أكد محافظ الغربية أشرف الجندي،أن مكتبة المحلة العامة، والتي تعد من أقدم وأعرق المنارات الثقافية وتم إنشاؤها عام 1936، شهدت نهضة تنموية كبرى ، في عهد الجمهورية الجديدة ، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي ، من خلال تطوير ورفع كفاءة المبنى والأثاث و تجهيزها بوسائل تكنولوجية حديثة بجانب إضافة قاعة ملحقة بالمبنى وزيادة عدد الكتب والمجلدات والمراجع في مختلف المجالات العلمية والأدبية والفنية ، ما ادى إلى زيادة عدد المترددين بالمكتبة .
وأوضح المحافظ في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم /الجمعة / أن مكتبة المحلة العامة كانت تسمي في بداية إنشاؤها مكتبة البلدية التاريخية والتي كانت جزءا من مبنى المجلس البلدى القديم وظلت منذ هذا التاريخ بمثابة منارة ثقافية لكل أهل المحلة على مدار تلك السنين وساهمت في بناء شخصيات العديد من الأدباء والشعراء والمفكرين أمثال الأديب والروائي الكبير سعيد الكفراوى وجار النبى الحلو أحد رواد القصة القصيرة في مصر والشاعر والزجال حيدر محمد إمام والدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق والكاتب الدكتور محمد المنسى قنديل الحاصل على جائزة الدولة التشجيعية عام 88 وغيرهم من عشرات الأدباء والمفكرين والشعراء .
وأشاد المحافظ بالدور الهام الذي تلعبه مكتبة المحلة العامة في خدمة أهالي المدينة وضواحيها، خلال الوقت الحالي خاصة وأنها تمثل وجهة ثقافية رئيسية للطلاب والباحثين والمثقفين، وتوفر خدماتها مجانًا لروادها، إلى جانب إتاحة نظام الاستعارة الداخلية والخارجية، مما يتيح للجميع فرصة الاستفادة من محتواها العلمي والثقافي وإعادة الكتب بعد استخدامها، لتعزز بذلك دورها كمركز لنشر المعرفة وبناء الوعي.
ومن جانبه.. قال رئيس مركز ومدينة المحله الكبرى، محمد حنتوش، إن المكتبة تعد من أقدم واعرق المنارات الثقافية بمنطقة وجه بحري بالكامل، والتي كانت ومازالت منارة ثقافية لآلاف المثقفين في كافة ارجاء مدينة المحلة، وتقع في موقع استراتيجي هام في وسط المدينة بجوار مجلس مدينة المحلة.
وبدوره.. أشار أستاذ دراسات المعلومات بكلية الآداب جامعة طنطا، أحمد عبادة العربي، إلى أن مكتبة المحلة العامة تعتبر منارة ثقافية وسط دلتا النيل، وتعد واحدة من أبرز المعالم الثقافية في مدينة المحلة الكبرى، وهي شاهد حي على الدور الريادي الذي تلعبه المكتبات العامة في تعزيز الثقافة والتعليم، حيث تجمع بين التراث الثقافي والحداثة التكنولوجية لتلبية احتياجات مختلف فئات المجتمع.
وقال إن المكتبة استضافت العديد من الفعاليات الأدبية والفكرية، وساهمت في إثراء المشهد الثقافي للمدينة، ومع مرور السنوات، تطورت المكتبة لتواكب التطورات التكنولوجية الحديثة، مما جعلها مركزًا ليس فقط للكتب المطبوعة ولكن أيضًا للمصادر الرقمية.
وأوضح أن المكتبة تتميز بتنوع أقسامها التي تُلبي احتياجات كافة الزوار منها قسم الكتب والمراجع: والذي يحتوي على آلاف الكتب في مختلف المجالات، بدءًا من الأدب والتاريخ وصولاً إلى العلوم والتكنولوجيا ، و يضم قسم خاص للأطفال والشباب، يُشجعهم على القراءة منذ سن مبكرة.
