بقلم : إقبال بركة
أخيرا انتهيت من كتابة رواية "ملك الباحثة عن الحب" التى كلفتنى جهدا كبيرا وشغلتنى طوال العام الماضى، وها أنا ذا أعود لقارئاتى العزيزات وأواصل لقاءنا الأسبوعى على صفحات مجلتنا المحبوبة "حواء".
لقد سعدت كثيرا بتحقيق حلمى بإقامة مهرجان مصرى دولى لأفلام المرأة الذى افتتح دورته الأولى الأسبوع الماضى, مصر هى ثانى دولة فى العالم تقيم عروضا سينمائية، وثالث أكبر منتج للأفلام السينمائية فى العالم بعد هوليود والهند، وقد ساهمت المرأة بنصيب وافر فى إنتاج وتأليف وبطولة الأعمال السينمائية فيها منذ البداية, ومن المصادفة السعيدة أن الفنانة إلهام شاهين الرئيسة الشرفية للمهرجان قامت بدور البطولة فى مسلسل "شجرة اسمها الود"، كما قامت الفنانة نجلاء فتحى التى يكرمها المهرجان بدور البطولة فى مسلسل "أحلام أحلام" اللذين ألفتهما لإذاعة الشرق الأوسط وعرضا فى شهر رمضان منذ عدة أعوام.
تعود فكرة المهرجان إلى عام 1989 بعد أن دعيت إلى مهرجان موسكو السينمائى الدولى، وحضرت اجتماعا ضم النساء المشاركات فى المهرجان من فنانات وعاملات فى شتى المهن السينمائية, وفى الاجتماع عُرضت فكرة إقامة مهرجانات خاصة بالمرأة تلقى الضوء على إنتاجها السينمائى وتمنح جوائز للمتفوقات فى الفنون السينمائية وللموضوعات التى تعالج قضاياها, وانتهى الاجتماع بقرار إنشاء اتحاد دولى للسينمائيات تكون له فروع فى الدول المهتمة بالسينما، وتم اختيارى ممثلة للاتحاد فى أفريقيا والشرق الأوسط, بعد عودتى من موسكو عرضت الفكرة على الكاتب الكبير الراحل سعد وهبة رئيس مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى ذلك الوقت، فتحمس للفكرة ووافق على إقامة ندوة ضمن فعاليات المهرجان تُدعى إليها كل المشاركات مصريات وأجنبيات، بالإضافة إلى إقامة أسبوع لأفلام المرأة المصرية, وفى الندوة عرضت فكرة تأسيس جمعية للسينمائيات المصريات تتولى الإعداد لمهرجان سنوى لسينما المرأة، وأقبلت على عضويتها كوكبة من السينمائيات، وتم تسجيل الجمعية برقم 188 لسنة 1990, وفى أول اجتماع للجمعية تشكل مجلس الإدارة من المخرجات الراحلة نبيهة لطفى وعلوية زكى وإنعام محمد على وإيناس الدغيدى, والكاتبات نعم الباز وحسن شاه وعواطف صادق وماجدة موريس, وانتخبت بالإجماع الفنانة الكبيرة ماجدة الصباحى كأول رئيسة للجمعية، وانتخابى سكرتير عام الجمعية, واحتفالا بالنجاح الباهر لجمعية السينمائيات المصريات أقمنا حفلا ساهرا حضره أغلب نجوم السينما فى عام 1993 وأحياه الفنان الكبير محمد منير، كما نظمنا عدة أسواق خيرية فى بعض الفنادق الكبرى ودعونا الاتحاد النسائي الفلسطيني لسوق خيرى خصصنا دخله لدعم الشعب الفلسطيني في ظل الحصار المفروض عليه فى ذلك الوقت, وتوالت أنشطة الجمعية حتى عام 2011، فقام مجلس إدارة الجمعية بالدعوة إلى اجتماع الجمعية العمومية العادية يوم الأحد الموافق 13 فبراير2011 للإعداد لمهرجان سينما المرأة، إلا أن ثورة الخامس والعشرين من يناير وما تبعها من اضطرابات وفوضى عطلت نشاط الجمعية مؤقتا.
أتمنى التوفيق للمهرجان وأهنئ منظميه على اختيارهم مدينة أسوان لإقامته, وكنت أتمنى من الزميل محمد عبد الخالق رئيس المهرجان ألا يتجاهل التاريخ والجهود المخلصة التى سبقت، فالمهرجان ليس سوى حلقة فى سلسلة بدأت واستمرت منذ أكثر من ربع قرن وليس من المعقول أن ينظم مهرجان دولى لسينما المرأة المصرية لا يحتفى بالفنانة الكبيرة ماجدة الصباحى, رئيسة جمعية السينمائيات المصريات، ولا أى من عضوات مجلس إدارة الجمعية السالف ذكرهن, ويتجاهل فنانات كبيرات أفنين أعمارهن فى خدمة السينما مثل الفنانة مديحة يسرى والفنانة شادية والفنانة ليلى طاهر.. وكل مهرجان ومصر بخير.