أكدت صحيفة تشاينا ديلي الصينية أنه يجب على مجموعة العشرين أن تساعد في معالجة التحديات العالمية المشتركة في قمتها التي ستعقد اليوم وغدا في ريو دي جانيرو بالبرازيل.
وذكرت الصحيفة، في تقرير نشرته اليوم الاثنين، أن المجتمع الدولي يتوقع أن تعالج قمة مجموعة العشرين التحديات الاقتصادية العالمية المتزايدة.
وذكرت الصحيفة إن نظام الحوكمة الاقتصادية العالمية الحالي يتعثر في مواجهة المد المتزايد من الحمائية التجارية والأحادية، وإن آلية حل النزاعات في منظمة التجارة العالمية مصابة بالشلل تقريبا، والإصلاحات متوقفة، وأصبح التفتت واضحا بشكل متزايد في جميع أنحاء نظام التجارة العالمي، الذي يواجه أعظم تحد له منذ الحرب العالمية الثانية.
ولفتت إلى أن الكثيرين يأملون أن تعالج قمة مجموعة العشرين هذه القضايا وتتخذ خطوة كبيرة نحو الحفاظ على نظام عالمي حر ومتعدد الأطراف.
ويسلط أحدث تقرير لمنظمة التجارة العالمية الضوء على كيف أدت الاتجاهات العالمية - المنافسة الجيوسياسية والصراعات الإقليمية والعقوبات التجارية - إلى تقويض الأساس المستقر للنمو الاقتصادي العالمي على مدار السنوات الثلاثين الماضية، مما أدى إلى تفتيت نظام التجارة العالمي.
ووفقا لبيانات منظمة التجارة العالمية، في عام 2023، بلغ تصدير السلع العالمية 23.8 تريليون دولار، بانخفاض 4.6 في المائة بعد عامين من النمو. ويمثل هذا الانحدار أبطأ معدل نمو في خمسة عقود - دون احتساب فترات الركود العالمية.
وبحسب الصحيفة، أدت التعريفات العقابية التي فرضتها الولايات المتحدة على المنتجات الصينية إلى تعطيل التدفق الطبيعي للتجارة والاستثمار والتكنولوجيا، مما أدى إلى سوء تخصيص شديد للموارد وإلحاق الضرر بالقيمة العالمية وسلاسل التوريد.
وأضافت الصحيفة أن التاريخ يُظهر أن التوترات التجارية المطولة تثقل كاهل النمو الاقتصادي العالمي. وخلال فترة الكساد الأعظم، في عام 1929، فرض الرئيس الأمريكي آنذاك هربرت هوفر تعريفات جمركية على الواردات الزراعية، وبعد عام واحد، زاد الكونجرس من سوء الوضع من خلال تمرير قانون تعريفة سموت-هاولي، الذي رفع الرسوم الجمركية على أكثر من 20 ألف سلعة، حيث وصلت المعدلات إلى ما يقرب من 60 بالمة. ودفع هذا أكثر من 40 دولة إلى فرض تعريفات جمركية انتقامية على السلع الأمريكية، مما أشعل حربا تجارية عالمية أدت إلى خفض حجم التجارة العالمية بنسبة 66 بالمئة والناتج الصناعي العالمي بنسبة 33 بالمئة في عام 1934، ما دفع الاقتصاد العالمي إلى حافة الانهيار.
وقالت الصحيفة الصينية إنه إذا استمرت حروب التعريفات الجمركية في التصاعد اليوم، فقد يعاني الاقتصاد العالمي من ضربة مدمرة مماثلة. وإذا استمرت الولايات المتحدة في الحفاظ على التعريفات الجمركية المرتفعة على السلع الصينية أو حتى فرضها، فإن مثل هذه التحركات ستجر المزيد من الاقتصادات إلى صراع اقتصادي مدفوع بالتعريفات الجمركية، مما يجعل كل منها ضحية محتملة للحرب التجارية.
وأوضحت أن الحفاظ على نظام تجارة عالمي متعدد الأطراف أصبح تحديا مشتركا للدول التي تدعم التجارة الحرة. في مواجهة تصاعد الحمائية والأحادية، ويجب على مجموعة العشرين - التي تأسست كآلية تنسيق لمساعدة العالم على التغلب على الأزمات المالية - أن تتبنى نهجا متعدد الأطراف قائما على القواعد.
وأكدت الصحيفة أن مجموعة العشرين اضطلعت بدور حاسم في التغلب على الأزمات المالية وتحسين أنظمة التجارة والاستثمار العالمية.
وأشارت إلى أن قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو ستعقد في ظل "ظروف استثنائية"، فمعالجة النزاعات التجارية وتعزيز دور مجموعة العشرين كقناة أساسية للتعاون الاقتصادي الدولي تشكل تحديات معقدة يتعين التغلب عليها.
وفي ختام تقريرها، قالت الصحيفة أنه مع الحضور المتزايد للاتحاد الأفريقي وغيره من تحالفات الجنوب العالمي التي تحاول المشاركة في مجموعة العشرين، هناك طلب ملح على القمة لتقديم حل قوي وشامل للمشاكل الاقتصادية العالمية وتحسين حوكمة التجارة العالمية والدفاع عن رؤية للعولمة عادلة ومنصفة ومفيدة للجميع.