استعاد الشاعر سامح محجوب، مدير بيت الشعر العربي، ذكرياته مع الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة، الذي رحل عن عالمنا فجر اليوم الأحد عن عمر يناهز 87 عامًا.
وقال سامح محجوب: «التقيت قبل خمسة وعشرين عامًا أو يزيد بالشاعر الراحل "أبو سنة" في مدرجات دار العلوم بجامعة القاهرة وأهداني وقتها أو بعدها بقليل ديوانه المهم «قلبي وغازلة الثوب الأزرق» لأبحث بعد ذلك عن دواوينه الأخرى وأقتني معظمها مرايا النهار البعيد، الصراخ في الآبار القديمة، رماد الأسئلة الخضراء، رقصات نيلية، موسيقى الأحلام وغيرها من الدواوين التي قطع فيها أبوسنة وجيله من الستينيين في مصر والوطن العربي مسافة معقولة في توطين وتوطئة النص التفعيلي على الخط الرأسي لتطور الشعرية العربية التي ستفقد برحيله أحد أكبر مصباتها.
شعرية طازجة لغة ومجازا
وأكد محجوب في تصريحاته لـ «بوابة دار الهلال»: أن النص الشعري لأبو سنة يتميز بقدرته الفائقة على فتح نوافذ واسعة على شعرية طازجة لغة ومجازا ومخيلةً وإيقاعًا، وذلك دون أن يفقد أبوسنة ولو للحظة واحدة امتداداته البعيدة في التراث الشعري للقصيدة العربية بمرتكزاتها الكلاسيكية خاصة في ميلها الفطري للغناء والإنشادية.
أجمل وأعذب صوت شعري
كما أشار محجوب إلى أن أبو سنة هو أجمل وأعذب من سمعته يقول الشعر وينشده لغيره في برنامجه الإذاعي الأشهر «ألوان من الشعر» بإذاعة البرنامج الثاني الثقافي التي ترأسها في أواخر تسعينيات القرن المنصرم قبل أن يحال للتقاعد نائبًا لرئيس الإذاعة المصرية في بداية الألفية الثالثة؛ الفترة التي التحقت بها أنا بالعمل في التليفزيون المصري حيث كان مكتب أبوسنة بالدور الخامس هو جنتي التي كنت أفيء إليها عند يشتد علي هجير التليفزيونيين! .
جائزة النيل
وفي ختام حديثه، عبّر محجوب عن عزائه في وفاة أبوسنة، كان يستقبلني بأبوية ومحبة غامرتين سأظل مدينًا لهما طيلة حياتي، سأفتقدك كثيرًا أيها المعلم الكبير وعزائي الوحيد هو أن بيت الشعر العربي كان له شرف ترشيحك لنيل جائزة النيل كبرى الجوائز المصرية والعربية في الآداب، عليك السلام والرحمة يا محمد إبراهيم أبوسنة