أكد وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردني الدكتور صالح الخرابشة، ضرورة العمل المتكامل واستغلال الموارد الطبيعية في المنطقة العربية لتكون المنطقة جزءا من المنظومة العالمية الداعمة للتوجه نحو التحول الطاقي ومن منظومة الربط الإقليمية، موضحا أنه لا يزال هناك الكثير لاستكمال المشروعات ورفع مستوى عمليات تبادل الطاقة الكهربائية عبر خطوط الربط، والتمكن من الانتقال إلى مفهوم الأسواق الكهربائية المشتركة التي تؤهل دول المنطقة من الارتباط بأسواق الكهرباء العالمية، مشددا على أن ذلك يعد أولوية لا بدّ من إنجازها.
جاء ذلك في كلمة الخرابشة خلال تسلم وزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية اليوم الاثنين رئاسة الدورة الـ15 للمجلس الوزاري العربي للكهرباء للعام الحالي، خلال حفل أقامته جامعة الدول العربية في العاصمة الإدارية المصرية الجديدة في القاهرة.
وقال الخرابشة - خلال حفل افتتاح أعمال الدورة الدورة الـ15 للمجلس الوزاري العربي للكهرباء - إن الاجتماع يأتي في مرحلة مهمة يشهد فيها العالم تحولا يتطلب تغيير شكل إنتاج واستهلاك الكهرباء، وذلك بالتحول من استخدام الشبكات التقليدية إلى الذكية والربط الكهربائي الإقليمي والدولي، والتحول من توليد الطاقة الكهربائية باستخدام الوقود الأحفوري إلى الاعتماد على مصادر الطاقة المُتجددة.
وأشار الخرابشة إلى أن الحديث اليوم لم يعد مقتصرا على تصدير الكهرباء الخضراء، لافتا إلى الفرصة الكبيرة لمنطقتنا كمصدر رئيس لإنتاج الطاقة الخضراء بأشكالها كافة خاصة "الهيدروجين الأخضر" الذي يعتبر وقود المستقبل، لتغطية احتياجاتنا أولا وتصدير الفائض إلى الدول المُستهلكة التي تسعى لتحقيق أهدافها في الاستدامة البيئية وتنويع مصادر الطاقة.
وعرض الخرابشة تجربة الأردن في تعزيز منظومات الربط الكهربائي مع دول المنطقة، مبينا أن هناك عملا كبيرا مع الأشقاء في مصر لمضاعفة قدرات تبادل الطاقة الكهربائية، والعمل مع الأشقاء في العراق وفلسطين على إنشاء نقطة ربط كهربائية جديدة وكذلك مع الأشقاء في السعودية.
وعبر عن أمله في أن تُنجز هذه المشروعات قريباً وبما يسهم في رفع مستوى عمليات تبادل الطاقة الكهربائية بين دول المنطقة، والمساعدة في إيجاد سوق كهرباء عربي متكامل.
وفي مجال التحول الطاقي، أوضح الخرابشة أن الأردن تمكّن خلال أقل من 10 سنوات من رفع نسبة مساهمة مصادر الطاقة المتجددة (من الرياح والشمس) في خليط الكهرباء من أقل من 1بالمئة عام 2014 إلى حوالي 27 بالمئة عام 2024، لافتا إلى أن لدى الأردن خططا واضحة لرفع هذه النسبة إلى ما يزيد على 30 بالمئة بحلول عام 2030، من خلال التوجه نحو استخدام تكنولوجيات التخزين الكهربائي، عبر تنفيذ أول مشروع لتخزين الكهرباء بواسطة ضخ المياه، والذي سيقام على أحد السدود (باستطاعة 450 م.و وسعة تخزينية لـ 7 ساعات).
وأضاف أن العمل جارٍ على تعزيز الشبكات الكهربائية على مستوى النقل والتوزيع ورفع كفاءتها بإدخال مفهوم الشبكات والأنظمة الذكية، ودعم التوجه نحو وسائل النقل الكهربائي، من خلال توفير البنية التحتية المناسبة لذلك.
وفيما يخص الاستثمارات في مجال الهيدروجين الأخضر، بين الخرابشة أن الأردن يعمل على استقطاب الاستثمارات في هذا المجال، حيث تم إعداد استراتيجية وطنية للهيدروجين الأخضر شكلت "خارطة طريق طويلة المدى وواضحة المعالم" للتوجه نحو إدخال مشاريع إنتاج الهيدروجين الأخضر إلى الأردن، وتم إعداد الدراسات اللازمة لتطوير التشريعات والأطر التنظيمية اللازمة لتطوير أسواق الهيدروجين الأخضر، إلى جانب تشكيل لجنة وطنية للهيدروجين الأخضر لمتابعة الاستثمار في هذه الصناعة، وتذليل العقبات التي قد تواجه هذا النوع الجديد من الاستثمارات.
وأشار الخرابشة إلى أن الأردن وقع 14 مذكرة تفاهم واتفاقية إطارية واحدة مع شركات عالمية ومحلية ترغب بدراسة فرص الاستثمار في الأردن في هذا المجال، والعمل جارٍ حاليا على دراسة الخيار الأمثل لنموذج بنية تحتية مشتركة لهذه المشروعات، بالتعاون مع إحدى الشركات الاستشارية العالمية، وبالتشاور مع المستثمرين المحتملين والممولين والجهات الداعمة للوصول إلى حلول مثلى تلبي مصلحة جميع الأطراف.
يذكر أن أعمال الدورة الـ15 للمجلس الوزاري العربي للكهرباء تناقش عدة بنود أبرزها دعم صناعة المعدات الكهربائية لإنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء في الدول العربية، وآفاق توليد الكهرباء، وإزالة ملوحة مياه البحر بالطاقة النووية، والهيدروجين الأخضر، وكفاءة الطاقة.