فجّرت دراسة علمية مفاجأة من العيار الثقيل حينما كشفت أن الإنسان القديم تخلّى عن الخضروات وتناولوا كميات كبيرة من اللحوم لمدة 2 مليون عام تقريبًا، ما يجعله في أعلى السلسلة الغذائية.
وذكرت الدراسة التي أجراها علماء الأنثروبولوجيا، من جامعة مينهو في البرتغال، أن الصيادون وجامعو الثمار المعاصرون أعطونا انطباعًا خاطئًا عما كنا نأكله سابقا، حيث تم التأكد أن أسلاف الإنسان القدماء كانوا من المفترسات اللاحمة.
وقال أحد الباحثين، لمجلة "ساينس أليرت": "هذه المقارنة غير مجدية، لأن مجتمعات الصيد والالتقاط، قبل مليوني عام، كانت قادرة على صيد واستهلاك الفيلة، وغيرها من الحيوانات الضخمة، في حين لا يستطيع الصيادون والملتقطون اليوم، الوصول إلى مثل هذه الثروات".
وتابع أن إلقاء نظرة سريعة على مئات الدراسات السابقة، التي تناولت كل شيء من التشريح وعلم وظائف الأعضاء البشرية الحديثة، إلى قياسات النظائر داخل العظام والأسنان البشرية القديمة، تشير إلى أننا كنا في المقام الأول من الحيوانات المفترسة اللاحمة، حتى نحو 12 ألف عام مضت.
وذكرت ساينس أليرت، أن إعادة بناء النظام الغذائي، الخاص بالبشر الذين عاشوا منذ ما يقرب من 2.5 مليون عام، أصبح أكثر صعوبة بسبب حقيقة مفادها، أن بقايا النباتات لا تحفظ بسهولة مثل عظام الحيوانات وأسنانها وأصدافها.
وقد استخدمت دراسات أخرى التحليل الكيميائي للعظام ومينا الأسنان، للعثور على أمثلة محلية للأنظمة الغذائية الغنية بالمواد النباتية، ولكن استقراء هذا على البشرية ككل ليس بالأمر السهل.
وكان عصر البليستوسين وقتًا محددًا في تاريخ الأرض بالنسبة لنا البشر، بحلول نهايته، كنا نسير في طريقنا إلى أركان بعيدة من العالم، ونعيش أطول من كل إنسان من أسلافنا، وكانت أغلب مناطق أوروبا وأمريكا الشمالية اليوم، التي هيمن عليها العصر الجليدي العظيم الأخير، مدفونة بانتظام تحت الأنهار الجليدية السميكة.
ونظرًا لوجود كميات هائلة من المياه المحبوسة على شكل جليد، كانت النظم البيئية في مختلف أنحاء العالم مختلفة تمامًا عما نراه اليوم، فقد جابت الوحوش الضخمة المناظر الطبيعية، بما في ذلك الماموث والماستودون والكسلان العملاق، بأعداد أكبر بكثير مما نراه اليوم.