أكد خبراء على أهمية مشاركة مصر في قمة العشرين، المنعقدة في البرازيل، لما لها من شأن سياسي واقتصادي على مستوى العالم، يجعلها فرصة للتباحث في العديد من القضايا الشاغلة.
وفي ظل الأزمات المتلاحقة التي يشهدها الشرق الأوسط، جراء العدوان الإسرائيلي المتصاعد على غزة ولبنان، ستستفيد مصر من المشاركة بالقمة في التنويه إلى التداعيات الناتجة عن ذلك، والتي لا يتوقف تأثيرها على الإقليم، بل يمتد إلى العالم بأكمله، بحسب الخبراء.
إلى ذلك، يصف الدكتور مختار غباشي، الخبير السياسي والاستراتيجي، مشاركة مصر في قمة العشرين بـ"المجدية"، حيث أنها "قمة الكبار" على مستوى العالم، اقتصاديًا، وسياسيًا، وعسكريًا.
وأوضح "غباشي" في حديثه لـ"دار الهلال"، أن القمة فرصة لالتلاقي مع الزعماء الكبار على مستوى العالم، والتباحث حول الواقع الإقليمي والدولي، موضحًا أن مشاركة مصر في القمة أو غيرها من الدول العربية فرصة لفعل ذلك، هذا بعيدًا عن الاستفادة من الوجود في أهم محفل سياسي على مستوى العالم.
ولكن الأهم من المشاركة في قمة العشرين -وفق الخبير السياسي والاستراتيجي- هو كيفية الاستفادة منها، وتسوية أمورك وسط القمة، حتى تستطيع أن تنتفع بجزء من مقدارتهم أو استمثاراتهم.
وفي شأن الكلمة الرئاسية التي ستسلط الضوء على الأوضاع الإقليمية، يوضح غباشي، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يستغل وجوده في ذلك الحفل لكسب شكل من أشكال التعاطف، خاصة أن تلك القمة تضم العديد من الدول صاحبة التأثير، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي رأيه أن طرح رؤية النظر المصرية حيال الصراع الراهن قد يساعد في أن تمتلك من هذه الدول شكل من أشكال التعاطي مع رؤيتك لحل هذه المعضلة، التي تتحكم بها الولايات المتحدة الأمريكية بقوة، وهي المحركة لها، وبشكل كبير ورائها إنجلترا، وفرنسا، وإيطاليا، وألمانيا.
من جهته، يؤكد الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، على أهمية مشاركة مصر في قمة العشرين "الدولية"، والتي ليست الأولى من نوعها، بل سبقها عدة مشاركات أخرى.
وأوضح "بدر الدين" في حديثه لـ"دار الهلال"، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، سيلقي خطاب وصفه بـ"المهم"، حيث يعبر عن رؤية مصر اتجاه القضايا التي يواجهها العالم، بما في ذلك الصراع الراهن بالشرق الأوسط، مشيرًا في الوقت نفسه، إلى أن المشاركة المصرية ستحظى بقدر من الاهتمام، في تلك القمة صاحبة الشأن السياسي والاقتصادي.
وكشف أن القمة ستناقش العديد من القضايا أسماها بـ"الهامة"، وفي مقدمتها "مكافحة الفقر والجوع"، و"تحول الطاقة في إطار التنمية المستدامة"، هذا بجانب مواجهة التحديات التي يتعرض لها العالم في الآونة الحالية، سواءً كانت سياسية أو اقتصادية، موضحًا أن القمة ستتضمن على هامشها عقد لقاءات ثنائية بين الرئيس وزعماء الدول الأخرى، تتناول القضايا التي يواجهها الإقليم، وخصوصًا العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة ولبنان.
وبخصوص الكلمة الرئاسية التي ستسلط الضوء على الأوضاع الإقليمية، يقول أستاذ العلوم السياسية: "بالتأكيد ستكون كلمة مهمة، لأنها تعبر عن التواترات بالمنطقة، التي لا تؤثر فقط على نطاقها، بل يمتد تأثيرها إلى عالم بأكمله، لا سيما من الناحية الاقتصادية"، مستشهدًا بالأحداث الجارية في البحر الأحمر، وما لها من تأثير على التجارة الدولية.
مشاركة مصر في قمة العشرين
وتوجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، إلى مدينة "ريو دي جانيرو" بالبرازيل، للمشاركة في قمة مجموعة العشرين، المقرر أن تُعقد يومي 18-19 نوفمبر الجاري.
ويشارك "الرئيس" في القمة بدعوة من الرئيس البرازيلي "لولا دا سيلفا"، لتكون هذه هي المشاركة الرابعة لمصر إجمالًا في قمم المجموعة، عقب المشاركة في قمم الرئاسة الصينية عام ٢٠١٦، واليابانية عام ٢٠١٩، والهندية عام ٢٠٢٣، بما يعكس التقدير المتنامي لثقل مصر الدولي، ولدورها المحوري على الصعيد الإقليمي.
ومن المقرر، أن تناقش القمة عددًا من الموضوعات ذات الأولوية للدول النامية، وعلى رأسها "الشمول الاجتماعي ومكافحة الفقر والجوع" و"إصلاح مؤسسات الحوكمة العالمية" و"تحول الطاقة في إطار التنمية المستدامة".
ومن جانبه، سيلقي الرئيس كلمات مصر في جلسات القمة، التي ستتناول الجهود المصرية للتنمية، والتحديات التي تواجه الدول النامية في جهودها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصة في ظل التقلبات الدولية الجارية على الصعيدين السياسي والاقتصادي، ورؤية مصر بشأن أولوية التكاتف وتعزيز التعاون لمواجهة تلك التحديات.
كلمات الرئيس ستسلط الضوء على الأوضاع الإقليمية، والأزمة التي تواجه المنطقة في ظل ما تشهده من عدم استقرار مع استمرار التصعيد الإسرائيلي في فلسطين ولبنان، والجهود المصرية لاستعادة الاستقرار في الشرق الأوسط.
وسيلتقي الرئيس على هامش القمة بعدد من قادة وزعماء العالم، وذلك للتباحث بشأن سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وآليات تعزيز التعاون الدولي في مجال تحقيق أهداف التنمية المستدامة، فضلًا عن جهود استعادة السلم والأمن الإقليميين، بما يحقق تطلعات الشعوب في الازدهار والتنمية.