يحتفل اليوم 3 ديسمبر باليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، وهو مناسبة أطلقتها الأمم المتحدة عام 1992 بهدف تعزيز الوعي بأهمية الحقوق والمساواة للأشخاص ذوي الإعاقة، وسوف نستعرض أهداف هذا اليوم وأهمية الاحتفال به، فضلا عن كيفية دمج ذوي الإحتياجات الخاصة في المجتمع، ودور الدولة المصرية في خدمة ذلك الملف.
أهداف اليوم العالمي لذوي الإعاقة
ويعد هذا اليوم ليس مجرد احتفال رمزي، بل هو منصة لإحداث تغيير حقيقي في حياة ما يزيد على مليار شخص في العالم ممن يعيشون مع إعاقات مختلفة، حيث يسعى إلى تحقيق إدماجهم الكامل في جميع مناحي الحياة.
كانت البداية مع إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة عن هذا اليوم في قرارها رقم 47/3 عام 1992، ومنذ ذلك الحين، أصبح الاحتفال فرصة لتسليط الضوء على الجهود الدولية والمحلية التي تهدف إلى ضمان حقوق ورفاهية الأشخاص ذوي الإعاقة.
شهد عام 2006 محطة هامة في هذه المسيرة، حين اعتمدت الأمم المتحدة اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، التي مثلت تحولًا كبيرًا في كيفية تعامل العالم مع قضايا الإعاقة.
هذا وبالإضافة إلى، تعزيز القيادة والمشاركة الفعالة للأشخاص ذوي الإعاقة، وضمان إدماجهم الكامل في عمليات صنع القرار على جميع المستويات.
وتتزايد أهمية هذا اليوم مع التحديات التي يواجهها الأشخاص ذوو الإعاقة في مختلف أنحاء العالم، وفقًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية، يعيش أكثر من 15% من سكان العالم مع شكل من أشكال الإعاقة، مما يجعل الحاجة إلى تعزيز الإدماج والمساواة أكثر إلحاحًا.
تعمل الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية جنبًا إلى جنب مع الحكومات ومنظمات المجتمع المدني لتعزيز الإدماج والمساواة، حيث تقام الفعاليات الرئيسية في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، بمشاركة واسعة من مختلف الأطياف، ما يتيح فرصة للتعاون وتبادل الخبرات بين الدول.
جهود الدولة لتمكين ذوي الإعاقة
حرصت الدولة في الدستور عام 2014، على ضم مجموعة من المواد التي تضع بالفعل الإطار التشريعي لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة»، وإنشاء "المجلس القومي للأشخاص ذوى الإعاقة" بقرار الرئيس السيسي رقم 11 لسنة 2019، الذي يهدف لتعزيز وتنمية وحماية حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة.
كما تم إصدار القانون رقم 200 لسنة 2020 بشأن إنشاء "صندوق دعم الأشخاص ذوى الإعاقة" برئاسة رئيس مجلس الوزراء، وفي عام 2016 أطلقت الدولة المبادرة الرئاسية «دمج.. تمكين.. مشاركة» لدعم وتمكين الأشخاص ذوي الهمم.
عام 2018 لذوي الهمم
كذلك أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي تخصيص عام 2018 ليكون عام ذوي الاحتياجات الخاصة في مصر، وذلك استجابة لاقتراح أحد الشباب من أصحاب الهمم خلال الحوار الذي أجراه في 25 / 4 / 2017 مع الشباب خلال المؤتمر الدوري الثالث للشباب بمدينة الإسماعيلية.
هذا وخصصت الدولة لذوي الاحتياجات الخاصة نسبا لتمثيلهم الدائم داخل مجلس النواب، فهناك 9 نواب منهم 8 منتخبين من ذوى الهمم.
كذلك تم استخدام طريقة برايل للتيسير على ذوي الإعاقة البصرية في إبداء آرائهم في التعديلات الدستورية لعام 2019.
صندوق قادرون بإختلاف
كذلك تم إنشاء صندوق "قادرون بإختلاف" لدعم الأشخاص ذوى الإعاقة الصادر بالقانون رقم 200 لسنة 2020، وأطلقت الدولة بطاقة الخدمات المتكاملة من بين العديد من المبادرات لدعم حقوق ذوي الهمم في شتى المجالات، وخصصت نسبة 5% من الوحدات السكنية للأشخاص ذوي الهمم ضمن مشروعات الإسكان الاجتماعي.
كما وجه الرئيس السيسي بتقديم الدعم لموارد صندوق «عطاء» لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة بمقدار 100 مليون جنيه.
وعملت الدولة على تطبيق معايير «كود الإتاحة» لتسهيل الطرق وحركة السير لذوي الهمم أثناء الإنشاءات في البنى التحتية والطرق.
كما تم العمل على الخطة الوطنية للأشخاص ذوي الإعاقة"، والتي تشمل جوانب صحية وتعليمية وثقافية، تتكامل مع ما جاء في "الإطار الاستراتيجي والخطة الوطنية للطفولة والأمومة (2018-2030)، وإطلاق برنامج الإتاحة التكنولوجية لدعم 3000 مدرسة للتربية الخاصة والدمج، تم بالفعل الانتهاء من دعم 600 مدرسة منها، برنامج تدريب 30000 من معلمي تلك المدارس على استخدام التكنولوجيا المساعدة في التعليم وقد تم الانتهاء من تدريب 28000 معلم منهم.
