محافظة الوادي الجديد أكبر محافظات مصر من حيث المساحة، وتضم وحدها 3 واحات من بين 6 واحات مصرية، وهي؛ الخارجة، الداخلة، الفرافرة، والتي تزخر بالتراث الثقافي، الذي يعكس أن مصر دولة تمتلأ بالثقافات المحلية المتباينة التي تميز كل محافظة وكل مدينة وقرية عن غيرها.
ويُعد التراث الثقافي بمجتمع واحات الوادي الجديد، من أغنى أنواع التراث على مستوى العالم، لما يتمتع به من تنوع والذي يتشكل من مجموعة الفنون القديمة والقصص والحكايات والأساطير والعادات والتقاليد، التي يتفردون بها أهل الواحات، ومنها «الاحتفالات في المناسبات المختلفة، من الأعياد، والأعراس، وكذلك يتفردون بالتصاميم المعمارية، ومظاهر الأثاث والملابس وعادات الطعام والزراعة والصيد والأدوات المنزلية والصناعات اليدوية التي تشكل جزء من تراثهم الثقافي ومنه لما يتمثل في الحرف اليدوية من صناعة الخزف، الفخار، الأرابيسك، الكليم والسجاد، وصناعة الخوص، وتصميم الملابسالتي تمتاز بالتطاريز الخاصة.
الأغاني .. تراث الفنون الشعبية
ومن التراث الثقافي غير المادي لمجتمع الواحات.. الفنون الشعبية وتحفل بتراث شعبي أصيل، وعناصر هذا التراث متنوعة، في مقدمتها التراث الغنائي بنماذجه المختلفة «الأغنية الشعبية - الملحمة الشعبية، وهذا التراث الغنائي يعد موروثا يحمل من عناصر الثقافة والأصالة، ومن أهم الأغاني الشعبية بالواحات أغاني الأفراح وأغاني الحج وأغاني العمل، ونذكر منها من أغاني الأفراح أغنية
الخطوبة عند أهل الواحة وهي أغنية «يا أما أخطبي لي»، ومن الأغاني المشهورة أيضا في الواحات حتى الآن، دج الكف في ليلة الزفاف
الأزياء الشعبية في واحات الوادي الجديد
وتتعدد أشكال الأزياء بالواحات سواء للرجال أو النساء، فعلى سبيل المثال نجد الثوب المجدل أو الثوب المقصب ذات الألوان المختلفة للمرأة الواحاتية، ويشمل الزي الرجالي على الجلباب البلدي الرجالي والقفطان، والصديري، والقميص الداخلي، والسروال، وغطاء الرأس، والنعال الأحذية».
وجود تاريخي أصيل.. منذ أقدم العصور
وواحات مصر، هي على خريطتها منذ أقدم العصور فواحة الخارجة سميت بـ «الواحة العظمى» وعاصمتها هيبس» والتي اشتق إسمها من كلمة هبت ومعناها المحراث، وكانت الواحات الداخلة تسمي كنمت وعاصمتها «ادس- دس، أي «اقطع- اقطع» بمعنى قطع الأرض وشقها لزراعتها وعرفت الفرافرة باسم «اتا- احت» أي أرض البقر، عاش في المنطقة إنسان عصور ما قبل التاريخ منذ حوالي 5000 سنه ق.م.، وترك هذا الإنسان آثاره في ربوع الواحات الثلاثة منها جبل الطير بالخارجة ودرب الغبارى بطريق الخارجة - الداخلة وفي العوينات جنوب الواحات.
خط الدفاع الأول .. وعبادة آمون
وفي العصور الفرعونية كانت الواحات تُمثّل أهمية قصوى لكونها خط الدفاع الأول عن مصر القديمة لتعرضها لهجمات النوبيين من الجنوب والليبيين من الغرب، وكان الفراعنة يهتمون بهدوء المنطقة واستقرارها وتظهر آثارهم في عدة مناطق بالخارجة والداخلة، وعندما غزا «قمبيز» الفارسي مصر العام 525 ق.م، وأهان معبودها الإله «آمون» واختفى جيشه المكوّن من 50000 مقاتل في بحر الرمال العظيم جاء خلفه دارا الأول فحاول إرضاء المصريين حتى يتمركز حكمه ويرضى عنه كهنة الإله آمون فبدأ في ترميم ونقش بعض المعابد ومنها معبد هيبس ثم كان للبطالمة دورهم الكبير في ازدهار الزراعية بالواحات واستغلال اقتصادياتها وتظهر آثارهم على طول درب الواحات بطريق باريس.
وعندما بدأ اضطهاد الرومان لأقباط مصر حضر إلى الواحات كثير من الأقباط الفارٌين بدينهم وعقيدتهم وعاشوا فيها بزراعة الأراضي حاصدين لخيراتها، وتعد «جبانة البجوات» بشمال«الخارجة» أبرز دليل لهذا العهد وجاء دور الرومان الذين استغلوا الواحات فظهروا وشقوا القنوات واستغلوها في الزراعات الكبيرة وازدهرت التجارة على طريق درب الأربعين الموصل بين مصر والسودان عبر الواحات، وكان شريانا للتجارة، وتظهر معابدهم على طول هذا الدرب وأهمها معبد الغويطة وعند الزيان معبد دوش.