كشفت دراسة حديثة عن استخدام بقايا الرخويات البحرية كمؤشرات غير مباشرة لتحديد آثار الطوب الطيني المتحلل في العمارة المينوية خلال العصر البرونزي، خاصة في منطقة بحر إيجة وجزيرة كريت.
أظهرت الدراسة، التي أجرتها رينا فيروبوليدو ومود ديفولدر، دور النباتات البحرية مثل Posidonia oceanica في صناعة الطوب، حيث كانت تُستخدم كمضافات لتحسين خصائصه.
احتفظت هذه النباتات، التي تؤوي رخويات صغيرة، ببقايا أصدافها في الرواسب الأثرية، مما مكّن الباحثين من تعقب استخدام الطوب الطيني الذي تلاشى بمرور الزمن بسبب العوامل البيئية.
ركزت الدراسة على مستوطنة ماليا في كريت، حيث جُمعت عينات من طبقات تعود إلى العصر البرونزي المبكر والمتوسط، وأظهرت التحاليل أن الرخويات المرتبطة بمروج الأعشاب البحرية كانت جزءًا من عملية بناء الطوب، مما يشير إلى أن استخدام هذه النباتات لم يكن عشوائيًا، بل لتحسين مقاومة الطوب الحرارية والميكانيكية.
تُبرز هذه النتائج أهمية دراسة المواد القابلة للتلف في العمارة القديمة باستخدام منهجيات متعددة التخصصات، فالنباتات البحرية وفرت موارد مستدامة سهل الوصول إليها، عززت من متانة المباني القديمة، تقدم هذه التقنية رؤية جديدة لتفاعل السكان مع البيئة الطبيعية، وتمدنا بأدوات لفهم العمارة القديمة بشكل أعمق.
توصي الدراسة بإجراء مقارنات مستقبلية لفهم الروابط بين الرخويات وبيئاتها البحرية بشكل أفضل، مع اعتماد بروتوكولات دقيقة لجمع العينات الأثرية لتعزيز قواعد البيانات وتحقيق تفسيرات أكثر شمولية ودقة، وذلك طبقا لما نقله موقع labrujulaverde.