بعد أن خيم الهدوء على لبنان، تتجه الأنظار في الوقت الراهن نحو قطاع غزة الذي يشهد حرب إبادة إسرائيلية منذ نحو 14 شهرًا على أمل أن تدفع التحركات الدولية نحو اتفاق لوقف إطلاق النار، يجلب الأمن والهدوء إلى الشعب الفلسطيني.
ومن جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إنه قد يوافق على وقف إطلاق النار بقطاع غزة وليس إنهاء الحرب، مشيرًا في الوقت ذاته، إلى أنه بعد استهداف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وفصل الجبهات بين غزة ولبنان، تغيرت شروط صفقة التبادل لمصلحة إسرائيل، وفق قوله.
وبالمقابل، تتمسك حركة حماس بتحقيق وقف فوري وكامل لإطلاق النارفي قطاع غزة، وانسحاب القوات الإسرائيلية إلى محاذاة الحدود، وأكدت مرارًا أنها لن تقبل بأقل من ذلك.
دفعة أخيرة
وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، الثلاثاء الماضي، أن بلاده ستعمل بمعية تركيا ومصر وقطر وإسرائيل ودول أخرى على بذل مزيد من الجهود خلال الأيام المقبلة لوقف إطلاق النار في غزة.
وفي هذا الإطار، قال مسؤولون غربيون، إن إسرائيل لا تبدو مهتمة بتقديم تنازلات، وإنها ما تزال متشككة في الأفكار الأمريكية والعربية لإدارة غزة بعد الحرب.
وأكدوا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ينتظر تولي ترامب منصبه قبل تغيير موقفه من المحادثات مع حركة حماس، وأن الحركة تسعى للبقاء في السلطة بعد إبرام اتفاق وقف إطلاق النار.
وهو ما ذهبت إليه صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، حيث أكدت أن "نتنياهو" قد يختار الانتظار حتى نهاية ولاية الرئيس الأمريكي جو بايدن، على أمل أن تمنحه الإدارة الجديدة بقيادة دونالد ترامب مرونة أكبر لمواصلة الحرب ضد حماس.
وأوضحت "وول ستريت جورنال"، أنه في حال تمكن "بايدن" من التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس في الأسابيع المقبلة فقد يزعم ترامب أنه السبب في تحقيق ذلك.
في سياق متصل، قالت صحيفة "معاريف" العبرية، إن أعضاء في الحكومة الإسرائيلية يحاولون استخدام اتفاق لبنان لاستئناف المفاوضات مع حماس، بهدف التوصل إلى اتفاق قصير المدى يتيح إطلاق سراح عدد محدود من الأسرى، أملًا أن يمنح ذلك زخمًا للتوصل إلى صفقة أكبر.
وقال محللون لـ"معاريف"، إن هناك فجوات كبيرة بين إسرائيل وحماس، موضحين أن الائتلاف الحكومي بإسرائيل يعتمد على دعم أعضاء الكنيست الذين دعوا إلى النصر الكامل في غزة، ومن غير المرجح أن يقبلوا وقفًا لإطلاق النار مع حماس.
وعلى مدى نحو عام كامل، أجرت مصر وقطر بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، مفاوضات غير مباشرة ومتعثرة، بين حركة حماس وإسرائيل، باءت جميعها بالفشل جراء عدم تجاوب الأخيرة مع مطالب الأولى، التي تتمسك بتحقيق وقف فوري ودائم لإطلاق النار.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربًا مدمرة ضد قطاع غزة، خلفت أكثر من 149 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وفي موازة ذلك، وسع الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر إجمالًا عن مقتل 797 فلسطينيًا، وإصابة نحو 6 آلاف و600، وفق معطيات رسمية فلسطينية.