كذلك تم إطلاق برنامج تأهيل 200 مركز مجتمعي متكامل دامج تم الانتهاء من 56 مركزا منها، مع تحويل 300 منشأة حكومية إلى منشأة عالية الإتاحة باستخدام التكنولوجيات المساعدة.
تعمل وزارة الاتصالات على تطوير تطبيقات ذكية لمساعدة الأشخاص ذوى الإعاقة على التوظيف، وهو ما أدى إلى اختيار مصر ضمن العشر دول الأكثر ابتكاراً في مجال سياسات توظيف الأشخاص ذوي الإعاقة، وتم خلال العام الماضي 2023 تسجيل ما يقرب من 400 شخص من الباحثين عن عمل من الأشخاص ذوى الاعاقة فى قاعدة بيانات موقع الشبكة القومية لخدمات الأشخاص ذوى الاعاقة من أجل التوظيف ليصل الإجمالى إلى 900 شخص.
كما تم إلزام جميع الجهات الحكومية وغير الحكومية وقطاع الأعمال وكل صاحب عمل ممن يستخدم 20 عاملًا فأكثر بتعيين 5% من عدد العاملين على الأقل من الأشخاص ذوى الإعاقة، هذا وأكد قانون الخدمة المدنية، على منح الموظف ذي الإعاقة حق النقل إلى أقرب مكان عمل من محل إقامته.
الجمع بين معاشين
وتتابع وزارة العمل، والجهاز المركزي للتنظيم والإدارة يتابعان تطبيق الحقوق والمزايا المتعلقة بتشغيل ذوى الإعاقة، بما في ذلك خفض ساعات العمل، بواقع ساعة يوميًا مدفوعة الأجر، وإمكانية الجمع بين تلك الساعة والساعات الممنوحة للأم الحامل أو المرضعة، كما تم الانتباه إلى حق الأشخاص ذوي الإعاقة في الجمع بين معاشين من المعاشات المستحقة لهم إذا توافرت شروط الاستحقاق.
وتم تخصيص مليار جنيه لبرامج تعليم الأشخاص ذوى الإعاقة، بما في ذلك "مشروع رقمنة المناهج"، الذي يخدم 18000 طالب وطالبة، كذلك قامت وزارة التربية والتعليم بدمج الطلاب ذوي الإعاقة البسيطة والإعاقة السمعية في مدارس التعليم العام والتعليم الفني بعد اجتياز مرحلة التعليم الأساسي، فضلا عن تدريب (5400) من معلمي الأشخاص ذوي الإعاقة على استخدامات وتقنيات الحاسب الآلي لتسهيل التواصل مع الطلبة.
كما تم تزويد جميع مدارس المكفوفين بأجهزة إبصار ناطقة وتزويد معظم مدارس التربية السمعية بأجهزة السمع الجماعي، وإدخال منظومة الفصل التفاعلي بالصفين الأول والثاني الثانوي بمدارس الأمل للصم بجميع المحافظات".
كذلك تم صدور قرار المجلس الأعلى للجامعات رقم 651 لسنة 2016 بقبول ذوي الإعاقة السمعية بالجامعات المصرية، كما تم دعم (24) مركزا لذوي الإعاقة بالجامعات الحكومية.
الإعفاء الجمركي للسيارات
وتمنح الدولة ذوي الإعاقة إعفاء ضريبيًا وجمركيًا على السيارات وتخفيضًا نسبته 50% بوسائل النقل والمواصلات.
كذلك تم تخصيص 5% من وحدات الإسكان الاجتماعي، لذوي الهمم، في كافة طروحات شقق الإسكان وآخرها سكن لكل المصريين 5 الجاري فتح باب الحجز له الآن ويستمر حتى نهاية ديسمبر الجاري.
وتقدم الدولة دعمًا نقديًا وخدميًا مباشرًا لذوي الإعاقة يشمل مساعدات نقدية شهرية للأسر التي يكون بينها طفل معاق ذهنيًا، علمًا بأن 28% من إجمالي بطاقات صرف المساعدات الاجتماعية ببرنامج تكافل وكرامة توجه للأشخاص ذوى الإعاقة ".
هذا وتم تدشين البرنامج القومي لإنشاء "منظومة موحدة لإنتاج الأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية"، لتوفير أطراف صناعية وأجهزة تعويضية بجودة عالية وأسعار موحدة.
وإطلاق "منصة الشبكة القومية لخدمات الأشخاص ذوي الإعاقة"، للتطوير والوصول إلى فرص وظيفية أفضل، تبعًا للمؤهل، ونوع الإعاقة، ومكان السكن، كما تم إطلاق تطبيق "انطلق"، لمساعدة ذوي الهمم في معرفة وتحديد الأماكن، على هواتف الأندرويد والهواتف بنظام IOS .