قالت المدير التنفيذي لمركز مكافحة الألغام الإقليمي لرابطة دول جنوب شرق آسيا روثنا بوث، إن عملية إزالة الألغام ليست عملية فنية وحسب، بل خطة تنموية شاملة تتضمن استعادة الأمل، وإعادة الأراضي للزراعة، وبناء المدارس، وضمان أن يتمكن كل طفل من النمو خاليًا من الأخطار التي تطارد مجتمعاتهم لفترة طويلة جدًا، مؤكدة أن التحديات التي نواجهها في إزالة الألغام هائلة، لكننا ملتزمون بإيجاد حلول مبتكرة.
جاء ذلك خلال جلسة بعنوان "تمهيد الطريق للتعافي بعد الصراع: الابتكارات والتحديات في مجال إزالة الألغام"، على هامش المنتدى الحضري العالمي الذي تستضيفه مصر في الفترة من 4 - 8 نوفمبر الجاري.
وأوضحت أن عملية "إفساح الطريق للتعافي" في المدن لا يعني فقط إزالة البقايا المادية للحرب فحسب؛ بل يمتد إلى استعادة قلب المجتمعات، والسماح للأسر بالعودة إلى ديارها، وللأطفال بالتعلم، وللمزارعين باستعادة أراضيهم دون خوف، موضحة أن المركز يعمل على ضمان عدم تهديد الألغام الأرضية والذخائر المتفجرة لحياة المواطنين في الدول الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا.
وأكدت أن المركز يؤمن بأن التعافي الحقيقي يبدأ فقط عندما تكون الأرض آمنة، وعندما يتمكن الناس من إعادة بناء منازلهم وسبل عيشهم دون خوف ، موضحة أن الدمار الناجم عن تلوث الذخائر المتفجرة في دول مثل كمبوديا وجمهورية لاو الديمقراطية الشعبية وفيتنام ليس شيئًا من الماضي؛ بل هو واقع يومي.
وأضافت أن المركز تعاون مع منظمات تكنولوجية بهدف البحث عن الألغام بطريقة آمنة وتطوير أدوات المستخدم؛ إيمانا قدرة استخدام التكنولوجيا على تحسين عمليات البحث عن الألغام بشكل كبير، بما في ذلك استخدام الذكاء الاصطناعي والاستشعار عن بعد واستخدام الروبوتات، والتي لديها القدرة، مشيرة إلى أن التعاون مع شركاء التكنولوجيا الرائدين تجعل إزالة الألغام أسرع وأكثر أمانًا وفعالية من حيث التكلفة، وإنقاذ الأرواح وتسريع تعافي المجتمعات المتضررة من الذخائر المتفجرة.
ونوهت بأن المركز يؤمن بأهمية ضمان حصول الضحايا على الرعاية الطبية وإعادة التأهيل والدعم النفسي والاجتماعي الذي يحتاجون إليه، إضافة إلى إعادة بناء قدراتهم في مجال التوعية بمخاطر الذخائر المتفجرة، مؤكدة أن المركز يسعى لتمكين الناس من اتخاذ قرارات آمنة ومنع وقوع حوادث في المستقبل، وضمان نمو الأطفال وهم على دراية بالمخاطر.
وأكدت أن المركز يعمل بالتعاون مع الدول الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا، والسلطات الوطنية لمكافحة الألغام، والشركاء الدوليين مثل مركز جنيف الدولي لإزالة الألغام للأغراض الإنسانية ؛ بهدف بناء استجابة إقليمية قوية لهذا التحدي، منوها بأن الشراكة مع منظمة مكافحة الألغام الوطنية في أذربيجان مكننا من تعزيز الفعالية التشغيلية والابتكار في كل من رابطة دول جنوب شرق آسيا وخارجها.
وأشارت إلى أن تعبئة الموارد ستظل واحدة من أعظم التحديات التي نواجهها، داعية إلى ضرورة مواصلة تذكير العالم بأن العمل المتعلق بالألغام ليس مجرد مهمة فنية، بل هو مهمة إنسانية تتعلق بإنقاذ الأرواح، وإعادة بناء المجتمعات، وإرساء الأساس للسلام الدائم.