تواجه قمة مؤتمر الأطراف "كوب 29" المنعقدة في أذربيجان تحديًا كبيرًا مع استمرار المفاوضات في وقت متأخر من الليل، حيث بدأت الوفود تغادر تباعًا، مما يهدد بفقدان النصاب القانوني المطلوب لاتخاذ القرارات.
وتشهد القمة، التي دخلت مرحلة من الفوضى والارتباك مع مغادرة وفود الدول الأقل نموًا والدول الجزرية الصغيرة النامية، حالة من الجمود قد تعرقل سير المفاوضات -وفق ما نقلته صحيفة الجارديان البريطانية اليوم "السبت".
ووفقًا لقواعد الإجراءات الخاصة باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، يتطلب اتخاذ القرارات حضور ثلثي الأطراف المشاركة في المفاوضات، أي 130 من أصل 195 طرفًا في اتفاق باريس أو 132 من أصل 198 في الاتفاقية الإطارية، وإذا لم يتمكن المفاوضون من الحفاظ على هذا العدد من الحضور، فإن القمة قد تفقد النصاب القانوني، مما يعرض الاتفاقات المستقبلية للخطر.
وذكرت الصحيفة أن القلق المتزايد هو أنه رغم الرغبة في استكمال المفاوضات، فإن العديد من الوفود ستكون قد بدأت في العودة إلى بلدانها مع اقتراب نهاية القمة، مما قد يؤدي إلى فقدان النصاب،وهذه المخاوف تذكر بما حدث في مفاوضات التنوع البيولوجي في كوب 16 في كولومبيا، حيث تم تعليق المفاوضات بسبب فقدان النصاب.
وإذا حدث ذلك في باكو، فمن المتوقع أن يتم تعليق المحادثات إلى أن يتم تحديد موعد جديد لاستئنافها في ما يسمى "COP-bis"، وهو مصطلح لاتيني يعني "مرتين" أو "مجدداً"، وقد حدث ذلك سابقًا في قمة كوب 6 في لاهاي عام 2000، حيث استؤنفت المفاوضات في الصيف التالي في بون.
وهذا التحدي يضيف مزيدًا من الضغط على المفاوضات ويثير تساؤلات حول قدرة القمة على تحقيق تقدم ملموس في قضايا تغير المناخ والاتفاقات الدولية المترتبة عليها.