في واقعة هزت أجواء التعليم وأثارت استياءً واسعًا بين أولياء الأمور والمجتمع المحلي في الجيزة، تواجه مدرسة حكومية اتهامات بتقصيرها في حماية طالبات المرحلة الإعدادية من التنمر والتعدي الجسدي على يد أحد المعلمين، الذي أحالته النيابة الإدارية للتعليم إلى المحاكمة التأديبية العاجلة.
بداية الواقعة: اعتداء وإهانة أمام الفصل البداية كانت حينما رصد مركز الإعلام والرصد برئاسة النيابة الإدارية خبرًا تم تداوله عبر مواقع إخبارية يتهم معلمًا بإحدى مدارس الجيزة بالاعتداء اللفظي والجسدي على طالبات من المرحلة الإعدادية، والتنمر عليهن أمام زملائهن.
وعلى إثر ذلك، قررت هبة الله وفيق، رئيس النيابة الإدارية للتعليم في الجيزة، فتح تحقيق موسع للتأكد من صحة هذه الادعاءات والوقوف على ملابسات الواقعة. ولي أمر الطالبة المعتدى عليها كان من أوائل من أدلوا بشهادتهم، حيث أكد أن المعلم وخلال حصة العلوم قام بإلقاء كراس المادة الخاصة بابنته على الأرض، قبل أن يستخدمه لضربها على رأسها بعنف، ثم قام بتمزيق الكراس أمام الطلاب ووجه إليها سبابًا جارحًا، وصعقها بصفعة قوية على وجهها ولكمها بقبضة يده.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل قام المعلم بطردها خارج الفصل برفقة اثنتين من زميلاتها، فقط لأنهن أصدرن صوتًا خلال الحصة الدراسية. التصوير خارج الفصل والتنمر الجسدي وبحسب إفادة ولي الأمر، فإن المعلم طلب من إحدى الطالبات بالفصل أن تقوم بالتقاط صور فوتوغرافية للطالبات المطرودات باستخدام هاتفه الشخصي، وهو سلوك وصفه أولياء الأمور بالتصرف المشين الذي ينتهك خصوصية الطالبات ويستغل سلطته كمعلم.
استمعت النيابة أيضًا إلى شهادات عدد من الطالبات، سواء أمام النيابة أو في التحقيقات التي أجرتها اللجنة المشكلة من الإدارة التعليمية بأمر من النيابة.
جاءت جميع الشهادات متسقة في تأكيد تعرض الطالبات للإهانة والضرب المستمر من قبل المعلم، الذي اعتاد استخدام عصا خشبية للإشارة إلى أجسادهن أثناء شرحه لمادة الأحياء، كما أوردت الطالبات تفاصيل حول سخرية المعلم من إحدى الطالبات والتنمر على شكلها وجسدها أمام زميلاتها.
إجراءات النيابة: إحالة المعلم للمحاكمة التأديبية في أعقاب التحقيقات الموسعة، قررت النيابة الإدارية إحالة المعلم إلى المحاكمة التأديبية العاجلة بتهمة التعدي الجسدي واللفظي على الطالبات، والتورط في سلوكيات تنمر تخالف المعايير الأخلاقية والمهنية للتدريس.
كما شددت النيابة على أهمية اتخاذ إجراءات صارمة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث، وضرورة توفير بيئة تعليمية آمنة تحترم كرامة الطلاب وتلتزم بمعايير التربية والتعليم.