الثلاثاء 7 يناير 2025

أخبار

المشاركون بندوة صالون الإعلام: ثلاثية القوة الناعمة «كلمة السر» للحفاظ على استقرار الدولة

  • 29-12-2024 | 12:50

صالون الإعلام

طباعة
  • دار الهلال

نظم صالون الإعلام، الذي أسسه الإعلامي أيمن عدلي، رئيس لجنة التدريب والتثقيف بنقابة الإعلاميين، ندوة بعنوان “الإعلام.. الفن.. الثقافة.. ثلاثية القوة الناعمة” بمكتبة مصر، بمشاركة نخبة من الشخصيات البارزة في مجالات الإعلام والفن والثقافة.

شهدت الندوة حضور نخبة من الخبراء والمثقفين، أبرزهم د. رشا يحيى، الأستاذة بأكاديمية الفنون ، د. نيفين مكرم، الأستاذة بأكاديمية السادات ،والكاتبة الصحفية دينا شرف الدين ،الكاتب الصحفي عبد الله حسن ،د. جمال شقرة، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عين شمس ،العميد محمد سمير، المتحدث العسكري السابق ،الفنان التشكيلي حسين نوح.

أدار الجلسة الكاتب الصحفي أحمد أيوب، رئيس تحرير جريدة الجمهورية، وتركزت النقاشات على دور القوة الناعمة، التي تتجسد في الإعلام والفن والثقافة في بناء المجتمعات وتعزيز الهوية الوطنية ،وأكد المتحدثون أن هذه الثلاثية تمثل أعمدة أساسية لتشكيل الوعي المجتمعي، وترسيخ القيم الإيجابية، خاصة في ظل التحديات الاجتماعية والثقافية الراهنة.

الندوة قدمت نموذجًا عمليًا لكيفية استخدام القوة الناعمة كأداة للتأثير الإيجابي، وتركت أثرًا عميقًا في الحاضرين الذين تفاعلوا مع الأفكار المطروحة بحماس كبير.

وأكد الكاتب الصحفي أحمد أيوب، رئيس تحرير جريدة الجمهورية، خلال كلمته على الدور الحاسم للقوة الناعمة في تعزيز مكانة الدولة المصرية والحفاظ على استقرارها.

وأشار أيوب إلى أن امتلاك جيش قوي وحده لا يكفي لضمان أمن الوطن واستقراره، بل يجب أن يتزامن ذلك مع وجود قوة ناعمة قوية قادرة على التأثير في العقول والوجدان، وتعزيز الوعي المجتمعي بقضايا الدولة الوطنية.

وأوضح أن الإعلام والفن والثقافة هي الأدوات الأساسية لهذه القوة الناعمة، حيث تسهم في دعم الهوية الوطنية وترسيخ القيم الإيجابية، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية تدرك أهمية هذه الأدوات وتسعى لتوظيفها بالشكل الأمثل لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية.

وأضاف أيوب أن الإعلام المصري، جنبًا إلى جنب مع الثقافة والفن، يمثل خط الدفاع الأول عن الهوية المصرية، داعيًا إلى الاستثمار في هذه المجالات لتكون داعمًا رئيسيًا للقوة الصلبة المتمثلة في الجيش المصري ، وختم حديثه بالتأكيد على أن “قوة الجيوش لا تكتمل إلا بقوة الشعوب، وقوة الشعوب تأتي من قوة ناعمة فعّالة ومؤثرة.

من جانبه تحدث العميد محمد سمير، المتحدث العسكري السابق، عن أهمية الأمن القومي المصري ودور القيادة السياسية في تعزيز قدرات الدولة لمواجهة التحديات المتزايدة.

وأشار سمير إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يتمتع ببُعد نظر استراتيجي ساهم في اتخاذ قرارات تاريخية لتقوية الجيش المصري، حيث تم تسليحه بأحدث المعدات العسكرية المتطورة، إلى جانب توفير برامج تدريبية قوية ومكثفة لعناصر القوات المسلحة، مما رفع من جاهزيتها لمواجهة أي مخططات تستهدف أمن الدولة واستقرارها.

وأكد أن الدولة المصرية تدرك حجم التهديدات الخارجية والمؤامرات التي تهدف إلى إضعافها، ولذا فهي تتخذ قرارات شجاعة ومدروسة لحماية الأمن القومي. وشدد على أهمية دعم الإعلام والثقافة والفن كقوة ناعمة موازية تسهم في تعزيز الوعي المجتمعي وتحصين العقول ضد الشائعات والحملات المغرضة التي تستهدف الدولة المصرية.

