يحتفل العالم في الثامن من نوفمبر من كل عام باليوم العالمي للعمران، وذلك للتذكير بأهمية التخطيط العمراني وإيجاد علاقات جمالية بين المواطنين والمجتمعات التي يعيشون داخلها أو يتعاملون معها، وكذا الحفاظ على التخطيط العمراني للعديد من المدن التراثية التي حملت وما زالت تحمل طابعًا معماريًا متميزًا سواء كانت هذه المدن مشجلة على قائمة اليونيسكو للتراث المادي أو غير مسجلة.
ويعد اليوم العالي للتخطيط العمراني فرصة للتأمل في جميل ما صنعته يد الإنسان في أزمان سابقة خلال إنشاء وتخطيط المدن القديمة، والتطلع إلى استحداث وتخطيط المدن الجديدة في مختلف بلدان العالم بطريقة صديقة للبيئة والإنسان، تسمح له بمعاينة جماليات المباني والعمران المحيط به.
أسس للاحتفال باليوم العالمي للعمران المهندس المعماري الإسباني "كارلوس ماريا دي كاسترو" حينما تأمل الخراب الذي يخيم على العالم ويقضي على العمران، لاسيما المدن التراثية، جراء تطاحن القوي الكُبرى وما خلفته الحرب العالمية الثانية من آثار مروّعة للبشرية، مُدمرة لإرثه الحضاري.
ويعد ابن خلدون أحد أول العلماء الذين تحدثوا عن العمران ودرسوه بصورة مُعقة، وتعد موسوعته الفريدة "مقدّمة ابن خلدون"، من أهم الموسوعات العلمية التي تناولت العمران بالدرس والبحث، وهو العلم الذي عُرف في وقت لاحق بعلم الإجتماع أو السيسولوجيا، حيث أتى في دراسته بما لم يآت به عالم من قبله، وهو ما يدل على رسوخ قدمه وقوة بصيرته وسبقه غيره من العلماء العرب والغرب أيضًا في التأسيس لعلم الاجتماع الذي يناقش العمران ويسلط الضوء وجوب الاهتمام به.