أكد رئيس جامعة القاهرة الدكتور محمد سامي عبد الصادق، عمق العلاقات المصرية الإماراتية التي وصلت إلى شراكة استراتيجية راسخة يعتز بها أبناء البلدين الشقيقين، لافتا إلى أن هذه الشراكة قوامها الوعي والفهم المشترك.
جاء ذلك خلال استقباله اليوم الجمعة الدكتور سلطان النيادي وزير الدولة لشؤون الشباب الإماراتي، ووفد رواد الفضاء الإماراتيين المرافق له، وذلك على هامش زيارتهم لجامعة القاهرة والالتقاء بأساتذتها وطلابها.
ضم الوفد كلا من: رواد الفضاء، الطيار هزاع المنصوري أول رائد فضاء إماراتي، والطيار محمد الملا، والمهندسة نور المطروشي ولفيف من مسؤلي وزارتي الشباب المصرية والاماراتية.
وأكد رئيس الجامعة - خلال كلمته - اهتمام جامعة القاهرة بعلوم الفضاء، موضحا أن هذا الاهتمام يظهر من خلال مركز لعلوم الفضاء والفلك التابع إدارة الجامعة، إضافة إلى وجود قسم هندسة الطيران والفضاء بكلية الهندسة، وقسم الفلك والفضاء والأرصاد الجوية بكلية العلوم، هذا بالإضافة إلى الترتيب لاستحداث كلية العلوم وتكنولوجيا الفضاء، حيث يتم دراسة علوم الفلك والفضاء، من خلال الأقمار الصناعية ومتابعة حركتها ومداراتها، ويتم التركيز على الجوانب العلمية للتوزيع الإحداثي الفضائي، والغلاف الجوي لكوكب الأرض والكواكب المجاورة.
وأبدى عبد الصادق سعادته بعرض رواد الفضاء الإماراتيين لتجاربهم الفضائية من داخل جامعة القاهرة باعتبارهم من النماذج الملهمة لشبابنا المصري والعربي.
من جانبه، عبر الدكتور سلطان النيادي وزير الدولة لشؤون الشباب الإماراتي، عن سعادته لتواجده داخل جامعة القاهرة، مؤكدًا أن مصر هي أم الحضارات وارتبط الإنسان المصري القديم بالفضاء منذ أكثر من 7 آلاف عام، مشيرًا إلى إطلاق دولة الإمارات العربية المتحدة برنامج رواد الفضاء منذ عام 2017 بهدف إرسال رواد فضاء وتدريبهم وتأهيلهم على مستوى عال.
واستعرض الدكتور سلطان النيادي، تجربته في أطول زيارة عربية للفضاء والتي استغرقت 6 أشهر، واستهدفت اكتشاف كيفية تخليق المواد وتطوير تقنيات وعلوم جديدة، وتطوير أساليب علاجية للعديد من الأمراض مثل "السكر" و"الزهايمر"، وغيرها، لافتًا إلى أن التدريبات التي يخضع لها رواد الفضاء تدريبات شاقة ويتم التخطيط والإعداد لها لعدة أشهر.
بدوره، قال رائد الفضاء هزاع المنصوري، إن الفضاء الخارجي يدفع الإنسان إلى التفكر والتدبر، وأن برنامج رواد الفضاء الذي أطلقته دولة الإمارات تقدم له أربعة آلاف شخص منذ بدء إطلاقه، وبعد عام من الاختبارات تم الانطلاق لروسيا لتلقي التدريبات اللازمة لكونها تمتلك تاريخًا كبيرًا في مجال الفضاء.
وأشار إلى أن تدريبات رواد الفضاء تتميز بالاختلاف ويتم إجراؤها داخل مناطق غير مأهولة وتتسم بالبرودة الشديدة، وان رائد الفضاء في رحلته على متن المركبة الفضائية يرى شروق الشمس وغروبها ١٦ مرة يوميًا، لافتًا إلى أن تكلفة إنشاء وتشغيل محطة الفضاء الدولية بلغت 150 مليار دولار شارك بها 5 دول وهي الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا واليابان وكندا والاتحاد الأوروبي لوكالات الفضاء، وأن الجميع يعمل داخل المحطة بروح فريق العمل الواحد بهدف استكشاف الفضاء وتقدم البشرية.
من جهته، تحدث رائد الفضاء محمد الملا، والمهندسة نور المطروشي عن المراحل التدريبية المختلفة والاختبارات التي يخضع لها رواد الفضاء، مع الإشارة إلى أن برنامج رواد الفضاء يَرسخ مكانة دولة الإمارات في دعم المعرفة، وأن رواد الفضاء يولون الاستكشافات العلمية أهمية كُبري.
وفي نهاية المحاضرة؛ تم فتح باب المناقشة والحوار مع الطلاب والرد على تساؤلاتهم المختلفة لإثراء أفكارهم حول تجربة زيارة الفضاء الخارجي.
وأهدى الدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس جامعة القاهرة، درع الجامعة للدكتور سلطان النيادي، ورواد الفضاء المشاركين في الندوة تقديرًا لدورهم البارز في هذا المجال.