هو مخرج مصري، مبدع ومتميز، عُرف بإخراج الأفلام الكوميدية، خاصة مع الفنان الكبير إسماعيل ياسين، وشادية، وأظهر الاستفتاء الذي أجراه النقاد في مهرجان الإسكندرية السينمائي عام 2022م، تربعه على قائمة مخرجي الأفلام الكوميدية، إذ اختير له، وحده 17 فيلمًا من بين أفضل مئة فيلم كوميدي مصري حسب الاستفتاء، منها الفيلمان اللذان كانوا من قبل ضمن قائمة أفضل مائة فيلم مصري، وهو من قدم 4 أفلام، هم ضمن أفضل مئة فيلم غنائي مصري، في استفتاءٍ آخر للمهرجان نفسه، عام 2023، إنه المتربع على عرش الأفلام الكوميدية المخرج فطين عبدالوهاب.
ولد المخرج والسيناريست فطين منيرعبد الوهاب، في مثل هذا اليوم 22 نوفمبر من عام 1913م، بمحافظة دمياط ،لأب يعمل بالتدريس.
الدراسة والتعليم
حصل فطين عبدالوهاب على شهادة البكالوريا والتحق بعدة كليات ولكنه لم يحصل على شهاداتها، فالتحق بكلية الزراعة ثم كلية الفنون الجميلة قسم العمارة، و بدأ يعمل في بعض الوظائف، حيث عمل بقسم الجنسية بوزارة الداخلية، ثم تطوع بالجيش ضمن دفعة الضباط الاحتياط وتخرج في الكلية الحربية عام 1939م، وظل يتدرج بين الرتب حتى عام 1944م، و ترك الجيش برتبة يوزباشي.
بدأ اهتمام فطين عبدالوهاب بالسينما يزيد مما جعله يكتب مقالات في النقد السينمائي بمجلة «فن السينما»، ثم قرر أن يبدأ مشواره الفني بالسينما كمساعد إنتاج مع الفنان يوسف وهبي في فيلمه «بنات الريف» عام 1944 م.
عمل «فطين» كمساعد مخرج لمدة 5 سنوات مع كبارالمخرجين ، حتى جاءته الفرصة الأولى كمخرج عام 1949م من خلال فيلم «نادية»، وبدأ اتجاه فطين عبد الوهاب للكوميديا من فيلمه الثالث «بيت الأشباح» 1951م، حيث ترك له منتج الفيلم جبرائيل تلحمي حرية اختيار نوعية أفلامه القادمة، إن حقق هذا الفيلم نجاحًا تجاريًا، وقد كان.
وبدأ مشواره الفني الحقيقي عام 1950م، الذي استمر 33 عامًا قدم خلالها أكثرمن57 فيلمًا، واختيرله فيلمين ضمن قائمة أفضل مائة فيلم مصري، هما «الزوجة 13»، و«مراتي مدير عام».
فطين عبد الوهاب وإسماعيل يس ثنائيي متفرد
كون المخرج فطين عبدالوهاب ثنائيًا متفردًا مع الفنان الكوميدي إسماعيل ياسين، الذي أخرج له أكثر من 25 فيلمًا كوميديًا، ومنها ستة عشر فيلما ما بين عامي 1951: 1962م، ومنها: «بيت الأشباح»1951م، «كلمة الحق» 1953م، «الآنسة حنفي» 1954م، «إسماعيل يس في الجيش» 1955م، «إسماعيل يس في البوليس 1956م، «ابن حميدو»، «إسماعيل يس في الأسطول» 1957م، «امسك حرامي»، «إسماعيل يس بوليس حربي» 1958م، «إسماعيل يس بوليس سري»، «إسماعيل يس في الطيران»، «العتبة الخضراء» 1959م، «الفانوس السحري»، «حايجننوني»، «حلاق السيدات» 1960م، «الفرسان الثلاثة» 1962م.
وكوّن فطين عبدالوهاب مع شادية و صلاح ذو الفقار ثلاثي فني رائع، وتعاون المثلث الذهبي في أفلام ناجحة، منها: «الزوجة 13» 1962م، «مراتي مدير عام» 1966م، و«عفريت مراتي» 1968، «كرامة زوجتي» 1967م، «نص ساعة جواز» 1969م، و«أضواء المدينة» وهو آخر افلامه الذي قدمه عام 1972م.
واستطاع فطين عبدالوهاب، أن يثبت للجميع بأنه موهوب ومخرج له بصمته، حين قدم الفنان رياض القصبجى في شخصية «الشاويش عطية» الكوميدية رغم ملامحه الحادة التي توحي بأنه لا يصلح للكوميديا.
أفلام للمرأة وقضاياها الاجتماعية
ورغم أن اسم فطين عبدالوهاب ارتبط بالفنان، أيقونة الفن المصري إسماعيل ياسين، لكنه أخرج أفلاما كوميديةً أخرى لم يمثل فيها إسماعيل ياسين لعل أشهرها هو فيلم «إشاعة حب»، «الزوجة 13» 1962م، المُنتج عام 1960م، واهتم فطين عبد الوهاب، في أفلامه بالمرأة وقضاياها الاجتماعية، ومن أهم أفلامه في هذا الاتجاه : «الأستاذة فاطمة»، «العتبة الخضراء»، «الفانوس السحري»، «حلاق السيدات»، و«آه من حواء»، «سبعة أيام في الجنة» 1969 م، وغيرهم.
وكان لـ « فطين» بصمته أيضا في الأعمال الميلودرامية ، والتى كان لها تأثيرًا كبيرًا لا تقل عن أعماله الكوميدية ومنها: «عبيد المال» 1953م، «الغريب» 1956، و«الأخ الكبير» 1958م، «الضوء الخافت» 1961م.
وكتب عدة سيناريوهات لبعض أفلام من إخراجه وهي: «نادية» 1949م، «جوز الأربعة» 1950م، «بيت الأشباح» 1951م، «عبيد المال»، «كلمة الحق» 1953م، «نهارك سعيد»، «إسماعيل يس في الجيش » 1955م
العائلة والحياة الشخصية
فطين عبدالوهاب هو الشقيق الأصغر لكلّ من الممثل سراج منير، والمخرج حسن عبدالوهاب، وتزوج أربع مرات، أولًا من الممثلة هاجر حمدي، ثم المطربة ليلى مراد، أم ولده الفنان والمخرج زكي، ثم الراقصة تحية كاريوكا، ثم زوجة من خارج الوسط الفني هي منيرة شقيقة الممثلة نجلاء فتحي.
رحيل الأصدقاء المبدعين.. وأثر باق
رحل المخرج فطين عبدالوهاب عن عالمنا في 12 مايو عام 1972م، وكان ذلكفي أحد الفنادق في لبنان، وحُمل جثمانه إلى مصر، ودفن فيها، وكان رفيق دربه إسماعيل ياسين أحد الذين حضروا جنازته، وتوفي إسماعيل نفسه بعد صديقه فطين عبدالوهاب باثني عشر يومًا، لكن مثل هؤلاء المبدعين سيبقوا دائما في ذاكرة الجمهور وذاكرة السينما وتاريخ الفن المصري.