أكد الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان أن تركيا وسلطنة عمان سيبدآن حقبة جديدة من التعاون في مجال الطاقة، مع بدء استيراد الغاز الطبيعي المُسال من سلطنة عُمان، بدءًا من العام 2025، بالإضافة إلى التعاون في مجال الصناعات الدفاعية.
وقال أردوغان ـ في كلمة ألقاها خلال حفل التوقيع على 10 اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين تركيا وسلطنة عمان خلال "زيارة الدولة" التي قام بها سلطان عمان هيثم بن طارق إلى تركيا اليوم الخميس ، وفقا لوكالة الأنباء العمانية - إنه مع خلال التوقيع على الاتفاقيات ومذكرات التفاهم يسعى البلدان إلى رفع حجم العلاقات الاقتصادية والتجارية بما يعكس إمكاناتهما الحالية إلى 5 مليارات دولار في المرحلة الأولى.
وأضاف أنه ناقش مع سلطان عمان ـ خلال محادثات رسمية اليوم، في إطار الزيارة الرسميّة الأولى رفيعة المستوى منذ بدء العلاقات الدبلوماسيّة بين البلدين ـ الخطوات التي يمكن اتخاذُها لتعزيز العلاقات بين البلدين، التي تشمل مجالات متنوعة لإرساء طابع مؤسّسي على هذه العلاقات، وخيارات إنشاء آلية التعاون الاستشاري.
ولفت إلى أن جلسة المباحثات تطرّقت للتطورات التي تشهدها المنطقة، مقدّرا دعم سلطنة عُمان للجهود الرامية لحلّ القضايا الدولية والإقليمية عبر الحوار والتشاور والتعاون ومشاركة وجهات نظرها حيال هذه القضايا، أهمها ضرورة تعزيز التعاون الملموس والشامل بين الدول الإسلامية ومواجهة المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين والاعتداءات التي تهدّد أمن المنطقة.
وعبّر أردوغان عن تقديره البالغ للجهود التي بذلها السُّلطان هيثم بن طارق في القضية اليمنيّة والعديد من القضايا الأخرى التي تهم المنطقة من خلال تحمّل المسؤولية والعمل على تحقيق السلام.
من جانبه، أكد سلطان عمان على عمق العلاقات التاريخيّة بين البلدين، معربا عن تطلعه لتعزيز هذه العلاقات في كافة المجالات ذات المنافع الحيويّة للبلدين من أجل مستقبل واعد لمزيد من النماء والازدهار، ومستقبلٍ يتمثّل في الرؤية المشتركة، التي سيعمل عليها البلدان في المرحلة المقبلة.
وأشار الى أنه وجّه أعضاءَ الحكومة العُمانية بمواصلة العمل الدؤوب مع نظرائهم لدى الجانب التركي، وإيلاء الأولوية اللازمة لمجالات التعاون الحيوية، أملا في زيادة حجم التبادل التجاري، وتشجيع إقامة المشاريع الاستثمارية المشتركة من خلال الصندوق الاستثماري المشترك، الذي تمّ تدشينه اليوم في عدد من القطاعات الاستراتيجية وخاصة في الصناعات المرتبطة بالطاقة المتجدّدة والصناعات الدّفاعية، والتعاون بين المؤسّسات التعليميّة في البلدين لتطوير البحث والابتكار في مجالات التقنية والرعاية الصحيّة والأمن الغذائي وغيرها من المشاريع.
وأكّد على أهمية مواصلة التعاون الثقافي بما يُسهم في إثراء المعرفة والتلاقي الحضاري بين الشعوب ، وقال "إنّ بلديْنا يشتركان في الالتزام الثابت بدعم جهود السلام والاستقرار، وإننا نثمِّن المساعي التي تُبذَل لتعزيز التعاون الإقليمي، مُعرِبين عن تقديرنا الكبير للمواقف التركية تجاه القضايا المحورية التي تمسُّ منطقتنا، حيث نواصل تمسّكنا بالثوابت لتحقيق حلٍّ عادلٍ وشاملٍ للقضية الفلسطينية على أساس حلّ الدولتين، وإننا على ثقة بدعم تركيا القويّ لهذا الهدف المشروع تحقيقًا للعدالة والسّلام للجميع".
وشمل التوقيعُ اتفاقيتين في مجالَي الاستثمار المشترك والصحة، و8 مذكرات تفاهم في مجالات المشاورات السياسيّة وترويج الاستثمار والثروة الزراعيّة والسمكيّة والحيوانيّة والمائيّة والعمل والتشغيل وريادة الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والتعاون بين البنوك المركزية والتعاون الثقافي.