ثمنت وزيرة التنمية الاجتماعية الفلسطينية الدكتورة سماح حمد، الموقف المصري الداعم دائما لقضية الشعب الفلسطيني العادلة، مؤكدة أن مصر تعمل من أجل وقف الحرب وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وقالت حمد، في حوار لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان، على هامش أعمال المؤتمر الدولي حول "دور المجتمع الدولي ومنظمات المجتمع المدني في تعزيز واحترام حقوق الطفل الفلسطيني" والذي اختتمت أعماله الخميس الماضي، إن مصر دائما تقف مع الحق الفلسطيني وتعمل من أجله عبر التنسيق والتواصل بين قيادتي البلدين الشقيقين، مؤكدة أن هذا هو الموقف التاريخي والإنساني لمصر وشعبها وقيادتها دائما.
وأضافت أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة العربية الإسلامية الاستثنائية التي عقدت مؤخرا في (الرياض) كانت مهمة للغاية في إطار التأكيد على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وإنفاذ المساعدات، مؤكدة أن القمة كانت مهمة وكلمات القادة العرب كانت رسالة للعالم بأن استمرار العدوان خطر كبير على فلسطين وشعبها وعلى شعوب المنطقة والعالم.
وأشادت وزيرة التنمية الاجتماعية الفلسطينية بمستوى التعاون والتنسيق بين وزارتها ووزارة التضامن الاجتماعي من خلال الوزيرة مايا مرسي من أجل تقديم المساعدات لأهالي غزة، مؤكدا أن الجانبين يعملان معا من أجل تحفيف معاناة الشعب الفلسطيني الكبيرة.
وأوضحت أن وزارة التضامن الاجتماعي تقدم المزيد من المساعدات أيضا للفلسطينيين العالقين في مصر من جرحى وطلاب ومن تواجدوا مع المصابين وهذا ليس بجديد على مصر العروبة، مؤكدة أن الاتصالات مستمرة ولا تنقطع من أجل العمل سويا لتقديم الدعم المصري للشعب الفلسطيني وعبر كافة المؤسسات المصرية المعنية أيضا.
ووصفت الوزيرة الفلسطينية، حجم المعاناة والكارثة في فلسطين سواء في غزة أو الضفة كبيرة للغاية في ظل استمرار آلة الحرب الإسرائيلية والعدوان على أهالي غزة بجانب الانتهاكات والإجراءات والاعتقالات في الضفة، معربة عن أملها في استمرار المزيد من التعاون والتنسيق مع مصر والدول العربية من أجل ضخ المزيد من المساعدات لرفع هذه المعاناة.
وأشارت إلى أن هناك أملا كبيرا لدى الشعب الفلسطيني من استمرار الضغط الذي تقوم به مصر والأردن لإنفاذ المزيد من المساعدات لأهالي غزة، مؤكدة أن القيادة الفلسطينية على تواصل وتنسيق مستمر مع القيادة المصرية والأردنية نظرا لموقفهما التاريخي مع القضية الفلسطينية العادلة.
واعتبرت معوقات سلطات الاحتلال ضد إنفاذ المساعدات يزيد من الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، معربة عن أسفها بأن المساعدات لا تزيد بل تقل يوما بعد يوم نظرا لإجراءات الاحتلال ورفضه إدخال المساعدات لاستخدام سلاح التجويع ضد الشعب الفلسطيني.
وبشأن دور وزارة التنمية الاجتماعية الفلسطينية في غزة مع استمرار هذه الإجراءات الإسرائيلية، كشفت الدكتورة سماح حمد أن وزارة التنمية الاجتماعية الفلسطينية تتعاون مع نظيرتها المصرية والهلال الأحمر المصري وكذلك مع الأردن من أجل التواصل مع أهالي غزة وتقديم المساعدات لهم، ولكن للأسف نظرا للمضايقات الإسرائيلية هناك العديد من المساعدات ترجع مرة أخرى دون وصولها إلى غزة.
ولفتت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يفرض حصارا كبيرا على قطاع غزة وخصوصا في الشمال وبالتالي بات أهالي غزة في حالة مجاعة حقيقية وليس كما يقال إنهم على وشك مجاعة، مؤكدة أن أهالي غزة في مجاعة واقعية أمام أعين العالم نظرا للإجراءات الإسرائيلية التي تضرب بعرض الحائط كافة القوانين الدولية والإنسانية في حالة الحرب.
وتابعت أن أطفال فلسطين الأحياء منهم في قطاع غزة يعانون حاليا من سوء تغذية نظرا لحالة التجويع التي يعيشون فيها وهناك من ولد منهم في ظل الحرب ومازال العام الأول من عمرهم مع الحرب وبالتالي لا يوجد لهم أي سبل للحياة ويتعرضون للموت جوعا، مشيرة إلى أن هناك جيلا وقد يكون أجيالا قادمة في فلسطين سيعانون من سوء التغذية وربما الموت جوعا.
