جورج پيير سورا رسام ومصور فرنسي من كبار الفنانين المبدعين، ومن مؤسسي الحركة الانطباعية الجديدة، ظهرت موهبته الفنية منذ حداثته، حتى خلف سبع لوحات كبيرة، وأربعين من اللوحات والرسوم السريعة، و500 من الأوراق المرسومة، وكتب عدة مليئة بالرسوم السريعة.
وُلد جورج پيير سورا GeorgesPierre Seurat في مثل هذا اليوم 2 ديسمبر 1859 في باريس، عاش مع والدته وأخيه في كوميون باريس عام 1871، ظهرت موهبته الفنيه وحبه للرسم منذ حداثته، وثقل موهبته بحصوله على دورة تدريبية في عام 1875 عند النحات جوستان لوكيان.
التحق سورا وهو في السادسة عشرة بمدرسة الفنون الجميلة في عام 1878 حيث التقى هنري ليمان تلميذ أنكر، وأخذ سورا يصور النساء والرجال صوراً تقليدية.
عثر سورا في مكتبة المدرسة على كتاب كان مصدر إلهام له في مستقبل أيامه عنوانه: «مقالة عن تواقيع الفن الجلية» تأليف همبرت دو سوبرفيل وحفار من جنيف، يعالج الكتاب منهجاً مستقبلياً في علم الجمال، ويلقي الضوء على علاقة الخطوط بالصور.
كما تأثر سورا أيضاً بعالِم الجمال ديڤد سوتر الذي جمع بين الرياضيات وعلم الموسيقى، ولقد أظهر سورا من عمله الوجيز اهتماماً غير مألوف في أسس الفن الفكرية والعلمية.
ذهب الفنان إلى برست ليؤدي الخدمة الإلزامية عندما تم العشرين من عمره، ورسم هناك البحر والشواطئ والقوارب، ثم عاد إلى باريس في الخريف التالي ليشارك في المرسم فناناً آخر هو إدمون فرنسوا أمان جان.
استقل الصديقان مركب المسافرين إلى جزيرة كراند جات في الربيع، وعرض الفنان لوحاته في الصالة الرسمية حيث كانت الحكومة ترعى فيها المعرض السنوي أول مرة عام 1883، وعرض لوحات صور شخصية لأمه ولصديقه أمان جان.
بدأ سورا بإعداد دراسات ورسوم ولوحات على الخشب من أجل لوحته «حمام أسنيير» التي كانت تصور أشخاصاً يستحمون في نهر السين في يوم صيفي، ويستريحون على شاطئه، وتقدم بها للمشاركة في الصالون ورفضتها لجنة التحكيم عام 1884.
لم ييأس سورا وشارك بهذه اللوحة في معرض مؤسسة جماعة الفنانين المستقلين، وهي رابطة بلا حكام وبلا جوائز، حيث كان سورا في هذه المرحلة متأثراً بلوحات بوڤيس دو شاڤان الرمزية النصبية.
كما اجتمع بالكيميائي ميشيل يوجين شيڤرويل، وجرب وفقاً لنظرياته دوائر النور اللونية، ودرس تأثيراتها التي يمكن إنجازها بالألوان الثلاثة: الأصفر والأحمر والأزرق ومتمماتها.
وتوضح تلك الطريقة استخدام ثلاث توليفات من الألوان المتكاملة: أحمر وأصفر وأزرق وبرتقالي وبنفسجي وأصفر، وتعتمد هذه الطريقة على رسم المساحات اللونية على شكل بقع صغيرة منفصلة من ألوان أساسية متكاملة ينتج من تجمعها اللون المطلوب.
التقى بعدها سورا مصادفة بپول سينياك، فتابعا معاً نظريات الألوان التي ابتكرها العلماء وقتها، وبصفة خاصة نظرية «التباين والتوافق» ونظرية «تفاعل الألوان المتكاملة».
وفي عام 1885 ظل سورا يعمل في جزيرة لاگراند جات شتاءً، وفي كامب نورمندي الكبير صيفاً؛ وعلمه سينياك المعلم الانطباعي كميل بيسارو الذي تحول مؤقتاً إلى تقانة التنقيطية، حيث أنهى جورج سورا لوحته "لاغراند جات" وعَرَضها من 15 أيار حتى 15 حزيران في معرض الانطباعيين، فأثارت هذه اللوحة بتقانتها اهتماماً عظيماً.
أنهى سورا في عام 1887، رسم لوحة «المتكلّفات»، وفي عام 1888 ذهب مع سينياك إلى بروكسل ليشاهدا المعرض العشرين لمجموعة من الفنانين المستقلين، وشارك في معرض المستقلين عام 1889 بمناظر طبيعية.
أكمل جورج سورا رسم لوحته «الضوضاء» في عام 1890 التي شارك بها في المعرض العشرين في بروكسل، كما صور لوحة «الشابة التي تتبرج».
كما قضى ذلك الصيف في گراڤلين حيث صور الكثير من المناظر الطبيعية، ورسم أخر لوحاته السيرك.وعرضها قبل أن تكتمل في المعرض الثامن للفنانين المستقلين.
ظل سورا يعمل على تنظيم المعرض وعرض أعماله الفنية حتى أنهكه العمل وأصيب بقشعريرة تطورت إلى مرض الدفتريا وتوفي في 13 مايو 1891 قبل أن ينتهي المعرض في يوم أحد الفصح.