ثمن الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة التعاون الإسلامي قطب مصطفى سانو، الجهود الحثيثة التي يبذلها الرئيس عبدالفتاح السيسي لتعزيز الوسطية الفكرية ومواجهة التطرف والغلو الفكري.
قال سانو - في كلمته التي ألقاها خلال فعاليات الندوة الدولية الأولى التي نظمتها دار الإفتاء المصرية تحت عنوان "الفتوى وتحقيق الأمن الفكري" المنعقدة على مدار يومين بالقاهرة - إن الفتوى الصحيحة تعد أحد الأسس المحورية لتعزيز الأمن الفكري في المجتمعات الإسلامية، مشيرًا إلى أن الأمن الفكري هو صمام أمان المجتمع وضمان استقراره وحمايته من الانحرافات الفكرية والغلو.
وأضاف أن الفكر يمثل الأساس الذي تقوم عليه قرارات الإنسان وأفعاله وسلوكياته، مؤكدًا أن القرآن الكريم قد أولى عناية فائقة للفكر ودوره المحوري في تحديد مصير الإنسان، منوهًا بأن الفكر يؤثر في حياة الإنسان بدءًا من مرحلة التقدير والتأمل وصولًا إلى التنفيذ والتصرف.
وأوضح أن الفكر هو لب هذه المضغة التي تحدد مسار الإنسان سواء نحو البناء والإعمار أو الانحراف والدمار، مؤكدًا أن الأمن الفكري يشكل ركيزة أساسية لتحقيق الاستقرار بجميع جوانب الحياة، مشددًا على أن الفكر المنحرف والغلو الفكري يمكن أن يقودا إلى تدمير المجتمعات. وأعطى مثالًا على ذلك بما تشهده فلسطين المحتلة من انتهاكات جسيمة ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي، والتي تستند إلى أفكار متطرفة تتعارض مع القوانين الدولية والأعراف الإنسانية.
وتابع سانو أن الفتوى الصحيحة تسهم بشكل كبير في تحقيق الأمن الفكري، لافتًا إلى الدور المهم الذي يضطلع به العلماء والمفتون بوصفهم "الموقِّعين عن رب العالمين"، وداعيًا إلى الالتزام بضوابط الإفتاء التي تضمن نشر الوسطية والاعتدال وتواجه الفكر المتطرف.
وأعرب عن تقديره البالغ لجهود دار الإفتاء المصرية في تنظيم هذه الندوة الدولية، مؤكدًا أهمية التعاون بين المؤسسات العلمية والدينية مثل: الأزهر الشريف ومجمع الفقه الإسلامي الدولي، لتعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي بين مختلف أطياف المجتمع.
ودعا الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي، اللهَ عزَّ وجلَّ أن يحفظ مصر قيادة وشعبًا، وأن يحقق لهذه الندوة أهدافها في تعزيز الأمن الفكري، وأن تكون مخرجاتها مساهمة فعَّالة في بناء مجتمعات آمنة ومستقرة تقوم على قيم الوسطية والاعتدال.