كنتم تظنون أن مكائدكم ستجري في الظلام دون أن ننتبه وأن خطواتكم الخفية ستصل بنا إلى الهاوية دون أن ندرك لكننا كنا نراقب بصمت ونقرأ ما تخفون بين السطور ونستشعر ريح الغدر قبل أن تهب وأدركنا خيوط المؤامرة تنسج حولنا وعرفنا أنكم تستهدفون قوتنا وتطمعون في استنزاف مواردنا وتسعون لإسقاط دولتنا ولم نكن غافلين بل كنا نستعد بصمت وثبات نبني في الخفاء ما يردعكم ونحصن دولتنا ضد كل ما تضمرونه من شر.
أعددنا العدة على كل الجبهات وأقمنا اقتصادا قويا قادرا على الصمود أمام الأزمات وشيدنا بنية تحتية تعد الأعمدة الراسخة لدولة عصرية وصنعنا محاور الطرق والموانئ ووسعنا رقعة الزراعة وحولنا قناة السويس إلى شريان عالمي لا غنى عنه وبنينا اقتصادا مقاوما ومرنا واستثمرنا في طاقاتنا لتكون الحصن الذي لا يخترق فجعلنا من الضعف قوة ومن التحديات فرصا.
ولم نتوقف عند ذلك بل أدركنا أن القوة الاقتصادية وحدها لا تكفي فعززنا جيشنا وصنعنا منه درعا وسيفا وطورنا أسلحتنا فأنشأنا قواعد عسكرية ترهب من يفكر بالاقتراب وزودنا قواتنا المسلحة بأحدث الإمكانيات لتبقى السيادة المصرية محمية بيد من حديد وأدركنا أن حماية مقدرات الدولة تتطلب جيشا لا يُستهان به فكانت قواتنا المسلحة سدا منيعا يقف في وجه أي تهديد.
ولم نتوقف عند الدفاع فقط بل استبقنا الأخطار بالمشاريع الاستراتيجية التي تضمن استمرار دولتنا مهما اشتدت الأزمات لتأمين احتياجاتنا من الطاقة بمشروعات ضخمة لتخزين البترول وحمينا أمننا الغذائي بزيادة رقعتنا الزراعية وتوسيع صوامع القمح ولم نغفل عن صحة أبنائنا فأنشأنا مستودعات ضخمة للأدوية والمستلزمات الطبية لتكون جاهزة في أصعب الظروف.
ومنذ توليه مسئولية قيادة الدولة تبنى الرئيس عبد الفتاح السيسي رؤية استباقية تعتمد على قراءة معمقة للمستقبل وتحليل دقيق للتحديات المحتملة ما مكنه من اتخاذ خطوات جريئة لتحصين الدولة ضد السقوط وأدرك الرئيس السيسي أن استقرار أي دولة يتطلب بناء أسس قوية ومتينة قادرة على الصمود أمام أي أزمات أو تهديدات ولذلك كان تحركه شاملاً وسريعا لإعادة بناء الدولة على جميع المستويات.
وركز الرئيس السيسي على بناء اقتصاد قوي ومستدام من خلال تطوير البنية التحتية بشكل غير مسبوق وتم تخصيص استثمارات ضخمة تجاوزت 10 تريليونات جنيه لتنفيذ مشروعات قومية تشمل شبكات الطرق والمحاور والموانئ وخطوط التجارة وقناة السويس الجديدة والكهرباء وهذه الجهود وضعت الاقتصاد في موقع متقدم حيث حقق معدلات نمو مرتفعة عالميا قبل جائحة كورونا ورغم التداعيات الاقتصادية العالمية التي ألحقتها الجائحة استطاعت مصر استعادة زخمها التنموي ومواصلة البناء والتحديث ما أظهر مرونة الاقتصاد المصري وقدرته على التكيف مع الأزمات.
إلى جانب التركيز على الاقتصاد كان الرئيس السيسي واعيا بأهمية تأمين الدولة عبر تعزيز القدرات العسكرية وشهدت القوات المسلحة عملية تطوير شاملة تمثلت في تحديث منظومات التسليح وإنشاء قواعد عسكرية ضخمة بأحدث المعايير العالمية وهذا التطوير عزز مكانة الجيش كقوة إقليمية ودولية لا يمكن الاستهانة بها ما ساهم في تأمين مكتسبات الدولة وحماية سيادتها الوطنية من أي تهديدات محتملة.
بجانب ذلك تبنى الرئيس السيسي مشاريع استراتيجية تهدف إلى تأمين احتياجات الدولة في مواجهة أسوأ الظروف ومن أبرز هذه المشاريع مشروع تخزين البترول الذي شهد إنشاء 24 خزانا ضخما بطاقة تخزينية إجمالية وصلت إلى 66 مليون برميل بهدف تحقيق اكتفاء ذاتي من الطاقة وضمان الأمن القومي المصري كما سعى هذا المشروع إلى تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي لتداول المواد البترولية.
وفي قطاع الصحة وتم إنشاء ستة مخازن استراتيجية لتأمين احتياجات الدولة من الأدوية والمستلزمات الطبية وهذه المخازن والتي تم توزيعها جغرافيا على عدة محافظات تهدف إلى ضمان سرعة توزيع المستلزمات في الأزمات مع التركيز على توطين صناعة الأدوية وإنشاء خطوط إنتاج جديدة وهذا التوجه يعكس التزام الدولة بتأمين احتياجات المواطنين من الخدمات الصحية الأساسية في جميع الظروف.
أما في مجال الأمن الغذائي فقد نفذت القيادة السياسية مشروعات طموحة لزيادة الرقعة الزراعية للدولة بما في ذلك استصلاح أربعة ملايين فدان وإنشاء 100 ألف صوبة زراعية كما وقعت اتفاقيات مع مستثمرين صينيين لزراعة مليون فدان إضافي بحلول عام 2025 ولضمان الأمن الغذائي تم إنشاء وتطوير 55 صومعة لتخزين القمح وفق أحدث المعايير ما ساهم في تقليل الهدر وتوفير احتياطات استراتيجية من القمح كسلعة أساسية.
جميع هذه الجهود تعكس رؤية متكاملة تهدف إلى تأمين الدولة من خلال ضمان توافر أهم احتياجات المواطنين الأساسية الطاقة والغذاء والدواء وهذه العناصر تشكل الركائز الأساسية لاستقرار أي دولة سواء في أوقات السلم أو في خضم الأزمات ومن خلال التركيز على هذه الأولويات استطاع الرئيس السيسي وضع مصر في موقع يجعلها قادرة على مواجهة التحديات بثبات وصمود.
إن ما تحقق في مصر خلال السنوات الماضية يعكس قيادة استراتيجية واعية بأهمية التخطيط للمستقبل واتخاذ الإجراءات الاستباقية لحماية الدولة وهذه الإنجازات لم تكن مجرد خطوات تطويرية بل هي استثمارات طويلة الأمد في استقرار الدولة وتعزيز قدرتها على الصمود أمام التحديات.
..واليوم نقف شامخين نبني دولة قادرة على مواجهة الزمن وتحدياته فهل تجرؤون على مواجهتنا؟ لقد أعددنا لكل احتمال ولم ندع للصدفة مكانا وإن كنتم تراهنون على سقوطنا فاعلموا أن رهاناتكم خاسرة لأن إرادتنا أقوى من مكائدكم وإيماننا بوطننا لا يتزعزع ونحن هنا نواجه العالم بثقة لا تعرف التردد فماذا عنكم؟ هل تجرؤون على الوقوف في وجه من قرأ مستقبلكم قبل أن تبدأوا؟