الجمعة 10 يناير 2025

عرب وعالم

«واشنطن بوست» ترصد تحولًا بطيئًا في نهج زيلينسكي نحو التفاوض على حل الصراع في أوكرانيا

  • 23-12-2024 | 13:59

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

طباعة
  • أ ش أ

رصدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في عددها الصادر اليوم الإثنين، تحولًا وصفته بالبطئ حيال نهج الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نحو التفاوض على حل الصراع في بلاده واستشراف مستقبلًا بعيدًا عن الحل العسكري.

وذكرت الصحيفة -في سياق مقال تحليلي- أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب وحقائق ساحة المعركة ربما دفعتا زيلينسكي، الذي أصر لفترة طويلة على القتال من أجل تحرير كل شبر من الأراضي المحتلة، إلى طاولة المفاوضات.

وقالت الصحيفة بينما تكافح القوات الأوكرانية لصد تقدم الجيش الروسي في ساحة المعركة وتطلع ترامب إلى التوسط في اتفاق سلام، أشار زيلينسكي في الأسابيع الأخيرة إلى استعداد أكبر للمفاوضات لإنهاء الحرب، في تحول كبير في نهج الزعيم الأوكراني الذي تعهد منذ فترة طويلة بمواصلة القتال من أجل كل شبر من أراضي بلاده.

مع ذلك، أكدت "واشنطن بوست" أن رسالة زيلينسكي ظلت حذرة حيث أنه لم يقل صراحة إن كييف ستوافق على التنازلات الإقليمية أو غير ذلك حتى رغم حقيقة أن روسيا تحتل أكثر من 20% من أوكرانيا وربما تحتفظ بالسيطرة على تلك الأراضي بعد أي وقف لإطلاق النار. ولكن بعد أن صرح سابقًا بأن المفاوضات لا يمكن أن تبدأ إلا بعد سحب موسكو لجميع قواتها، أكد زيلينسكي الآن أهمية السعي لإحلال الأمن طويل الأجل بدلاً من العودة الفورية للأراضي.

وأضافت الصحيفة أن تغيير لهجة زيلينسكي في خطاباته ربما يمكن أن تُعزى جزئيًا إلى حقيقة تدهور الوضع على خط المواجهة وقرب تولي الإدارة الأمريكية لترامب زمام الحكم خاصة وأنها وضعت المساعدة الأمنية المستقبلية لكييف موضع شك مع الاشارة إلى تشديد المسئولين الأوكرانيين طوال العام الأول من الحرب على أهمية استعادة جميع أراضي أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم والمناطق الأخرى التي حكمتها روسيا فعليًا منذ عام 2014، كشرط لأي اتفاق.

لكن في الاجتماعات الأخيرة مع ترامب وبعض القادة الأوروبيين، ركز زيلينسكي بشكل أكبر على ما أشار إليه بـ "السلام الدائم" لأوكرانيا، واعتبر أن الأولوية القصوى لكييف حاليًا هي ضمان الانضمام إلى تحالف الناتو العسكري وضمانات أمنية أخرى، مثل الوجود المحتمل لقوات حفظ السلام الغربية، لمنع أي هجمات روسية في المستقبل.

تعليقًا على ذلك، قال مسئولون ومحللون إن تحول نبرة زيلينسكي ربما يمثل محاولة لتكون أكثر انسجامًا مع تأكيد ترامب على وقف الصراع، لكن الزعيم الأوكراني يحاول أيضًا ضمان عدم خروج بلاده خالية الوفاض من النزاع التاريخي مع روسيا. وقال مايكل ماكفول، السفير الأمريكي السابق لدى روسيا والذي يرأس حاليًا مجموعة العمل الدولية بشأن العقوبات الروسية مع المسئولين الأوكرانيين - في تصريح خاص للصحيفة- إن إدارة زيلينسكي تفهم أن الأمور ستتغير تحت حكم ترامب.

وأضاف ماكفول: "أعتقد أن هذا يحرر زيلينسكي من موقفه المقيد بأنهم كانوا سيقاتلون حتى العودة لحدود عام 1991 مهما كان الأمر. يمكنه الآن أن يقول، حسنًا، كنت لأحب أن أفعل ذلك، لكن ترامب جاء وتغيرت الأمور".

وقال زيلينسكي- في مقابلة أُجريت مؤخرًا مع شبكة "سكاي نيوز"- إن "المرحلة الساخنة من الحرب" يمكن أن تتوقف إذا حصلت أوكرانيا على عضوية الناتو. إن الأراضي التي تسيطر عليها القوات الروسية يمكن إعادتها لاحقًا "بطريقة دبلوماسية". وكانت هذه التعليقات بمثابة اعترافه الأكثر لفتًا للانتباه حتى الآن بأن كييف ستفكر مؤقتًا على الأقل في التنازل عن بعض الأراضي.

لكن دبلوماسيين من الناتو قالوا للواشنطن بوست إن مساعي الانضمام للكتلة العسكرية الغربية تظل احتمالًا بعيدًا بسبب الشكوك وعدم اليقين السياسي في الدول الأعضاء المتحالفة مع أوكرانيا، بما في ذلك الولايات المتحدة وألمانيا، واعتراضات أخرى من أعضاء آخرين، مثل المجر الصديقة للكرملين.

وقال دبلوماسي رفيع المستوى في الناتو إن زيلينسكي لا يستطيع التراجع عن المطالبة بضمانات أمنية غربية على الرغم من التردد بين الحلفاء الرئيسيين.. وأضاف - بشرط عدم الكشف عن اسمه:" من منظور أوكراني، من المنطقي تمامًا دفع القضية لأنه، بالطبع، إذا انضمت أوكرانيًا للناتو، فإن ذلك الأمر من شأنه أن يقدم لها الضمان الأمني ​​الوحيد، ولذلك فهي ستفعل كل شيء لتحقيق هذه الغاية. لا يمكن إلقاء اللوم في ذلك على زيلينسكي".

وقال مسئول أوكراني كبير: " لقد وضعت نفسي في مكانه، فماذا يُفترض به أن يفعل غير ذلك؟ هل يجب أن يخبر ترامب وأمريكا أننا لسنا بحاجة إلى مساعدتهم وسنفعل الأمر بطريقتنا؟ أعتقد أنه يتعامل مع الأمر بشكل مثالي".

كذلك، أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن حلفاء كييف الأوروبيين يواجهون أيضًا واقعًا متغيرًا يحاولون من خلاله تشكيل النتيجة ورغم أنهم سعوا إلى زيادة الدعم لأوكرانيا، إلا أنهم بدوا قلقين من أن عودة ترامب قد تعني تقليص التمويل الأمريكي أو أن يظل موقف كييف من المحادثات ضعيفًا للغاية في هذا الوقت. كما يناقش صناع السياسات في جميع أنحاء أوروبا زيادة الإنفاق على دفاعهم، حيث حذر الأمين العام الجديد للناتو مارك روته من أن الحلفاء يجب أن "يتحولوا إلى عقلية الحرب" وينفقوا المزيد على الدفاع للبقاء على استعداد لمواجهة أي تهديدات من روسيا في السنوات القادمة.

 

أخبار الساعة