أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن المشاركين في المؤتمر الوزاري الأول اتفقوا على تعزيز التعاون في عدد من القضايا من بينها مكافحة الإرهاب، والتعاون في المجالات الإنسانية مثل الثقافة والتعليم، فضلا عن التوقيع علي عدد من الاتفاقيات الثنائية.
جاء ذلك في كلمته بالجلسة الختامية للمؤتمر الوزاري الأول لمنتدي الشراكة الروسي - الأفريقي، الذي انتهي أعماله اليوم في سوتشي، وأنه من المقرر عقد المؤتمر الوزاري الثاني في دولة أفريقية لم تحدد بعد، مؤكدا أن الخارجية الروسية تبذل ما في وسعها لمنع عرقلة أو حدوث أي خطأ في جدول أعمال التعاون بين روسيا وأفريقيا.
وطالب لافروف، الدول الأفريقية العمل من أجل التخلي عن الآليات التي يسيطر عليها العالم الغربي خاصة وأن العولمة التي يروج لها من قبل الغرب كأسلوب مثالي يقتدي به قد تعرضت للتخريب، مضيفا أن العقوبات شطبت مبادئ الرأسمالية، وأن هناك حاجة إلي حلحلة القضايا الاقتصادية والاجتماعية لتلبي احتياجات الشعوب.
وأوضح وزير الخارجية الروسي، أن مجال التصنيع دون المستوي في القارة الأفريقية، وأن الدول تبيع المواد الخام وتتحول إلي قيم مضافة في دول ومؤسسات أخرى، مشيرا إلي مساعدة الاتحاد السوفيتي الدول الأفريقية لحصولهم علي الاستقلال من الاستعمار.
ولفت إلي أن استعداد موسكو دعم بناء المؤسسات والمنشآت في الدول الأفريقية وحل قضايا التعليم، مؤكدا أنه لا يوجد تناقضات بين روسيا والدول الأفريقية في ضوء الثقة المتبادلة، وأن تاريخ العلاقات لم يشهد أي استعمار، وأن المناقشات اليوم تناولت التحديات التي طرأت علي العالم وأنه لابد من تشكيل نظام عالمي جديد متعدد الأطراف تشارك فيه الدول الأفريقية.
ومن جانبه، قال وزير خارجية موريتانيا محمد سالم ولد مرزوك، إن بلاده التي تترأس الاتحاد الأفريقي للمرة الثانية تري أن العالم يشهد أوقاتا صعبة وأفريقيا حاليا تعيش أخطر مراحلها، مشيرا إلي أن الأمم المتحدة تأسست علي مبادئ القانون الدولي في أعقاب الحرب العالمية الثانية وكانت رمزا للقوة الضامنة، ولكن الأمم المتحدة لا تستطيع منع نشوب الحروب وأفريقيا لا تشارك في عملية الحوكمة العالمية.
وأوضح أنه هناك تشابها كبيرا بين الدول الأفريقية وروسيا، وأن الاتحاد الأفريقي يعمل علي تحقيق التكامل والإندماج والاستفادة من الثروات والقدرات الكامنة، مشيرا إلى أن أفريقيا قارة شابه، حيث 60 % من السكان البالغ عددهم 4ر1 مليار نسمة من الشباب، بينما 60 % من الأراضي القابلة للزراعة غير مستغلة.
ودعا إلى أن تجد أفريقيا مكانا مناسبا علي الساحة الدولية، وهناك الحاجة إلي العلاقات علي أساس العدالة والشفافية والتوازن والمساواة، مشيرا إلى إندلاع حروب كثيرة في العالم وهذا يدل على عدم وجود عدالة على المستوي العالمي.
ولفت إلى أن أفريقيا انضمت إلي مجموعة العشرين، ولكن هناك الحاجة الملحة إلى بناء أسس تضع في اعتبارها هوية وخصوصية كل دولة أفريقية، لافتا إلى أن رؤية 2063 تعد جدول أعمال مشترك اتفقت عليه الدول الأفريقية والتي يجب أن تأتي بثمار واقعية.
وكانت أعمال المؤتمر الوزاري الأول لمنتدى الشراكة بين روسيا وأفريقيا، أمس السبت واختتمت أعمالها اليوم الأحد في منطقة سيريوس الفيدرالية قرب مدينة سوتشي الروسية بمشاركة وزراء خارجية 40 بلدا إفريقياً، لبحث سير تنفيذ مقررات القمة الروسية الإفريقية الثانية التي عقدت في صيف 2023 في سان بطرسبرج.