منذ أن ظهرت أولى حروف أغانيها، أصبحت فيروز صوتاً للمرأة العربية، وأيقونة للجمال والقوة، وكأنها قطرات ندى تتساقط على القلوب، لتحمل في طياتها قصصاً وحكايات عن النساء، عن حبها، أحلامها، صراعاتها، وقوتها، وقدرتها على التحدي والصمود، لتكون بذلك مرآة تعكس صورة المرأة العربية الأصيلة.
وبمناسبة عيد ميلاد جارة القمر الـ 90، تستعرض بوابة "دار الهلال" أشهر أغانيها التي عبرت وجسدت شخصية المرأة القوية، وكان أشهرها ما يلي:
يا حرية، وتعكس تلك الأغنية قوة إرادة المرأة وقدرتها على التغلب على الصعاب، والسعي لتحقيق أحلامها، حيث يرمز الطير إلى الحرية والحركة والتطلع نحو آفاق جديدة، والتشجيع على التغيير والتجديد، والتخلص من كل ما هو جامد وتقليدي، كما ربطت الأغنية بالثورات التي شهدتها المنطقة العربية، وتعتبر النساء فيها رمزاً للمقاومة والتغيير، وهو ما عبرت فيه فيروز قائلة: "يا حرية يا زهرة نارية يا طفلة وحشية يا حرية.. صرخو عالعالي على العالي اركضو بالحقالي على العالي.. قولو للحرية نحنا جينا و افرحوا افرحوا.. يا ليل يا حب يا دروب يا حجار الحقونا عالشجرة البرية.. غيرو اساميكن اذا فيكن لونو عيونكم اذا فيكن.. خبو حريتكم بجيابكم و اهربو اهربو.. عالضو عالريح عالشمس عالبرد عبيادر مضويه و منسيه".
بكتب اسمك يا حبيبي، وعبرت فيروز عن قوة المرأة في الحب والقرار، حيث لم تنتظر أن يكتب الحبيب اسمها، بل بادرت هي بذلك، معبرة عن استقلالية مشاعرها وقراراتها، قائلة " بكتب اسمك يا حبيبي ع الحور العتيق.. تكتب اسمي يا حبيبي ع رمل الطريق.. وبكرة بتشتي الدني ع القصص المجرحة.. بيبقى اسمك يا حبيبي واسمي بينمحى.. بحكي عنك يا حبيبي لأهالي الحي.. تحكي عني يا حبيبي لنبعة "
ابنة بلادي، تغني فيروز عن الانتماء إلى الوطن والولاء له، مجسدة بذلك المرأة القوية التي تحمل هموم وطنها وشعبها وتتمسك بحبيبها، قائلة " أهواكَ في أغنيةٍ حُرّةٍ.. بيَخفُقُ فيها النايُ والمِزْهَرُ.. في طَلَّةِ الفجْرِ عَلى المُنحَنى.. يَهفُو إليها الكَرْمُ والبَيْدرُ.. في النَهَرِ الضاحكِ بين الرُّبى.. تَحْسُدُهُ على الهوى الأنهُرُ.. في نغمِ البلبلِ يشدُو عَلى صنوبرِ السفحِ ولا يَهجُرُ.. في موكبِ النّصرِ وفي رايةٍ على ذُرى تاريخنا تَخطُرُ.. أهواكَ في شَعْبي وفي مَوطنِي.. فأنتَ لا أحلى ولا أنضَرُ".