أ ش أ
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، نقلاً عن أشخاص مطلعين على قضية كوريا الشمالية في الولايات المتحدة، أن مراجعة داخلية لاستراتيجية البيت الأبيض بشأن بيونج يانج تتضمن إمكانية استخدام القوة العسكرية، أو تغيير النظام للتصدي لتهديد أسلحتها النووية، في احتمالية قد تدفع ببعض حلفاء أمريكا في المنطقة إلى حافة الهاوية.
وقالت الصحيفة، في سياق تقرير بثته على موقعها الإلكتروني، اليوم الخميس، إنه بينما يتخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطوات لطمأنة الحلفاء بأنه لن يتخلى عن الاتفاقات التي عززت عقودًا من سياسة الولايات المتحدة في آسيا، فإن تعهده بأنه سيتم منع كوريا الشمالية من تجربة أي صواريخ باليستية عابرة القارات- فضلاً عن مراجعة الاستراتيجية المستمرة منذ أسبوعين- جعل بعض القادة يستعدون لتحول في السياسة الأمريكية.
وأشارت إلى أن مراجعة الولايات المتحدة لاستراتيجيتها بشأن كوريا الشمالية تأتي في وقت تشعل فيه الأحداث الأخيرة التوترات مما يزعزع الاستقرار في المنطقة، مستشهدة بالصاروخ ذاتي الدفع الذي أطلقته بيونج يانج شهر فبراير الماضي وسقط في بحر اليابان، واغتيال الأخ غير الشقيق للزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون في ماليزيا.
وأفادت الصحيفة الأمريكية، بأن مسئولين من الصين وكوريا الشمالية يجرون محادثات في بكين، العاصمة الصينية، في أول اجتماع معلن رفيع المستوى منذ عام، لافتة إلى أن بكين قللت واردات الفحم من بيونج يانج.
وفي السياق ذاته، نسبت الصحيفة إلى أشخاص مطلعة على محادثات بين أمريكا وحلفائها القول إن مسئولين أمريكيين أكدوا أنه ثمة أبعاد عسكرية محتملة لاستراتيجيتهم الناشئة في المناقشات التي جرت مؤخرًا مع الحلفاء.
ووفقًا لأحد المصادر المطلعة على المناقشات، قال مسئولون أمريكيون في مناسبات مختلفة خلال القمة التي استمرت يومين بين رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الشهر الماضي، إن كل الخيارات في التعامل مع كوريا الشمالية قيد الدراسة.
وأشار إلى أنه كان من الواضح للجانب الياباني أن هذه الخيارات شملت احتمالية توجيه ضربة عسكرية أمريكية ضد كوريا الشمالية، إذا بدت بيونج يانج مستعدة لاختبار صواريخ عابرة القارات، قائلاً: إن "الجانب الياباني اعتبر هذا السيناريو مثيرًا للقلق".
ولفتت "وول ستريت جورنال"، إلى اصطفاف حلفاء الولايات المتحدة إلى جانب واشنطن، في محاولة لزيادة الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية ضد بيونج يانج، في جهد لإجبار الأخيرة على وقف برنامجها النووي، بيد أن المراجعة الجديدة لسياسة الولايات المتحدة أثارت قلقًا في اليابان وكوريا الجنوبية حيال تحول جذري، وبعد أن أعلنت كوريا الشمالية هذا العام استعدادها لاختبار صواريخ عابرة للقارات، كتب ترامب على تويتر، "إن ذلك لن يحدث!".
ورأت أن تصاعد احتمالية استخدام القوة العسكرية الأمريكية في كوريا الشمالية قد تشجع الصين، التي تخشى من تداعيات المواجهة العسكرية مع جارتها بيونج يانج، إلى اتخاذ خطوات لطالما سعت إليها واشنطن لخنق شريان الحياة الاقتصادية لكوريا الشمالية.
واختتمت الصحيفة الأمريكية تقريرها بالقول، إنه رغم المخاوف من مواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، شجع تسارع وتيرة البرنامج النووي والصاروخي لبيونج يانج دعوات عسكرية في اليابان وكوريا الجنوبية لشن هجمات استباقية ضد المنشآت العسكرية الكورية الشمالية إذا بدت أنها على وشك تنفيذ هجوم.