أدان مؤتمر القاهرة الوزاري اليوم، حظر إسرائيل لعمل وكالة الأونروا ودعا إلى رفع القيود عن المساعدات الإنسانية في غزة، وتحدث وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يمنع إدخال المساعدات بشكل كافٍ لتلبية الاحتياجات الإنسانية الناتجة عن القصف والنزوح والمجاعة وتحديات الشتاء، وكما لفت إلى تعرض المساعدات التي تصل للسرقة والتخريب، مما يعرقل وصولها للمحتاجين.
فيما شدد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، على أن الوضع في غزة يمثل اختبارًا للنظام الدولي، داعيًا لإيجاد حلول لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، وعلى الجانب الأخر، أشار وزير الخارجية الفلسطيني محمد مصطفى إلى استخدام إسرائيل التجويع والحصار كوسائل عقاب جماعي، مما أدى إلى معاناة إنسانية كارثية.
وأكد مفوض الأونروا، فيليب لازاريني، على ضرورة حماية العاملين الإنسانيين لضمان إيصال المساعدات، محذرًا من أن انهيار الوكالة سيحرم جيلًا كاملًا من التعليم. كما أبرزت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد، انتشار سوء التغذية بين أطفال غزة نتيجة العقاب الجماعي المفروض.
معوقات دخول المساعدات
على الرغم من الضغوط الدولية التي تمارسها مصر وعدد من الدول العربية والدولية، ما تسمح إسرائيل بإدخاله من مساعدات لا يتناسب مع حجم الاحتياجات الهائلة، وبحسب عبد العاطي، فإن المساعدات التي تدخل القطاع تواجه تحديات كبيرة في التوزيع بسبب السرقات والتخريب، بالإضافة إلى غياب الأمن، ما يعيق العاملين في المجال الإنساني عن أداء مهامهم بفعالية.
وأضاف الوزير أن الهجوم الإسرائيلي المستمر على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" يهدد بوقف عملياتها تماماً، ما يعني انهيار المنظومة الإنسانية في القطاع، وزيادة خطر المجاعة وتدهور الظروف الصحية والبيئية، فضلاً عن تداعيات سياسية تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وحق العودة.
استراتيجية ممنهجة لمنع المساعدات
حذرت وكالة "الأونروا" من تدهور كارثي للوضع الإنساني في شمال غزة، حيث يواجه عشرات الآلاف من السكان نقصاً حاداً في الغذاء والماء والمأوى.
وذكرت الوكالة أن إسرائيل رفضت السماح بـ 82 محاولة من أصل 91 لإدخال المساعدات إلى شمال غزة، بينما عرقلت 9 محاولات أخرى، ما يعكس استراتيجية ممنهجة لمنع وصول المساعدات الإنسانية.
وأكدت "الأونروا" في تقاريرها أن الجوع وصل إلى مستويات حرجة، حيث باتت العائلات تبحث عن الطعام في أكوام النفايات، ما يزيد من خطر تفشي الأمراض.
ووفقاً لتقارير محلية ودولية، فإن القيود الإسرائيلية لا تقتصر على منع دخول السلع الأساسية والمساعدات، بل تشمل أيضاً تعطيل عمل المؤسسات الإنسانية والدولية في غزة، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع المعيشية للسكان.
وأكدت حركة "حماس" أن هذه القيود تستهدف تعطيل الدعم المالي المباشر والمساعدات الإنسانية الموجهة إلى العائلات المتضررة، ما يعقد جهود الإغاثة ويزيد من معاناة السكان.
الأمم المتحدة: يجب وقف إطلاق النار لعمل منظمات الإغاثة بأمان
على المستوى الدولي، طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بضرورة فتح المعابر الحدودية بشكل عاجل وضمان إدخال المساعدات دون عوائق، وأكد على أهمية إزالة العقبات البيروقراطية التي تعرقل عمليات الإغاثة، داعياً إلى وقف فوري لإطلاق النار لتمكين الفرق الإنسانية من العمل بأمان.
وأكدت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد، خلال مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة، أن الوضع في القطاع يمثل كارثة إنسانية تهدد البشرية، مشيرة إلى انتشار المجاعة وصعوبة إيصال المساعدات بسبب القيود الإسرائيلية، والتي تشكل انتهاكًا للقانون الدولي. شددت على أهمية وكالة "أونروا" كجهة أساسية لتقديم المساعدات، مع الدعوة لوقف الصراع فورًا.
وأوضحت أن إسرائيل تعيق دخول المساعدات وتمنع وصول موظفي "أونروا"، ما يفاقم معاناة الفلسطينيين الذين نزح العديد منهم مرارًا بسبب العدوان. كما أُبرز دور مصر في دعم الجهود الإنسانية، حيث يسعى المؤتمر لتأمين التزامات دولية وتوفير مساعدات عاجلة لقطاع غزة، مع الدعوة لرفع القيود الإسرائيلية بعد حظر أنشطة "أونروا" في أكتوبر الماضي.