وختم العميد محمد سمير كلمته قائلاً: الأمن القومي ليس مسؤولية القوات المسلحة وحدها، بل هو منظومة متكاملة تشمل كل قطاعات الدولة، ولا يمكن الحفاظ عليه إلا بتكاتف الجهود بين القوة الصلبة والقوة الناعمة.

فيما ألقى الفنان التشكيلي حسين نوح الضوء على الدور المحوري للفن في تشكيل الهوية الثقافية للمجتمع، معربًا عن أسفه للتراجع الذي يشهده الذوق العام في السنوات الأخيرة بسبب ما وصفه بـ”الإنتاج الفني الرديء”.

وأشار نوح إلى أن الرئيس جمال عبد الناصر كان محظوظًا بوجود رموز فنية عظيمة مثل أم كلثوم وعبد الحليم حافظ، اللذين أسهما بشكل كبير في تعزيز صورة مصر الثقافية والفنية على المستوى العربي والدولي ، موضحاً  أن هؤلاء الفنانين لم يكونوا مجرد مطربين، بل كانوا سفراء للثقافة المصرية، وشكّلوا جزءًا من القوة الناعمة للدولة، حيث جمعوا بين الإبداع الفني والرسالة الوطنية.

في المقابل، انتقد نوح بشدة الظواهر الفنية السلبية التي ظهرت في الآونة الأخيرة، مثل الأغاني التي يقدمها حمو بيكا وحسن شاكوش، مؤكدًا أنها أساءت إلى صورة الفن المصري وأفسدت الذوق العام، وتسببت في إضاعة القيم الفنية التي بُنيت على مدار عقود طويلة.

وشدد "نوح" على ان الفن هو روح المجتمع، وإذا أردنا استعادة مكانتنا الثقافية ودورنا الريادي، علينا أن ندعم الفن الحقيقي ونواجه الانحدار الذي يهدد أجيالنا القادمة.

وقال الكاتب الصحفي عبدالله حسن رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط الأسبق، إن الوكالة حاضرة وبقوة في جميع الأحداث على مدار تاريخ مصر، مؤكدا أن الوكالة تمتلك أرشيفا كبيرا ولها كثير من الانفرادات في جميع المحافل والأحداث سواء داخل مصر وخارجها.
 
وفي مداخلته خلال الندوة، استعرض الدكتور جمال شقرة أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، تاريخ المؤامرات التي استهدفت الدولة المصرية عبر العصور، مشيرًا إلى أن مصر واجهت على مدار تاريخها محاولات متكررة لإسقاطها وزعزعة استقرارها.

وأكد شقرة أن هذه المؤامرات لم تكن وليدة اللحظة، بل كانت دائمًا جزءًا من خطط قوى إقليمية ودولية تسعى لاستغلال موقع مصر الاستراتيجي وثرواتها، مضيفًا أن هذه المحاولات ركزت على إضعاف الهوية الوطنية وزرع الانقسامات بين الشعب المصري.

وأشار إلى أن أدوات المؤامرات تطورت مع الزمن، فبينما كانت تقتصر في الماضي على التدخل العسكري والاحتلال المباشر، أصبحت اليوم تعتمد على استهداف العقول عبر الإعلام المزيف، والثقافة الموجهة، ومحاولات تشويه الفن لإفساد الذوق العام وتفكيك النسيج الاجتماعي.

وشدد شقرة على أهمية استيعاب الدروس التاريخية لمواجهة هذه التحديات، مؤكدًا أن القوة الناعمة المصرية، المتمثلة في الإعلام والفن والثقافة، لعبت دائمًا دورًا حاسمًا في التصدي لهذه المؤامرات.

وختم كلمته قائلاً: “المعركة على مصر لم تتوقف، ولكن كما نجح أجدادنا في الحفاظ على هذا الوطن، علينا أن نكون واعين ومستعدين لمواجهة أي محاولات للنيل من دولتنا وهويتنا.”

 وبدورها تناولت الدكتورة نيفين مكرم، الأستاذة بأكاديمية السادات، موضوع الذكاء الاصطناعي وتأثيره المتزايد على الأمن القومي المصري، مؤكدة أن هذه التكنولوجيا، رغم فوائدها العديدة، تحمل في طياتها مخاطر كبيرة إذا لم تُدار بشكل صحيح.

