حظى رجل ياباني بشهرة واسعة على الإنترنت بعد أن أمضى ليلة في 500 منزل لأشخاص غرباء بالمجان مقابل تقديم الدعم العاطفي لهم، حيث وصف نفسه بأنه "مستمع جيد".
وقد خطرت هذه الفكرة في ذهن شوراف إيشيدا، البالغ من العمر 33 عاماً، قبل خمس سنوات بعد أن ترك وظيفته. فشرع في رحلة عبر البلاد حاملاً معه فقط متعلقاته الأساسية في حقيبة ظهر، معتمداً على مدخراته لتمويل مغامرته.
قال إيشيدا إنه كان انطوائيًا في السابق. ومع ذلك، أثناء رحلة إلى تايوان كطالب جامعي، تغيرت وجهة نظره حيث تعرف على أصدقاء، وتذوق المأكولات اللذيذة، واكتشف شغفه بالسفر والتواصل مع الآخرين.
وفي حين أن التفاصيل الدقيقة لمسارات سفره عبر البلاد ونفقاته لا تزال غير معلنة، فقد وجد إيشيدا طريقة مبتكرة لتقليل أكبر نفقاته – وهي الإقامة، حيث يقضي ساعات طويلة في محطات القطارات أو الشوارع المزدحمة، حاملاً لافتة مكتوب عليها: "لدي كيس نوم. أرجوك اسمح لي بالبقاء في منزلك الليلة"، و"لقد مكثت في أكثر من 300 منزل. أرجوك ابحث عن اسم إيشيدا".
ورغم أن أغلب المارة يميلون إلى تجاهله، إلا أن بعضهم يتأثر برسالته ويدعوه للبقاء ليلًا، وفي بعض الأحيان، يتواصل إيشيدا مجددًا مع أشخاص استضافوه من قبل، فيقضي معهم عدة أيام مرة أخرى.
وأشار إيشيدا إلى أن مضيفيه هم في الغالب أفراد وحيدون، وأن 90% منهم رجال عازبون، يبحثون عن شخص يتحدثون معه ويشاركونه الأسرار والصعوبات التي احتفظوا بها لأنفسهم لفترة طويلة.
ومع ذلك، فهو لا يقدم التعاطف أو التشجيع أبدًا؛ بدلاً من ذلك، يستمع بهدوء أو يطرح أسئلة مباشرة، وهو ما يلقى صدى جيدًا لدى مضيفيه الذين يقدرون صراحته وإخلاصه.
وقال الشاب: "أحب الاستماع إلى قصصهم. الأمر أشبه بقراءة رواية مختلفة كل ليلة - فأنت لا تشعر بالملل أبدًا".
وقد شاركت إحدى المضيفات، وهي امرأة في العشرينيات من عمرها، تجربتها في استضافة إيشيدا: "في الليالي التي شعرت فيها أنني لا أستطيع الاستمرار، كنت أنفق المال بتهور أو أشرب حتى أتقيأ، ولم يساعدني ذلك قط، ولكن عندما كنت أستضيفه، كان يستمع إلى إحباطاتي، وكل ما يحتاجه في المقابل هو البقاء في شقتي. بصراحة، اعتقدت أن هذه صفقة جيدة جدًا".
على مدى السنوات الخمس الماضية، أقام إيشيدا في نحو 500 منزل، ورغم أن مدخراته نفدت تدريجيا من سفره، فإنه لا يخطط للعودة إلى العمل التقليدي، ومع ذلك، أثار أسلوبه انتقادات من بعض مستخدمي الإنترنت اليابانيين، الذين يشعرون أنه يستغل لطف الآخرين وكرمهم.