وعن التعاون والتنسيق مع الأردن، أكدت وزيرة التنمية الاجتماعية الفلسطينية، أن الأردن يقدم العديد من المساعدات إلى الضفة وغزة أيضا في ظل إجراءات الاحتلال، مشيرة إلى أن هناك حالة من القهر دائما نشعر بها حينما يتم تجهيز قوافل المساعدات لإرسالها سواء إلى غزة أو الضفة وتصل إلى نقطة قريبة ولكن يرفض الاحتلال إدخالها وتعود مرة أخرى إلى عمان.
وشددت على ضرورة عدم الاستسلام لهذه الإجراءات واستخدام كافة وسائل الضغط على دولة الاحتلال من أجل السماح بإنفاذ المزيد من المساعدات من جانب الأردن إلى القطاع أو الضفة، مؤكدة أن الشارع الفلسطيني وكافة الشعب أطياف الشعب الفلسطيني تقدر غاليا الدور المصري والأردني من أجل إدخال المساعدات وتقديم الدعم.
وثمنت دعوة العاهل الأردني الدائمة سواء في الأمم المتحدة أو في القمة العربية الإسلامية بالرياض مؤخرا بضرورة فتح المجال لمزيد من المساعدات عبر جسر قوافل لا ينقطع بأي طريقة أو وسيلة للوصول إلى أهالي غزة، معربة عن أملها أن يتعاطى العالم سواء العربي أو الدولي مع هذه الدعوة الإنسانية الهامة والمصيرية.
وحول أهم التوصيات التي خرج بها المؤتمر الدولي حول الطفل الفلسطيني والذي اختتمت أعماله مؤخرا في عمان، قالت وزيرة التنمية الاجتماعية الفلسطينية، إن انعقاد المؤتمر في حد ذاته يأتي في وقت مهم للغاية في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة، مشيرة إلى أن الطفل الفلسطيني يعاني من الحرب الإسرائيلية المستمرة لأكثر من عام وسط صمت دولي حول حقوق هذا الطفل.
وأشارت إلى أن الأطفال الفلسطينيين يقتلون أمام أعين العالم دون أن يتحرك ويوقف هذا العدوان على الطفولة والإنسانية، موضحة أن المؤتمر جاء من أجل أن يوضح هذه الانتهاكات الإنسانية في ظل الحرب للعالم وتواكب مع اليوم العالمي للطفل في رسالة واضحة بأن الطفل في فلسطين يتم إبادته.
وأوضحت أن هناك أكثر من 15 ألف طفلا شهيدا، منهم 786 طفلا أعمارهم أقل من عام، فيما لا يزال الآلاف تحت الأنقاض، وأكثر من 22 ألف طفل أصبحوا أيتاما منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر 2023، منوهة إلى أن مئات الأُسر الفلسطينية أُبيدت بأكملها وشُطبت من السجل المدني في غزة أغلبهم أطفال ونساء.
ونوهت إلى أن أطفال غزة الذين عانوا التشرد والجوع والبرد، لم يعودوا يتمنون بيتا بسقف يحميهم، بل أصبح أقصى أحلامهم خيمة بسيطة تقيهم برد الشتاء القارس والذي حل في الأراضي الفلسطينية، مشيرة إلى أن العالم فقد مصدقيته وعدالته وبالتالي هذا المؤتمر هو رسالة للعالم بحجم هذه المعاناة.
وكشفت وزيرة التنمية الاجتماعية الفلسطينية، عن قيام الحكومة الفلسطينية من خلال وزارة الصحة، ودعم من منظمتي الصحة العالمية واليونيسف، من القيام بجولات تطعيم شلل الأطفال، حتى وسط القصف المستمر، مستهدفة حوالي 650 ألف طفل، في محاولة لحمايتهم من هذا المرض الذي تخلصت منه فلسطين منذ عام 2004، بعد تشخيص آخر حالة في غزة عام 1984، لكنه عاد هذا المرض مع استمرار العدوان وقلة الغذاء ليهدد الأطفال في غزة مجددا.
وحول رسالة وزارة التنمية الاجتماعية الفلسطينية للعالم في ظل هذه الظروف الصعبة، قالت الدكتورة سماح حمد إن رسالتنا للعالم واضحة ولا غيرها "أوقفوا هذه الحرب فورا" الشعب الفلسطيني وأطفاله ونسائه يتم إبادتهم في غزة والتنكيل بهم في الضفة، مشددة على ضرورة وقف الحرب وإنهاء الاحتلال فورا كحق للشعب الفلسطيني أن يعيش كباقي شعوب العالم.
ودعت وزيرة التنمية الاجتماعية الفلسطينية ضمير العالم والمجتمع الدولي أن ينظر بنظرة إنسانية إلى أطفال غزة ويسأل نفسهم سؤلا...هل هناك إنسانية فيما يحدث لهم من قتل وتشريد وتجويع؟ مؤكدا أن الصمود سيكون دائما وأبدا عنوان الشعب الفلسطيني في ظل الصمت الدولي وفقدان الإنسانية العالمية.