في ظل استمرار الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ووصوله الصراع إلى أعنف من سابقيه، خاصة بعد مهاجمة الجيش الأوكراني للعمق الروسي بصواريخ أمريكية، بالإضافة إلى احتلال جزء من الحدود الروسية بعمق 10 كليومترات، وما تبعه من التهديدات النووية الروسية للناتو والولايات المتحدة، نتج عن كل ذلك مساهمات دولية لحل الأزمة أشهرها خطة كيلوج.
خطة كيلوج
يسعى الرئيس دونالد ترامب إلى التهدئة بين الجانبين الروسي والأوكراني، وذلك عبر تعيين الجنرال السابق كيث كيلوج، والذي سوف يكون مبعوثا خاصة إلى روسيا وأوكرانيا، والذي شغل منصب رئيس موظفي مجلس الأمن القومي خلال الولاية الأولى لترامب.
كشفت خطة كيلوغ لأول مرة في يونيو الماضي من العام الحالي، وهي تهدف إلى وقف إطلاق النار ومع الضغط على كلا الطرفين للجلوس إلى طاولة المفاوضات.
اقترحت تلك الخطة تقديم تنازلات متبادلة بين الولايات المتحدة وروسيا، والتي من ضمنها رفع جزئي للعقوبات المفروضة على روسيا، ولكن مع عدم الاعتراف بالسيطرة الروسية على المناطق التي استولت عليها موسكو منذ اندلاع الحرب.
خطة كيلوج.. ردود الأفعال
وتحدث الباحث في الشؤون الأمريكية مالك دوداكوف عن البند الأكثر جدلا في خطة كيلوج، ألا وهو: تجميد الوضع القائم ورفع العقوبات جزئيًا عن الجانب الروسي، ووصفه بأنه غير واقعي في الوقت الحالي وأن بعض البنود التي وضعت في السابق في تلك الخطة، أصبحت لا تناسب الوضع الحالي، لانها أُعدت في سياق سياسي مختلف تمامًا عما هو عليه الآن.
وفي نفس سياق ردود الأفعال على تلك البنود، قال البروفيسور الفنلندي توماس مالينين، على منصة X أن تلك النود غير قابلة للتطبيق على أرض الواقع، وأنه يجب الاعتراف بالأراضي التي استولى عليها الروس في تلك الحرب، والتي لن يتنازلوا عنها أبدا، وأكد أن أي حل للأزمة يتطلب تنازلات كبيرة من جميع الأطراف، وهو ما يراه مستبعدًا في الوقت الراهن.
الرئيس الأمريكي ترامب وخطة كيلوج
عبر ترامب على قدرة خطة كيلوج في الوقت الحالي لحل الأزمة ولو بالقوة، وقد وعد الرئيس الأمريكي المنتخب أنه وفي غضون 24 ساعة، بإمكانه حل الأزمة الروسية الأوكرانية، وهو وعد يراه العديد من المراقبين طموحًا إلى حد بعيد، خاصة في ظل التعقيدات الجيوسياسية الحالية.
محاور خطة كيلوج
وتشتمل خطة كيلوج على أربعة بنود رئيسية لحل الأزمة الروسية الأوكرانية: وقف إطلاق النار على طول خط المعركة الحالي دون السماح لأي طرف بإجراء تغييرات جغرافية إضافية، وإجبار موسكو وكييف على الدخول في محادثات سلام بوساطة أمريكية ودولية.
هذا وبالإضافة إلى، رفع العقوبات تدريجيًا، عن طريق تقديم حوافز اقتصادية لروسيا، شريطة التزامها باتفاق السلام، وتأجيل عضوية أوكرانيا في الناتو، وذلك لان انضمام الدولة الأوكرانية في الوقت الحالي إلى الحلف سوف يساعد في تأجيج الصراع.
رودو الفعل على خطة كيلوج في كييف وموسكو
أثار الإعلان عن تعيين الجنرال السابق كيلوج مخاوف كبيرة في الداخل الأوكراني، وذلك بسبب التنازلات الكبيرة للجانب الروسي التي من أهم بنود خطة كيلوج، والتي تعني عمليًا الاعتراف بالسيطرة الروسية على أجزاء من أراضيها.
وعلى الجانب الأخر، قال السفير مسعود معلوف، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الأمريكية، إن أوكرانيا تترقب بحذر رد الفعل الروسي، لكنها تدرك أن ترامب لا يُكنّ الكثير من المودة للرئيس الأوكراني زيلينسكي".
وأضاف أن ترامب، خلال ولايته الأولى، أظهر مواقف متشددة تجاه زيلينسكي بسبب رفض الأخير فتح تحقيقات تتعلق بنجل الرئيس الحالي جو بايدن.
وفي سياق أخر، فقد أبدت موسكو اهتمامًا بالخطة دون أن تعلن قبولها صراحة، وأوضح الدكتور آصف ملحم، مدير مركز "JSM" للأبحاث والدراسات، أن روسيا قد ترى في الخطة فرصة لتخفيف الضغط الدولي واستعادة بعض المكاسب الاقتصادية، لكنها في الوقت نفسه لن تتنازل بسهولة عن المناطق التي تعتبرها استراتيجية لأمنها القومي.
لم تلق الخطة إيجابيا في موسكو وكييف، بل أثارت أيضًا انتقادات من الحلفاء الأوروبيين للولايات المتحدة، الذين اعتبروا أنها قد تعني تخلي واشنطن عن التزامها بدعم أوكرانيا بشكل كامل.
وأشارت شبكة "سي إن إن" إلى أن بعض مستشاري ترامب يعملون على اقتراح مقترحات إضافية لإنشاء مناطق ذات حكم ذاتي في أوكرانيا كجزء من الحل.