وأشارت مكرم إلى أن الذكاء الاصطناعي بات يُستخدم كأداة في الحروب الحديثة، حيث يمكن استغلاله في نشر الأخبار الكاذبة، والتأثير على الرأي العام، واختراق البيانات الحساسة، مما يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي ، مؤكده أن التحدي الأكبر يكمن في التحكم في هذه التقنية ووضع أطر تنظيمية لها لحماية الدولة من أي محاولات للتلاعب أو الاختراق.

وأضافت أن الدول التي لا تمتلك خططًا استراتيجية للاستفادة من الذكاء الاصطناعي بشكل آمن، قد تصبح عرضة لتحديات كبيرة تؤثر على استقرارها السياسي والاجتماعي، ودعت إلى ضرورة توعية المواطنين، خاصة الشباب، بمخاطر الاستخدام غير الواعي للتقنيات الحديثة، والعمل على بناء كوادر متخصصة قادرة على حماية البنية الرقمية للدولة.

وشددت مكرم على أن الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين، ويمكن أن يكون مصدر قوة إذا أحسنّا استخدامه، أو أداة خطيرة إذا وقع في الأيدي الخطأ ،وعلينا أن نكون مستعدين دائمًا للمستقبل بالتخطيط والعلم والمعرفة.”

وتحدثت الكاتبة دينا شرف الدين عن الدور المهم الذي تلعبه الدراما والمسلسلات في تشكيل الوعي الجمعي وحماية العقول، مؤكدة أن الإنتاج الدرامي يُعتبر أحد أدوات القوة الناعمة التي تسهم في تعزيز القيم الإيجابية وترسيخ الهوية الوطنية.

وأوضحت شرف الدين أن الدراما ليست مجرد وسيلة للترفيه، بل هي أداة فعالة للتأثير في المجتمع، حيث يمكنها تسليط الضوء على القضايا الوطنية، الاجتماعية، والثقافية، وتقديم حلول مبتكرة للمشكلات التي تواجه المجتمع المصري.

كما أشارت إلى أن المسلسلات، خاصة تلك التي تناقش قضايا الهوية، الأسرة، وتحديات الشباب، قادرة على تحصين العقول ضد الأفكار المتطرفة والمحتوى الموجه الذي يهدف إلى هدم القيم الأصيلة للمجتمع ، ودعت صناع الدراما إلى تبني رؤية وطنية في أعمالهم تعكس التاريخ المصري العظيم وتستلهم من النماذج الإيجابية.

وأكدت دينا شرف الدين على ان العقل هو الحصن الأول للمجتمع، والدراما هي المفتاح الذي يمكن أن يبني أو يهدم هذا الحصن ، وعلينا جميعًا أن نعمل على إنتاج دراما هادفة تخدم الوطن وتنهض بمستقبل الأجيال القادمة.”

واختتم الإعلامي أيمن عدلي، رئيس لجنة التدريب والتثقيف بنقابة الإعلاميين ومؤسس الصالون ،الندوة بالدعوة إلى ضرورة تثقيف وتدريب المواطنين لمواجهة التحديات الراهنة التي تهدد استقرار المجتمع وهويته.

وأكد عدلي أن الإعلام والفن والثقافة يمثلون أعمدة أساسية في بناء الوعي المجتمعي، مشددًا على أن مواجهة الشائعات، الأفكار المتطرفة، والتحديات الاقتصادية والاجتماعية، تتطلب مواطنًا واعيًا ومثقفًا قادرًا على فهم المشكلات وحلها بطرق إيجابية.

وأشار إلى أن تثقيف المواطن يبدأ من تطوير منظومة التعليم، تعزيز دور الإعلام في نشر الحقائق، وإنتاج محتوى ثقافي وفني هادف يسهم في بناء الشخصية الوطنية ،كما دعا إلى إطلاق برامج تدريبية تهدف إلى توعية الأفراد بمخاطر التكنولوجيا الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي والإعلام الموجه، وتعليمهم كيفية التحقق من المعلومات ومواجهة محاولات الاستقطاب الفكري.

واختتم عدلي كلمته قائلاً: “بناء مجتمع قوي يبدأ ببناء إنسان مثقف وواعٍ، لأن وعي المواطن هو خط الدفاع الأول أمام التحديات التي تواجه دولتنا.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة