أصبحت مصر واحدة من أبرز الدول المصدرة لصلصة الطماطم "الكاتشب" على الساحة العالمية، حيث استحوذت على 3% من إجمالي الصادرات العالمية، ووفقًا لتقرير حديث صادر عن المجلس التصديري للصناعات الغذائية، حيث احتلت مصر المرتبة التاسعة عالميًا في صادرات الكاتشب، بإجمالي بلغ 48 ألف طن بقيمة 83 مليون دولار مع نهاية عام 2023.
معدل نمو قوي لصادرات مصرية
وعلى مدار السنوات الخمس الماضية، حققت مصر معدل نمو سنوي قوي في صادرات الكاتشب بلغ 24%، مع متوسط سعر تصديري يصل إلى 1732 دولارًا للطن، هذه المؤشرات تبرز القدرة التنافسية للصناعة المصرية على مستوى الأسواق الدولية، على الرغم من التحديات التي تواجهها.
التحديات أمام صناعة الكاتشب المصرية
ورغم النمو الملحوظ، تواجه الصناعة في مصر تحديات كبيرة، أبرزها تذبذب أسعار الطماطم، فإن ارتفاع أسعار الطماطم في السوق المحلي يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج، مما يؤثر على الربحية، وكذلك اختلالات زراعية، حيث يتركز الإنتاج الزراعي على زراعة أصناف طماطم "الفرش"، في حين تحتاج الصناعة إلى أصناف مخصصة للتصنيع.
كما تمثلت التحديات أيضا ضعف الدعم التصديري، وذلك من خلال تقلص برامج المساندة التصديرية وخفض التمويل المخصص للمشاركة في المعارض الدولية يحد من القدرة على التوسع في الأسواق العالمية.
السوق العالمي للكاتشب
وتتصدر إيطاليا السوق العالمي للكاتشب بإجمالي صادرات بلغ 430 مليون دولار، ما يمثل 17% من السوق العالمية، وبكميات تجاوزت 173 ألف طن، وتأتي الولايات المتحدة الأمريكية في المرتبة الثانية بحصة سوقية تبلغ 15%، بصادرات قيمتها 391 مليون دولار وكمية تصل إلى 341 ألف طن، فيما تشغل هولندا وإسبانيا المراتب الثالثة والرابعة بحصص سوقية بلغت 15% و7% على التوالي، مما يجعل هذه الدول الأربعة تستحوذ على أكثر من 50% من إجمالي صادرات الكاتشب عالميًا.
مستقبل واعد لصادرات مصر رغم التحديات
وتعد صناعة الكاتشب المصرية نموذجًا ناجحًا للإمكانات التصديرية للصناعات الغذائية، ومع العمل على معالجة التحديات المتعلقة بتكاليف الإنتاج وتعزيز دعم الصادرات، يمكن لمصر زيادة حصتها في السوق العالمي، خاصة في ظل تصاعد الطلب على المنتجات الغذائية المصنعة.
وتمثل مكانة مصر ضمن أكبر 10 دول مصدرة للكاتشب فرصة استراتيجية لتعزيز نمو صادراتها وفتح أسواق جديدة، لتثبت نفسها كأحد اللاعبين الرئيسيين في هذه الصناعة العالمية.