أكد مدير الاستخبارات المالية في روسيا جرمين نيجليرد أن المكون المالي وتمويل العمليات الإرهابية؛ يشهد زيادة وتوسعا؛ مما يتطلب التعاون بين روسيا والدول الإفريقية، مشيرا إلى أن البؤر الإرهابية على الأراضي الإفريقية بلغت 9 عام 2024 بالمقارنة بـ 10 بؤر، العام الماضي.
جاء ذلك في كلمة ألقاها اليوم السبت، في مائدة مستديرة تحت عنوان (روسيا - إفريقيا: العمل سويا من أجل مكافحة الإرهاب)، في إطار فعاليات المؤتمر الوزاري الأول لمنتدي الشراكة بين روسيا وإفريقيا، المنعقد حاليا في مدينة سوتشي الروسية.
وأضاف أن خلايا جمع الأموال غير مركزة ومنتشرة في أماكن كثيرة في القارة الإفريقية، وأصبحت هناك مؤسسات مالية تقوم بتمويل العمليات الإرهابية واستقطاب الأموال لصالح المنظمات الإرهابية في بعض الدول الإفريقية؛ مستخدمة الانترنت والشبكات والتقنيات الحديثة ومنصات الدفع الإلكتروني ومنصات التبرعات والإتجار غير القانوني وكذلك يستخدمون العملات المشفرة والرقمية.
وأوضح أن العمليات الإرهابية مستخدمة العملات المشفرة شهدت زيادة من 5 في المائة إلى 20 في المائة، مشيرا إلى أن روسيا ومنطقة الأوراسي تعملان من أجل منع استخدام ما يسمي بـ "الشبكة المظلمة"، التي تقوم بجمع الأموال وهذه الشبكة تقوم بهذه الأنشطة في إفريقيا لصالح القاعدة والشباب في الصومال.
وقال إن بعض المنظمات الإرهابية تقوم بجمع الأموال من خلال الإتجار بالمخدرات والأسلحة والإتجار بالبشر وخطف المواطنين؛ للحصول على فدية ويستخدمون الشركات النظامية والهياكل التجارية النظامية لتنفيذ هذه الأنشطة، مضيفا أن المجموعات في إفريقيا يحاولون السيطرة على أراضي الدول المجاورة، التي بها موارد مثل الذهب والفحم وبيعها لصالح أنشطتهم الإرهابية.
وشدد على أهمية تعزيز بين روسيا والدول الإفريقية خاصة الاستخبارات المالية والجهات المتخصصة؛ لمنع استخدام العملات المشفرة والرقمية ومنع وصول الموارد المالية للمنظمات الإرهابية، مؤكدا استعداد موسكو مساعدة الدول الإفريقية على بناء البنية التحتية لتحقيق هذا الهدف؛ فضلا عن دعم التعاون من خلال منصة الأجهزة في البريكس ومجموعة العالم لمكافحة التمويل ومجموعة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لمكافحة تمويل الإرهاب وقد حصلت روسيا على وضع المراقبة في هذه المجموعات.
ودعا مدير الاستخبارات المالية في روسيا إلى دعم التعاون لمكافحة غسيل الأموال لداعش والقاعدة وتجفيف مصادر تمويلهم وعمل قائمة بالأسماء والشخصيات والشركات التي تقوم بعمليات لتمويل الإرهاب، مشيرا إلى أن روسيا تمتلك القدرة على تحليل استخدام ومتابعة العملات المشفرة من خلال برنامج لتتبع "السلسلة المظلمة"؛ وهي على استعداد للتعاون مع الدول الإفريقية؛ لبناء البنية التحتية لتشغيل هذه القنوات مع الدول الشريكة في إفريقيا وتدريب الكوادر وتوفير وسائل تعليمية ومواد مهنية مجانا.
بدوره، قال مدير الشئون السياسية والاستراتيجية في نيجيريا أبو بكر أحمد إن بلاده تبذل جهدا كبيرا لمكافحة الإرهاب التي لا يمكن أن يتم القضاء عليه بمفردها؛ وهذا يتطلب تعاونا مع جميع الدول لأن الإرهاب لا يستخدم الوسائل القديمة وإنما أساليب حديثة، مشيرا إلى إنشاء مركز وطني لمكافحة الإرهاب في نيجيريا.
وأضاف أن نيجيريا تقوم بمراقبة تمويل وموارد المنظمات الإرهابية، التي تتوسع في مصادرها، وتستخدم الاستثمار والأعمال الدولية لجمع التمويل، لافتا إلى أن نيجيريا دولة كبيرة وبها عرقيات كثيرة وتستغل المنظمات الإرهابية، حدودها الكبيرة مع دول مثل النيجر والكاميرون للقيام بأنشطتها.
وأوضح أن المنظمات الإرهابية تستغل الموارد الطبيعية مثل النفط في تمويل لعملياتها، وأن القوات المسلحة النيجيرية تبذل جهدا كبيرا لمكافحة الإرهاب في البلاد، مشددا على ضرورة القيام بحملات توعية لمنع انتشار الإرهاب وانضمام الشباب إلي المجموعات الإرهابية.
وأشاد بالدور الروسي - الذي يعمل على مكافحة الإرهاب والتطرف - وكذلك الإتجار بالمخدرات والجريمة المنظمة وتدعم الاستقرار في الدول الإفريقية، مشيرا إلى أن روسيا توفر برامج التدريب للعناصر العسكرية والحصول على المعلومات والتقنيات والمعدات، مؤكدا أهمية تعزيز التعاون خاصة بين المنظمات الإقليمية مثل: إيكواس؛ لمكافحة الإرهاب.