تنطلق قمة الأمم المتحدة لتغير المناخ "كوب 29" غدًا الإثنين في باكو لمناقشة ظاهرة الاحتباس الحراري وغيرها من القضايا البيئية حيث يتوقع أن تقدم أذربيجان، إحدى الدول المنتجة للنفط والغاز، تجربة غير معتادة للزوار، حيث يمكنهم الاستمتاع بحمامات من النفط الخام الدافئ التي يُروج لها باعتبارها علاجًا للآلام والمشاكل الجلدية؛ وفق ما أورده تقرير صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية.
وذكر تقرير الصحيفة الأمريكية أن النفط والغاز يعتبران أساسيين في اقتصاد هذا البلد الواقع في منطقة القوقاز الشرقي والذي يحده من الشمال روسيا ومن الغرب جورجيا وأرمينيا ومن الجنوب إيران حيث تشكل عائدات النفط والغاز نحو 60% من دخل أذربيجان؛ بحسب الأمم المتحدة.
وقد وصف رئيس أذربيجان إلهام علييف احتياطيات البلاد بأنها "هدية من الله"، في وقت تعتبر فيه العاصمة باكو نفسها جزءًا من حقل نفطي ضخم؛ لكن هذا الارتباط الوثيق بالوقود الأحفوري يتناقض بشكل لافت مع استضافة أذربيجان لمؤتمر الأطراف 29 (COP29) هذا العام الذي يُعد أكبر مؤتمر عالمي بشأن المناخ.
ومن المقرر أن يجمع هذا الحدث قادة المناخ العالميين في باكو حيث سيناقشون طرق مواجهة التغير المناخي وتحديد سبل تمويل التحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري، مع التركيز على تقليص الاحتباس الحراري.
يرأس المؤتمر هذا العام مختار بابايف، وهو خبير سابق في شركة النفط الحكومية الأذربيجانية "سوكار" لكن المنظمين يصرون على أن ارتباط أذربيجان بالنفط لا ينبغي أن يكون مصدر قلق.
وقال سمير بيجانوف، نائب رئيس المفاوضات للمؤتمر: "نحن منتجون للنفط والغاز، هذا صحيح، لكننا في الوقت نفسه نخطط للاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة بمليارات الدولارات".
ورغم هذه التصريحات، يشير المنتقدون إلى أن أذربيجان تسعى لزيادة صادراتها من الغاز الطبيعي، بما في ذلك زيادة شحناتها إلى أوروبا، وهو ما يراه البعض متناقضًا مع التزاماتها المتعلقة بتقليص انبعاثات الكربون.
وأشارت (وول ستريت جورنال) إلى أن أذربيجان لا تعتبر الدولة الأولى المنتجة للوقود الأحفوري التي تستضيف مؤتمر COP، حيث من المقرر أن يُعقد المؤتمر المقبل في البرازيل، العضو الجديد في منظمة "أوبك" لكن بعض النقاد يشيرون إلى أن زيادة إنتاج النفط والغاز في أذربيجان، بالإضافة إلى خطط زيادة الإنتاج في البرازيل تتناقض مع التزامات هذه الدول تجاه الحد من الاحتباس الحراري.
من جانبها، حذرت الأمم المتحدة في تقرير حديث من أن هدف باريس للحد من الاحترار إلى 1.5 درجة مئوية هذا القرن قد يصبح "مستحيلًا" في حال استمرار السياسات الحالية، مع توقعات بارتفاع درجات الحرارة بمقدار 3.1 درجات مئوية بحلول عام 2100.
وتشهد مناطق عديدة من العالم، بما في ذلك إسبانيا، آثار التغير المناخي بشكل متزايد، مع تكرار الفيضانات والحرائق والعواصف.
وسيكون أحد الموضوعات الرئيسية في مؤتمر COP29 هو التزامات الدول الفردية للحد من انبعاثات الكربون، والمعروفة بـ "المساهمات المحددة وطنيًا" (NDCs)، التي يُتوقع أن تقدمها الدول خلال المؤتمر.