قال الدكتور محمد هيكل، الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، بأن إيقاف إطلاق النار الحالي في المنطقة، في ظل السعي الأمريكي والدولي للقضاء على حزب الله، هو تحدٍ بالغ الصعوبة من منظور استراتيجي.
وأضاف هيكل، في تصريح خاص لـ"بوابة دار الهلال"، أن اختيار رئيس جديد للبنان في ظل الظروف المعقدة التي تعيشها البلاد يعد مهمة صعبة للغاية، وأن التعرف على هوية الرئيس المحتمل قد يستغرق وقتًا طويلًا.
وبشأن اتفاق الهدنة الحالي، الذي يمتد لـ60 يومًا، أوضح هيكل أن موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على هذه الهدنة تعود إلى الإرهاق الكبير الذي يعاني منه الجيش الإسرائيلي، وهو أمر أكدت عليه تقارير عديدة في الصحافة الإسرائيلية.
كما أشار إلى الجدل الداخلي في إسرائيل بشأن قانون إعفاء اليهود الحريديم من الخدمة العسكرية، موضحًا أن وقف إطلاق النار مع لبنان سيؤدي إلى عودة بعض المجندين إلى الداخل الإسرائيلي، ما يخفف الضغط عن الجيش ويساعد في تمرير القانون دون معارضة شعبية كبيرة.
وأضاف هيكل أن الاحتجاجات الواسعة التي تشهدها إسرائيل في الوقت السابق تعود بالأساس إلى هذا القانون، وأن استمرار الحرب مع لبنان كان سيمنع تمريره.
وأكد أن نتنياهو وحكومته لجأوا إلى إنهاء الحرب مؤقتًا لتأمين تمرير القانون وتجنب الضغوط الشعبية، إلى جانب تأجيل تصفية قيادات حزب الله لوقت لاحق.
وأشار هيكل إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يعيش أيامه الأخيرة في البيت الأبيض، وأن الفترة الحالية حساسة للغاية في ظل الخلافات العميقة السابقة بين إدارته ونتنياهو.
وأكمل: أن بايدن، رغم هذه الخلافات، يسعى لتقديم هدية لنتنياهو قبل مغادرته الرئاسة، مشيرًا إلى أن بايدن يدرك أهمية تجنب صدام جديد مع الحزب الديمقراطي.
وتوقع هيكل أن نتنياهو لن يوقف الحرب مع الفلسطينيين بشكل كامل إلا بعد عودة دونالد ترامب إلى السلطة، موضحًا أن الهدف الإسرائيلي الحقيقي في غزة يتمثل في التوسع الاستيطاني، وهذا ما نراه من الدعوات أنصار اليمين المتطرف في الداخل الإسرائيلي ودعواتهم العلنية للاستيطان بداخل الأراضي الفلسطينية.
كما أشار إلى أن إنهاء الحرب مع الفلسطينيين قد يفتح الباب أمام محاكمات لنتنياهو بتهم الفساد والفشل العسكري، ما يجعله يسعى لتجنب هذا السيناريو.
وفيما يتعلق بالموقف الأمريكي، أكد هيكل أن إدارة بايدن تسعى لتحقيق إنجازات على صعيد السياسة الخارجية، لكنها لم تحقق نجاحات ملموسة في الشرق الأوسط.
وأضاف أن بايدن قد يسعى لإبرام هدنة قصيرة في غزة لتجميل صورته قبل مغادرته البيت الأبيض، واصفًا هذه الخطوة بأنها محاولة لتحقيق مكاسب رمزية في الأشهر الأخيرة من حكمه.