وأضاف أن المكتبة تحتوى على قاعة للقراءة، والتي تعتبر مكانًا هادئًا ومثاليًا للطلاب والباحثين، يمكنهم من التركيز وإنجاز دراستهم في جو من الهدوء..كما تحتوى على قسم للمصادر الإلكترونية ، والتي عملت المكتبة على تخصيصه مع تطور التكنولوجيا، والذي يمكن الزوار الوصول إلى كتب إلكترونية، دوريات علمية، ومقالات بحثية من خلال أجهزة الكمبيوتر الموجودة بالمكتبة، فضلا عن أن المكتبة تحتوى على قاعة الأنشطة والفعاليات وتُستخدم لتنظيم ورش العمل، المحاضرات، والندوات الثقافية التي تُثري حياة سكان المحلة،فضلا عن تنظيم فعاليات متنوعة مثل أمسيات شعرية، مناقشات أدبية، وبرامج تدريبية لتنمية المهارات الشخصية والمهنية، وعروض فنية، ما يجعلها مركز يجمع بين مختلف الفئات العمرية والاجتماعية تحت سقف واحد.
وأكد أن مكتبة المحلة العامة تعد رمزًا للمعرفة والثقافة خاصة وأنها ليست مجرد مكان لتخزين الكتب، بل هي فضاء يُلهم الزوار ويُحفزهم على التفكير والإبداع. ومع استمرار دعم المجتمع المحلي والجهات الحكومية، يمكن لهذه المكتبة أن تظل منارة ثقافية مشعة لسنوات قادمة.
ومن جهته.. قال مدير المكتبة العامة بالمحلة الكبرى، أحمد بهلول، إن المكتبة كانت على امتداد تاريخها الطويل بمثابة جامعة لتخريج المبدعين من الشعراء والقصاصين والمؤلفين وكتاب الدراما والروايات وكان أشهرهم: الدكتور عبد الحليم عويس أستاذ الحضارة الإسلامية بالمملكة العربية السعودية، الشاعر محمد فريد أبو سعدة، السيناريست عبد الحي أديب، وغيرهم من عمالقة الأدب والفكر من أبناء المدينة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن المكتبة تفتح أبوابها أمام جمهورها من المفكرين والمثقفين ، والأدباء والعلماء من الساعة 8 صباحا حتي 7مساء وتعمل طوال الأسبوع وتحتوى على جميع مجالات المعرفة سواء في الأدب والتاريخ والفلسفة والمنطق ، والترجمة باللغة الانجليزية والفرنسية ، بجانب كتب عن القانون والفنون، وتم إضافة قسم جديد وهو خاص للاطفال والذي يقدم قصص ورسوم وغيرها من ما يهم الطفل .
ولفت إلى أن تاريخ المكتبات العامة في مصر شهد رحلة طويلة للمنارة والمعرفة عبر العصور، خاصة وأن المكتبات العامة تعد من أقدم وأهم المؤسسات الثقافية على أرض الكنانة، حيث ارتبطت دائمًا بنشر المعرفة وتعزيز التعليم، وبدأت منذ الحضارة الفرعونية واستمرت حتى العصر الحديث، مما يجعلها رمزًا للريادة الثقافية في المنطقة.
وأضاف أنه مع دخول الإسلام، شهدت المكتبات في مصر نهضة جديدة وأصبحت مكونًا رئيسيًا في المساجد والمدارس، حيث جمعت بين العلوم الدينية والدنيوية، و تأسست مكتبة الأزهر، والتي ما زالت قائمة حتى اليوم، كمركز لنشر العلوم الإسلامية وغيرها .
وتابع أن الخلفاء الفاطميين أيضًا قاموا بإنشاء مكتبات ضخمة مثل مكتبة "دار العلم"، التي كانت مفتوحة للجمهور، وهذا التطور جعل مصر مركزًا حضاريًا وثقافيًا خلال العصور الإسلامية، وازدهرت حركة الترجمة وتأليف الكتب..وشهد القرن التاسع عشر تطورًا كبيرًا في مجال المكتبات، خاصة مع حكم محمد علي ، الذي أطلق العديد من الإصلاحات التعليمية، فضلا عن تأسيس المكتبة الخديوية (دار الكتب المصرية) عام 1870 في عهد الخديوي إسماعيل، لتكون أول مكتبة عامة حديثة في مصر، وأصبحت هذه المكتبة مركزًا وطنيًا لحفظ الكتب والمخطوطات النادرة، ومع مرور الوقت، ظهرت مكتبات عامة في المدن الكبرى مثل القاهرة، الإسكندرية، والمحلة الكبرى، و كان الهدف من هذه المكتبات هو توفير مصادر المعرفة للجميع، مما ساعد في نشر التعليم والثقافة.