحقة من حكم الإمبراطورية، إلى أن أصبحت الدين الرئيسي في نهاية المطاف.
وتظهر هذه التأثيرات الدينية في النقوش والتماثيل، وكذلك في تصميمات المعابد، مثل معبد "أنغكور وات" الذي بُني في الأصل كمعلم هندوسي مكرّس للإله فيشنو، ثم تحول لاحقًا إلى معبد بوذي.

سقوط الإمبراطورية
في القرن الخامس عشر الميلادي، بدأت الإمبراطورية الخميرية في التراجع بسبب عدة عوامل، منها الصراعات الداخلية والغزوات الخارجية وتدهور النظام البيئي المحيط بها.
هذا وبالإضافة إلى تدمير أنظمة الري و نقص الموارد أدى إلى تفكك الإمبراطورية تدريجيًا، إلى أن تم هجر أنغكور، عاصمة الإمبراطورية، في عام 1431 بعد غزوها من قبل مملكة أيوثايا في تايلاند..

وبالنسبة إلى الاكتشاف الجديد، كان فريق العمل يقوم بفحص هيكل البوابة القديمة والبحث عن الأحجار المتساقطة حولها في الجانب الشمالي من أنغكور ثوم، أحد المداخل الأربعة للمجمع، عندما تم العثور على التماثيل.

تمثل هذه التماثيل حراساً في وضع انتباه، وتختلف أحجامها بين متر إلى 110 سنتيمترات، وأوضح عالم الآثار سورن تشانثورن أن التماثيل وُجدت مدفونة على أعماق تصل إلى 1.4 متر وبعضها في حالة حفظ جيدة، وتتميز بزخارف شعر وجه فريدة، مما يعزز تميزها.

يعتقد الخبراء أن تماثيل حراس البوابة تجسد أسلوب خنيانج، الذي يتوافق مع فترة بناء القصر في القرن الحادي عشر، بحسب هيئة أبسارا الوطنية. 
ويتميز أسلوب "خنيانج" وهو مصطلح يُستخدم للإشارة إلى أسلوب معماري وفني يُنسب إلى العمارة التقليدية في تايلاند، بتصميمات وزخارف فريدة من نوعها، ويُعتبر "خنيانج" أسلوبًا بارزًا في بناء المعابد والهياكل الملكية، ويعكس جمالًا وثراءً ثقافيًا يجمع بين التأثيرات الهندية والخميرية والصينية.

يظهر أسلوب "خنيانغ" في عناصر معمارية مختلفة مثل: الأسقف العالية المتعددة الطبقات، حيث تُبنى الأسقف عادةً بشكل متدرج ومزخرف بلمسات من الذهب والألوان الزاهية، ما يضفي مظهرًا راقيًا ومهيبًا، والزخارف النباتية والحيوانية، مثل زخرفة الأعمدة والجدران بأشكال نباتية وحيوانية دقيقة ترمز إلى الحياة والقوة.
ويمتد أيضا ذلك الأسلوب إلى الأبراج الهرمية، والتي كانت على هيئة أبراج مدببة شبيهة بالهياكل المعمارية في العمارة الخميرية، وقد تُزيّن هذه الأبراج بالذهب أو الأحجار الكريمة.

تعد أنجكور ثوم جزءً من منتزه أنجكور الأثري، الممتد على مساحة 400 كيلومتر مربع، والمصنف كموقع تراث عالمي لليونسكو منذ عام 1992، ويعد من أبرز الوجهات السياحية في جنوب شرق آسيا.

يحتوي الموقع على أنقاض لعواصم إمبراطورية الخمير التي تعود إلى القرنين التاسع والخامس عشر، بما في ذلك معبد أنجكور وات، واستقطب هذا الموقع القريب من سيام ريب، على بعد حوالي 320 كيلومتراً شمال غرب العاصمة بنوم بنه، أكثر من 500 ألف زائر دولي في النصف الأول من عام 2024، وفقاً لوزارة السياحة الكمبودية.

وأفادت شركة أبسارا أن هذه الحفريات الأثرية تأتي ضمن مشروع تعاون بين الشركة وفريق الحكومة الصينية الكمبودية لحماية أنجكور.

بعد اكتشاف التماثيل، وثق الفريق الأثري مواقعها بدقة قبل إزالتها للتنظيف والترميم، ومن المتوقع أن تُعاد في النهاية إلى أماكنها الأصلية.

تعرضت العديد من الكنوز الثقافية لإمبراطورية الخمير للنهب خلال فترة الحرب الأهلية وعدم الاستقرار التي شهدتها كمبوديا تحت حكم الخمير الحمر في السبعينيات.

الاكثر قراءة