في تقليد احتفالي متبع في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عقود، يلتقي الرئيس الأمريكي جو بايدن، اليوم، بالرئيس الأمريكي المستقبلي للبيت الأبيض دونالد ترامب، والذي سيتولى المنصب في يناير 2025، في المكتب البيضاوي، وهو تقليد يهدف إلى الإشارة إلى الرغبة في انتقال سلس وسلمي للسلطة.
لقاء بايدن وترامب
ومن المقرر أن يزور الرئيس السابق والمستقبلي دونالد ترامب مكتبه القديم اليوم، المكتب البيضاوي، حيث دعا بايدن سلفه وخليفته وهو تقليد احتفالي، كان ترامب قد تخطاه في عام 2020، رفضا لقبول نتائج الانتخابات، فحينها لم يدع بايدن إلى المكتب البيضاوي.
وفور فوز ترامب بالانتخابات الأمريكية اتصل بايدن بترامب لتهنئته ودعاه إلى البيت الأبيض لعقد اجتماع، وقال بايدن للموظفين وأعضاء حكومته المجتمعين في حديقة الورود الأسبوع الماضي: "لقد أكدت له أنني سأوجه إدارتي بأكملها للعمل مع فريقه لضمان انتقال سلمي ومنظم. هذا ما يستحقه الشعب الأمريكي".
وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، في تصريحات للصحفيين أمس الثلاثاء، عن قرار بايدن دعوة ترامب “إنه يؤمن بالأعراف، يؤمن بمؤسستنا، يؤمن بالانتقال السلمي للسلطة، هذا هو العرف. هذا الذي من المفترض أن يحدث”.
وقد يتطرق اللقاء لعدد كبير من الموضوعات، من بينها السياسة الخارجية، وكذلك قضية حرب روسيا وأوكرانيا ليدعو ترامب لزيادة دعم كييف، خاصة في ظل تعهد ترامب بعد دعم أوكرانيا والناتو وإنهاء الحرب بشكل سريع.
ورفضت المتحدثة باسم البيت الأبيض توضيح أهم النقاط المرتقب مناقشتها بين بايدن وترامب قبل اجتماعهما، لكن تقارير إعلامية أمريكية نقلت أن اللقاء سيتناول القضايا الرئيسية سواء القضايا المتعلقة بالسياسة الداخلية أو الخارج، بما في ذلك ما يحدث في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط، موضحة أنه ستتاح للرئيس الأمريكي الفرصة لشرح كيف يرى الأشياء لترامب، والتحدث إليه حول كيفية تفكيره في التعامل مع هذه القضايا عندما يتولى منصبه".
وخلال زيارته واشنطن، يخطط ترامب للقاء الجمهوريين من الكونجرس الأمريكي، لبحث أولويات اليوم الأول من العمل، بعد أن حاز الجمهوريون على الأغلبية في الكونجرس بغرفتيه الشيوخ والنواب، كذلك يستعدون لحكومة موحدة محتملة مع اكتساح الحزب الجمهوري للسلطة في البلاد.
لقاء ترامب وباراك أوباما
وسبق في عام 2016، جلس الرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما بجانب ترامب في المكتب البيضاوي بعد يومين فقط من فوز ترامب على المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، وحينا وصف ترامب أوباما بأنه "رجل جيد جدًا"، وقال إنه كان شرفًا لي أن ألتقي به وأنه يتطلع إلى أن يكون معه "مرات عديدة أخرى في المستقبل".
وقال أوباما إنه يريد تسهيل انتقال السلطة الذي من شأنه أن يهيئ ترامب للنجاح، مضيفا: "أعتقد أنه من المهم لنا جميعًا، بغض النظر عن الحزب والتفضيلات السياسية، أن نجتمع معًا الآن، ونعمل معًا، للتعامل مع التحديات العديدة التي نواجهها".
وفي الوقت نفسه، أشاد ترامب بطول مدة الاجتماع، مؤكدا أنه "كان هذا اجتماعًا من المفترض أن يستمر لمدة 10 أو 15 دقيقة، وكنا سنتعرف على بعضنا البعض فقط، لم نلتق ببعضنا البعض من قبل. لدي احترام كبير، استمر الاجتماع لمدة ساعة ونصف تقريبًا، وكان من الممكن أن يستمر لفترة أطول بكثير".