تحتفي الأوساط الثقافية غدًا بذكرى وفاة شاعر العامية المصري الأشهر، والذي ذاع صيته في بلاد الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، فقد امتلك شخصية أدبية اجتمعت فيها القوة المستمدة من نبض الشارع، قادرة على التعبير عن هوية الشعب بجمال اللغة العامية المصرية إنه «الفاجومي المصري» الشاعر أحمد فؤاد نجم.
ونحن اليوم نحتفي بذكرى رحيل شاعرنا الكبير والذي يوافق 3 ديسمبر.
المعاناة طفلا
وُلد الشاعر أحمد فؤاد نجم 22 مايو 1922م في قرية كفر أبو نجم، بمدينة أبو حماد بمحافظة الشرقية، و التحق بكتاب قريته لتعلم القراءة والكتابة، وظهرت موهبة «نجم» من فرط المعاناة، بداية من طفولته، وفي مظاهر مقاومته للظلم مرات ومرات، حيث توفي والده وهو طفلا مما، أجبرة ذلك إلى انتقاله إلى بيت خاله حسين بالزقازيق، وبعدها أودع بملجأ أيتام 1936م، ليخرج منه عام 1945م، وعمره 17 سنة، ثم عاد بعد ذلك لقريته للعمل راعيًا للماشية، ثم انتقل للقاهرة عند شقيقه؛ إلا أنه طرده بعد ذلك ليعود إلى قريته.
وعند خروج «نجم» من الملجأ انضم للعمل في معسكرات الجيش البريطاني، حيث شارك في مظاهرات عام 1951م والتي كانت تطالب بإلغاء معاهدة 1936، ومن الأحداث التي كان لها أثر كبير على حياته هي دخوله السجن في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، حيث التقى فيه بالعديد من السجناء السياسيين والذين كان لهم دورٌ كبير في تشكيل وعيه السياسي، وقد ألف نجم خلال فترة سجنه أول ديوان شعري له بعنوان «صور من الحياة والسجن».
البدايات الشعرية.. والثنائي الفني الناجح
وكانت انطلاقة أحمد فؤاد نجم الحقيقية بعد لقائه بالملحن والمطرب المصري الشيخ إمام، في عام 1962م، وشكل الاثنان معًا ثنائيًا فنيًا ناجحًا، ع وكان أول تعاون بينهما كان في أغنية «أنا أتوب عن حبك أنا»، لتتوالى بعد ذلك أعمالهما الغنائية، وأكسبهما هذا التشارك شهرة واسعة، وخصصت الإذاعة المصر في ذاك الوقت لهما برنامجًا بعنوان «مع ألحان الشيخ إمام» كانا يقدمان فيه أغانيهما المشتركة.
جوائز عالمية وأوسمة
تم اختيار أحمد فؤاد نجم من قبل المجموعة العربية في صندوق مكافحة الفقر التابع للأمم المتحدة سفيراً للفقراء في عام 2007 ، فاز بجائزة الأمير كلاوس الهولنديةعام 2013 م، وهي من أرقى الجوائز في العالم ولكن وافته المنية قبل استلامها ببضعة أيام وفي العام نفسه في 19 ديسمبر وبعد وفاته مُنِح من الدولة المصرية وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، كما حصل على المركز الأول في استفتاء وكالة أنباء الشعر العربي.
قصائد وأشعار الفاجومي
قدم أحمد فؤاد نجم الكثير من القصائد تعبر عن الهوية المصرية وقوة الشعب المصري في مواجهة الاحتلال.. ومنها يعيش أهل بلدي، شيد قصورك، جائزة نوبل، الأخلاق، الخواجة الأمريكاني، استغماية، الأقوال المأسورة، هما مين واحنا مين، الكلمات المتقاطعة، نيكسون جاء، بابلو نيرودا، شقع بقع، الثوري النوري، الندالة، أبجد هوز «سايجون»، تخيل لي الأماني أن حظى، حسبة برما.
وأصدر «الفاجومي» العديد من الدواوين الشعرية، منها: «اصحي يا مصر»، «عيون الكلام»، «أغنيات الحب والحياة»، «بيان هام»، «كلام على سفر»، "نوارة»، وغيرها.
رحل الشاعر أحمد فؤاد نجم عن عالمنا عن عمرٍ ناهز 84 عامًا، 3 ديسمبر 2013 و صادف ذلك عودته من العاصمة الأردنية عمان، التي قدم فيها آخر أمسياته الشعرية، و كانت بمناسبة ذكرى اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، ولم يتوانى الشاعر أحمد نجم نجم يومًا عن نصرة القضية الفلسطينية، و ظهر ذلك، جليًا في قصائده التي كتبها عن فلسطين الأرض، مثل: «يا فلسطينية، وتل الزعتر، وغيرها.