قال الإعلامي كمال ماضي إن "2254" قد تبدو للبعض أرقامًا مبهمة تتراص بجوار بعضها دون دلالة أو معنى، لكنها للبعض الآخر ترسم طريقًا للنجاة، وتخط مسارًا أمميًا لمستقبل سوريا، ولهؤلاء تُطرح تساؤلات مصيرية: إذا نُفّذ هذا المسار، هل يمكن أن تعود سوريا جسدًا واحدًا؟ جسدًا إذا اشتكت حمصه تداعى لها حلب ودمشق، واستجابت قنيطرة، وحسكة، ولاذقية، وحماة بالسهر والحمى؟ أم أن تطبيقه بات ضربًا من الخيال مع مستجدات المشهد؟.
وأضاف "ماضي"، خلال تقديمه برنامج "ملف اليوم"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن هذا المشهد المستجد قد ينحو إلى زاوية أخرى، لكنها الأقرب إلى المنطق والواقع: هل يمنح من يدير المشهد في الشام اليوم الفرصة لهذا القرار الأممي كي يرى النور؟ أم أن هذا القرار، كما وصفه بعض جنوده، لم يعد صالحًا لواقع الحال؟.
وواصل: وهل انتظر الكيان المحتل، هذا الذراع الاستعماري المغروس عنوة في أرضنا العربية، أن تمنحه الأحداث فرصة ليتقدم، أم أنه بادر بالتهام الأرض واحتلالها، وسلب كل ما استطاع إليه سبيلًا، في سبيل تحقيق أساطيره التلمودية بإقامة "إسرائيل الكبرى"؟ ذلك الكيان الذي قصف ودمّر وحطّم مقدرات جيش سوريا وشعبها، ليصبح هذا البلد فجأة وكأنه منزوعة السلاح، بلا أجسام مضادة تقي الجسد وتحميه.
ولفت أن مشهد اليوم يبعث برسالة واضحة إلى دول المنطقة وشعوبها: اصطفّوا، اتّحدوا، ولا تتفرّقوا. فإن جاء سهمٌ من الخلف إليّ اليوم، فقد يأتيك غدًا من ألف خلف.