اجتمع وزراء خارجية مجموعة السبع الكبرى في بلدة فيوجي الإيطالية، وسط خلافات واضحة حول استجابة المجموعة لمذكرة الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعدد من الشخصيات البارزة والتي من أهمها وزير الدفاع السابق يوآف جالانت والقائد العسكري في حركة حماس، محمد ضيف، فضلا عن مناقشة تفاقم الأوضاع في الشرق الأوسط.
انقسامات بداخل مجموعة السبع
يقود وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني، حكومة ائتلافية تشهد انقسامات حول القرار إذ اقر بأنه يجب على الدول السبع الاتحاد، وأعرب عن أمله في توحيد موقف المجموعة بشأن القضية.
ومن جهة أخرى، عبرت الولايات المتحدة عن رفضها القاطع لقرار المحكمة، واصفة إياه بـ"المخزي"، في حين دعمته دول مثل تركيا ومنظمات حقوق الإنسان، مما زاد من حدة الخلاف داخل المجموعة.
تحمل مذكرة التوقيف، التي تتهم نتنياهو ورفاقه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، تداعيات سياسية وقانونية عميقة، فإسرائيل، التي وصفت القرار بـ"العبثي"، تخشى أن يؤدي إلى تصعيد الضغوط الدولية عليها.
وفي المقابل، أعلنت بعض الدول الأوروبية استعدادها لتنفيذ المذكرة حال دخول نتنياهو أراضيها، بينما لا تزال دول أخرى تدرس خياراتها.
بينما تُختتم الاجتماعات غدا الثلاثاء، فلا يزال مستقبل الموقف الموحد بشأن مذكرة الجنائية الدولية غير واضح، ورغم تأكيد بعض الوزراء على أهمية التفاوض مع نتنياهو لتحقيق السلام، فإن الانقسام حول شرعية القرار وفعاليته يعكس تحديات أوسع تواجه المجتمع الدولي في معالجة الأزمات العالمية.
تتجاوز الأزمة حدود الشرق الأوسط، إذ جاءت مذكرة الجنائية الدولية في ظل اضطرابات سياسية واقتصادية عالمية، وناقش وزراء مجموعة السبع أيضًا تأثير القرار على العلاقات الدولية، خصوصًا في ظل انقسام المواقف بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين.
مجموعة السبع وأزمات الشرق الأوسط
لم تقتصر مناقشات وزراء مجموعة السبع على مذكرة المحكمة، إذ سيطر الوضع في الشرق الأوسط على جدول أعمال الاجتماع، وتركزت المداولات حول إمكانية التوصل إلى وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، بالتزامن مع الجهود الدولية لتهدئة الأوضاع في غزة.
وأشارت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى أن الزخم للتوصل إلى هدنة في لبنان أصبح أقرب مما كان عليه في الأسابيع الماضية، مؤكدة أهمية الحوار مع دول الخليج والدول العربية لتحقيق هذا الهدف.
إلى جانب التركيز على الشرق الأوسط، استعرض الوزراء قضايا أخرى، بما في ذلك استمرار الدعم لأوكرانيا في مواجهة الحرب الروسية، التوترات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، والأزمات المستمرة في هايتي والسودان.
محاولات لتوحيد الصفوف
رغم الخلافات، سعى وزراء مجموعة السبع لتوحيد رؤيتهم بشأن القضايا الدولية، حيث دعا تاجاني نظراءه من دول الخليج ومصر والأردن للمشاركة في النقاشات، مؤكداً أن "الحلول المستدامة تتطلب تعاونًا دوليًا".
مجموعة السبع
تعد مجموعة السبع (G7) منتدى اقتصادي وسياسي يتألف من سبع دول صناعية كبرى، تعتبر من بين الأكثر تقدمًا اقتصاديًا وتكنولوجيًا في العالم.
وتهدف المجموعة إلى مناقشة قضايا الاقتصاد العالمي والتجارة والسياسة والطاقة والأمن، والعمل على تحقيق الاستقرار الاقتصادي والتعاون الدولي.
تأسست المجموعة في عام 1975 بمبادرة من فرنسا في أعقاب الأزمات الاقتصادية التي شهدها العالم في أوائل السبعينيات، مثل أزمة النفط وانخفاض معدلات النمو الاقتصادي.
انضمت كندا في عام 1976 لتصبح المجموعة سبع دول، ومن بين الدول الأعضاء: الولايات المتحدة، كندا، اليابان، ألمانيا، فرنسا، إيطاليا، المملكة المتحدة.
طبيعة عمل مجموعة السبع
يجتمع قادة الدول الأعضاء سنويًا في قمة رسمية لمناقشة أهم التحديات العالمية مثل النمو الاقتصادي، التجارة الدولية، تغير المناخ، الأمن، الصحة، والقضايا الجيوسياسية، ويشارك في الاجتماعات ممثلو الاتحاد الأوروبي، لكن الاتحاد ليس عضوًا كاملاً.
أهداف المجموعة
تهدف مجموعة السبع إلى تعزيز التنمية الاقتصادية والاستقرار المالي، دعم التجارة الحرة والعادلة، معالجة التحديات العالمية مثل الفقر وتغير المناخ، تعزيز الأمن الدولي والتعاون في مواجهة الأزمات.