أعلنت أذربيجان استهداف قواتها نقطة قيادة لعسكريي إقليم قره باغ الجبلي ردًا على إطلاق نار من هناك، ما أدى إلى مقتل العشرات في منطقة خاجافيندسكي المتاخمة لخط التماس بين الجانبين.
وأكدت وزارة الدفاع الأذربيجانية، في بيان اليوم الخميس، أوردته قناة "روسيا اليوم" الإخبارية، أن "الجانب الأرميني يحاول جاهدًا إخفاء خسائره البشرية التي تقدر بالعشرات، رغم الدمار الذي لحق بعرباته العسكرية وأفراده ووثقته تسجيلات الفيديو لموقع الدمار أمام مبنى قيادة فرق الهندسة وتفكيك الألغام في منطقة خاجافيندسكي في قره باغ".
من جانبها، نفت وزارة الدفاع في إقليم قره باغ، على لسان المتحدث الرسمي باسمها سينور أسراتيان، صحة الأنباء الأذربيجانية عن عدد قتلاها، وأعلنت- من جهتها- عن مقتل عسكري واحد تابع لها نتيجة لانتهاك باكو الهدنة المرعية على خط التماس، مضيفة "خرقت القوات المسلحة الأذربيجانية وقف إطلاق النار على خط التماس وأطلقت باتجاه قره باغ قذائف الهاون من عيار 60، و82 ملم، وفتحت النار باتجاه أراضينا من القواذف المحمولة على الكتف".
يذكر أن التوتر لا يزال سيد الموقف على خط التماس بين أذربيجان وقره باغ منذ السبت الماضي، حيث يتبادل الجانبان الاتهامات بتكثيف النشاط والتحركات العسكرية في منطقة الحدود، ما ينذر باندلاع القتال هناك بين لحظة وأخرى.
وأشارت وزارة الدفاع في قره باغ، إلى أن القوات الأذربيجانية حشدت التعزيزات العسكرية وحاولت ليل السبت الماضي اقتحام الخط الفاصل، فيما اتهمت باكو قره باغ باستفزاز أذربيجان لجرها إلى نزاع مسلح مع أرمينيا.
ويعود النزاع بين أذربيجان وأرمينيا على إقليم قره باغ لعام 1988، حين كان البلدان جمهوريتين مستقلتين في قوام الاتحاد السوفيتي، حيث أعلنت الأغلبية الأرمينية لسكان الإقليم الذي كان يتبع لأذربيجان إداريًا، قيام حكم ذاتي على أراضيها مطالبة بالانضمام إلى أرمينيا، لتندلع حرب أهلية طاحنة خلصت إلى ترحيل آلاف الأرمن من أذربيجان، وآلاف الأذريين من أرمينيا ولم تتوقف حتى إرسال موسكو قوات للفصل بين طرفي النزاع وإعلان الهدنة هناك سنة 1994، فيما تلعب روسيا في الوقت الراهن دور الوسيط الرئيس في التهدئة وصمود الهدنة بين البلدين أملاً في نزع فتيل الحرب وإحلال السلام بينهما.