عبّر قادة الحزب الجمهوري عن ثقتهم بأنهم سيحتفظون بالسيطرة على مجلس النواب الأمريكي مع الحصول على مزيد من المقاعد، بينما أصر الديمقراطيون على أنهم ما زالوا يرون أنهم على مسار نحو الأغلبية، وطالبوا بضمان أن يجري فرز كل صوت.
وذكر موقع "إيه بي سي نيوز" الأمريكي أن الحزب الجمهوري فاز بمقعدين آخرين في ولاية بنسلفانيا، التي أصبحت ساحة معركة حاسمة مع خسائر ديمقراطية في جميع الاتجاهات.. في المقابل، حقق الديمقراطيون فوزًا آخر في ولاية نيويورك، حيث هزموا ثالث عضو جمهوري في الكونجرس في تلك الولاية.
وعقد كلا الحزبين في مجلس النواب اجتماعات خاصة عبر الهاتف لتقييم المشهد السياسي في الوقت الذي يستعد فيه الكونجرس للعودة للإنعقاد الأسبوع المقبل، حيث أصبحت السيطرة على مجلس النواب قاب قوسين أو أدنى بفضل موجة قوة الجمهوريين المدعومة من حركة "إجعل امريكا عظيمة مرة أخرى" تحت قيادة الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
وقال رئيس مجلس النواب مايك جونسون، في رسالة إلى زملائه،:" تشير البيانات الأخيرة إلى أننا سنحافظ على أغلبية الجمهوريين في مجلس النواب، وربما نوسعها أيضا".
لكن زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب حكيم جيفريز، قال إن "المعركة لم تحسم بعد" بشأن من سيسيطر على مجلس النواب، حيث لا تزال العديد من السباقات غير محسومة.. وركز الديمقراطيون على قلب عدد من المقاعد في ولايات أريزونا وكاليفورنيا وربما ولاية أوريجون لتقليص الفجوة.
ومن المرجح أن يستمر الفرز النهائي للأصوات في مجلس النواب حتى الأسبوع المقبل، على أقرب تقدير، عندما يعود الكونجرس إلى عقد جلساته استعدادا لانتخاب قيادته الجديدة، بما في ذلك اختيار مرشحين لرئاسة مجلس النواب وعضو مجلس الشيوخ الذي سيحل محل زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ الجمهوري ميتش ماكونيل.
وكانت نتائج الانتخابات أفضل مما توقعه الجمهوريون، بما في ذلك السيطرة على مجلس الشيوخ، حيث لا تزال هناك بعض السباقات غير المحسومة، مثل السباق في ولاية أريزونا بين الديمقراطي روبن جاليجو والجمهوري كاري ليك، وفي نيفادا بين السناتور الديمقراطي جاكي روزن والجمهوري سام براون.
من جانبها، ذكرت وكالة "أسوشييتد برس" عن نتائج مزيد من السباقات يوم الخميس.. في ولاية بنسلفانيا، هزم الجمهوري رايان ماكنزي النائبة الديمقراطية سوزان وايلد في منطقة ألينتاون، وهزم الجمهوري روبرت بريسنهان النائب الديمقراطي مات كارترايت في شمال شرق الولاية.
في السباق على مقعد مجلس الشيوخ في بنسلفانيا بين السيناتور الديمقراطي بوب كاسي ورجل الأعمال الثري ديف مكورميك، تم إعلان فوز مكورميك، مما منح الجمهوريين المقعد الثالث والخمسين في المجلس.
وحقق الديمقراطيون بعض المكاسب في ولاية نيويورك، حيث فازت لورا جيلين على النائب الجمهوري أنتوني ديسبوزيتو، وهو ثالث فوز للديمقراطيين في ولاية جيفريز.
وبدأ التركيز يتزايد على الغرب الأمريكي، حيث كان الديمقراطيون يترقبون السباقات الأكثر تنافسية، بما في ذلك اثنان في ولاية أريزونا وعدد من السباقات في كاليفورنيا.. ومع ذلك، من المتوقع أن يستغرق الفرز النهائي للأصوات وقتا إضافيا، خاصة في كاليفورنيا حيث يتم عد الأصوات البريدية التي وصلت بعد يوم الانتخابات.
وقال النائب الجمهوري ريتشارد هادسون رئيس لجنة الحزب الجمهوري في مجلس النواب، لأعضاء حزبه خلال مكالمة خاصة إنه واثق من أن الحزب الجمهوري سيحتفظ بأغلبية مجلس النواب، وفقا لشخص جمهوري مطلع على المكالمة، لكنه تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لأنه لم يكن مخولا بالإفصاح عن التفاصيل.
وذكرت "إيه بي سي نيوز" أن ترامب يواصل تعزيز سلطته في واشنطن، عائدا إلى البيت الأبيض بقدرة أكبر من فترته الأولى، حين كانت هناك انقسامات في صفوف الجمهوريين بشأن دعمه. هذه المرة، أصبح جونسون وقادة الجمهوريين في مجلس الشيوخ أكثر قربا من ترامب، حيث اعتمدوا على قوته لتحقيق أجندة موحدة تتماشى مع أولويات حركة "اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى".
وفي حين أن جونسون من المتوقع أن يظل رئيسا لمجلس النواب في الكونجرس الجديد إذا حافظ الجمهوريون على الأغلبية، فإن مسألة من سيحل محل ماكونيل كزعيم للحزب في مجلس الشيوخ هي مسألة محورية بنفس القدر.. الخيارات أمام أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين تقتصر على "جونين" - السناتور جون ثون رقم 2 من ولاية ساوث داكوتا والسناتور جون كورنين من تكساس - إلى جانب مرشح بعيد الاحتمال، السناتور ريك سكوت من فلوريدا، الذي يحظى بدعم المحافظين المتشددين الذين يريدون من ترامب التدخل في السباق.
ويهدف الجمهوريون إلى اتخاذ إجراءات سريعة تتماشى مع أولويات ترامب، التي تتمحور حول خفض الضرائب، وترحيل المهاجرين الذين ليس لديهم وضع قانوني، وتقليص اللوائح الفيدرالية والعمليات الحكومية.. ومع ذلك، بعد الفوضى التي شهدها العامان الماضيان من سيطرة الحزب الجمهوري على مجلس النواب، من غير الواضح مدى قدرة الجمهوريين على تحقيق أهدافهم، خاصة إذا كان لديهم أغلبية ضئيلة جدا في مواجهة مقاومة من الديمقراطيين.