في انتخابات 2024، شهدت الولايات المتحدة الأمريكية حدثًا تاريخيًا بعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض كرئيس للمرة الثانية.
ترامب، الذي شغل المنصب من 2017 إلى 2021، هو الرئيس الوحيد في التاريخ الأمريكي الذي عُزل مرتين، لكنه تمكن من العودة بعد خسارته الانتخابات أمام جو بايدن في عام 2020.
عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض كرئيس للولايات المتحدة للمرة الثانية أحدثت هزة عالمية عميقة، مما دفع القادة الدوليين إلى إعادة حساباتهم.
وفي سياق عالمي متوتر بفعل النزاعات، التغير المناخي، والأزمات الاقتصادية، تضع عودة ترامب ملامح جديدة للنظام الدولي.
من هو دونالد ترامب:
المولد والنشأة: ولد دونالد جون ترامب في 14 يونيو 1946 في مدينة نيويورك.
قبل دخوله السياسة، كان رجل أعمال بارزًا ومضيفًا لبرنامج تلفزيوني.
الحياة السياسية: دخل ترامب السياسة لأول مرة في انتخابات 2016، وفاز بالرئاسة ليصبح الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة.
رئاسته الأولى: تضمنت سياسات مثيرة للجدل، بما في ذلك الحرب التجارية مع الصين، الانسحاب من اتفاقيات دولية (مثل اتفاقية باريس للمناخ)، والسياسات الصارمة ضد الهجرة.
العزل: تم عزله مرتين، الأولى بسبب مزاعم استغلال السلطة في قضية أوكرانيا، والثانية على خلفية أحداث اقتحام الكونغرس في 6 يناير 2021.
كيف عاد ترامب للرئاسة؟
حملة انتخابية استثنائية:
شعارها: " اجعلوا أمريكا عظيمة مرة أخرى"، مستهدفًا طبقة العمال والريفيين الغاضبين من سياسات بايدن.
النهج: اعتمد على إعادة صياغة نفسه كمنقذ للأمة، محذرًا من "التراجع الأمريكي".
الدعم: حصل على دعم قوي من القاعدة الجمهورية المحافظة، بالإضافة إلى دعم من شخصيات بارزة داخل الحزب.
عوامل الفوز:
الاقتصاد: استغل التضخم وارتفاع الأسعار لتوجيه الانتقادات لبايدن.
الهجرة: ركز على استكمال بناء الجدار الحدودي.
السياسات الاجتماعية: أعاد تقديم نفسه كمدافع عن "القيم التقليدية".
تأثير عودة ترامب على السياسة العالمية:
كيف ستؤثر هذه عودة ترامب على العلاقات الدولية، التحالفات، والنزاعات الإقليمية؟
1. الصراع الأمريكي-الصيني:
من المتوقع أن يتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة والصين، مع توجه ترامب لتجديد الحرب التجارية والضغط على الصين بشأن تايوان.
2. حلفاء الناتو وأوروبا:
ترامب معروف بنهجه الناقد لحلفاء الناتو، مما قد يؤدي إلى تغييرات في التحالفات الأمنية والسياسية.
3. الشرق الأوسط:
رغم أن ترامب لم يكشف بشكل واضح خلال حملاته الانتخابية عن تفاصيل السياسية الخارجية التي سيتبعها، فإن الرجل كرر أكثر من مرة أنه سيعمل على إنهاء الحروب في منطقة الشرق الأوسط ، وتعهد في خطاباته الانتخابية أمام الناخبين العرب والمسلمين الأميركيين بإنهاء الحرب في غزة ولبنان.
4. الأزمات البيئية:
انسحابه السابق من اتفاقية باريس للمناخ يثير مخاوف من انسحاب جديد قد يؤثر على التعاون الدولي في مواجهة تغير المناخ.
5. أفريقيا وآسيا: تجاهل أم إعادة تشكيل؟
أفريقيا:
قد تستمر إدارة ترامب في تجاهل القارة الأفريقية بشكل كبير، مما يتيح فرصة أكبر للصين وروسيا لتعزيز نفوذهما.
جنوب شرق آسيا:
يمكن أن تعزز إدارته التحالفات مع دول مثل الهند واليابان لمواجهة النفوذ الصيني المتزايد.
انعكاسات داخلية:
على المستوى الداخلي، شهدت الولايات المتحدة انقسامًا غير مسبوق بين مؤيدي ترامب وخصومه. عودته للرئاسة قد تؤدي إلى:
إعادة تشكيل المحكمة العليا: حيث يسعى لتعزيز التوجه المحافظ.
سياسات الهجرة: مع وعوده بتشديد الحدود واستكمال بناء الجدار الحدودي مع المكسيك.
الاقتصاد: يُتوقع أن يركز على تخفيض الضرائب وتعزيز الصناعة المحلية.
ردود الأفعال:
أنصار ترامب: احتفلوا بعودته كرجل التحديات الذي يمثل صوت الطبقة العاملة الأمريكية.
منتقدوه: يعتبرون عودته تهديدًا للديمقراطية الأمريكية ولمستقبل العلاقات الدولية.
عودة دونالد ترامب إلى السلطة تعيد تشكيل المشهد السياسي الداخلي والخارجي على حد سواء.
إنها فترة تحمل تحديات كبرى وفرصًا جديدة، لكنها بلا شك ستترك بصمتها في التاريخ الأمريكي والعالمي.