لكل شخص طريقته المميزة في الاحتفال بليلة الميلاد، وهناك العديد من المؤلفات المشوقة والممتعة عنها، ولكن كان لأجاثا كريستي، تفكير مختلف، طالما عرفت بمؤلفاتها المشوقة البوليسية، فعندما طلت على قرائها بروايتها "جريمة عيد الميلاد" "Hercule Poirot's Christmas" جعلتهم يعيشون تلك الليلة بطريقة مميزة، ليندمجوا مع تلك الرواية الغامضة والمثيره للحماس والإثارة، والتي تعد واحدة من أشهر رواياتها، وقد نُشرت لأول مرة عام 1938.
"جريمة عيد الميلاد"
تدور أحداث الرواية عن جريمة قتل معقدة تتشابك بها الأدلة، حيث يفاجئ سايمون عائلته يوم عيد الميلاد بدعوتهم للاجتماع في منزله، ويرتاب الجميع من ذلك حيث عرف عنه جمود عاطفته تجاه العائلة، خصوصًا أن أفراد العائلة ليسوا على وفاق دائم، وخاصة الأبن هاري صاحب السجل الأسود في العائلة.
كما دعا سايمون حفيدته اليتيمة من الأب الاسباني، بيلار إسترافادوس، للعيش في منزله،حيث لم يقابل أحد ابنه أختهم الفتاة المحبوبة المتوفاة جينيفر من قبل، وتتضح نوايا سايمون حيث يريد التلاعب بمشاعر عائلته بقسوة، ولكن تأتي المفاجأة وهي وصول الضيف الغير المتوقع، ستيفن فير، يوم عيد الميلاد وهو ابن شريك سايمون السابق في مناجم الألماس.
وأثناء الحفل يدعو سايمون عائلته للاجتماع ذلك اليوم بعد الظهر للاستماع إلى مكالمته الهاتفية مع محاميه الشخصي، حيث أراد تعديل وصيته بعد عيد الميلاد، وتثير تلك المعلومات غير المكتملة العديد من المشاعر السيئة لدى الأبناء وزوجاتهم.
ولكن تحدث المفاجأة الغير متوقعة حيث يستمع الجميع صوت تحطم أثاث وصراخ قوي بعد العشاء في ليلة عيد الميلاد، ويهرعون إلى غرفة سايمون، ولكن يصدم الجميع عندما يصلون للباب ويجدونه مغلقا ويحاولون فتح الباب، ولكن تظهر الصدمة إذ يفاجئوا بوجود الأثاث مقلوب رأسًا على عقب، والأوانٍ محطمة، وسايمون ميت، مذبوح عنقه، تحيط به بحيرة كبيرة من الدماء في مشهد مروع وصادم.
ومن هنا يأتي التساؤل من قتل سايمون؟، وتصل الشرطة ويلاحظ المفوض ساغدن التقاط بيلار شيئًا ما عن الأرض، يصر أن تعطيه قطعة المطاط الصغيرة تلك وشيئًا صغيرًا مصنوعًا من الخشب، ويوضح ساغدن أنه وجوده في المنزل هو نتيجة تدبير مسبق أجراه الضحية، الذي أسرَّ إليه بسرقة كمية كبيرة من الألماس غير المصقول من خزنته.
ومن خلال التحقيق والتساؤلات يتبين للمحققين أن جميع الأبناء وربما إحدى الزوجات هم مشتبه بهم محتملون، عندما يشير كبير الخدم إلى حيرته حيال هوية ضيوف المنزل، يُدرك بوارو أن أبناء سايمون من زوجته الأربعة ربما لا يكونون أبناءه الوحيدين الموجودين في المنزل.